شؤون محلية

الحمويون: اللـه يرحم أيام زمان! .. ليس للمقيمين في مراكز الإيواء سوى السلل الغذائية

| حماة- محمد أحمد خبازي:

أقلع الحمويون عن تقاليدهم وعاداتهم في الاستعداد لعيد الأضحى المبارك – إلا من كان مقتدراً مادياً منهم – التي كانوا يصرون عليها فيما مضى بأيام الرخاء والبحبوحة، حيث يشترون كل مستلزمات العيد وبكميات كبيرة، فيما تنهمك النساء بتحضير حلويات العيد، وعدة أكلات لليوم الأول منه كاليبرق والملوخية والشاكرية والمحاشي بأنواعها، ومنهم من يوصي على مناسف عامرة باللحوم الحمراء والبيضاء والشحوم، ومنهم من كان يشتري عدة خراف ليذبحها كأضاح للعيد ويوزعها للفقراء والأقرباء والأصحاب والمعارف، وغالباً ما يكون لم الشمل واجتماع الأسرة في اليوم الأول بمنزل العائلة أو عند الشقيق الأكبر سناً.
ليقتصر الاستعداد لعيد الأضحى على الضروريات فقط، إذ أقلعت أسر كثيرة عن ذبح الأضاحي وتوزيعها للفقراء، وأخذت عدة جمعيات خيرية أهلية على عاتقها هذه المهمة اليوم، في حال ورود تبرعات إليها من ذوي الأيادي البيض ليصار إلى توزيعها على مراكز الإيواء والأرامل والمطلقات كما أعلنت في لوحات إعلانية نشرتها في شوارع حماة الرئيسية وساحاتها العامة، وإن تعذر ذلك، فليس للمقيمين بمراكز الإيواء سوى المعونات من السلل الغذائية وبعض ما يجود به أهل الجود!.
ولم يعد تحضير عدة أكلات شائعاً أو ضرورياً، ولا حتى زيارة كبير الأسرة، أو الاجتماع عند الأشقاء الكبار وصلة الرحم، فكل عائلة التهت بهمومها ومشكلاتها. بل أمسى الخروج إلى الحدائق العامة والمتنزهات الشعبية والمقاهي والكافتريات هو السمة الغالبة لأهالي المدينة، لضغط التكاليف والنفقات، والهروب الضيوف وزوار المنازل.
وقد أمست أيام العيد عادية جداً كأي أيام أخرى، ولا يُعنى بها سوى الأطفال الذين يلعبون ويمرحون في أحيائهم.
والأمر الطريف الذي تعرضنا له أثناء الإعداد لهذه المادة، أن الذين التقيناهم عدَّونا غرباء عن المجتمع، وقالوا لنا: عن أي عيد واحتفاء به تتحدث اللـه يرحم أيام زمان!

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن