شؤون محلية

قرص معمول من حواضر المنزل

| طرطوس- محمد حسين

«إذا دخل الفقر من الباب هرب الفرح من الشباك»، هكذا نقول في مأثوراتنا عادة فالسعادة والفقر لا يلتقيان أبداً ولا في العيد، فكيف إذا كان هذا العيد يأتي بعد سبع سنوات عجاف مثقلة بالهم والدم؟
طرطوس التي تستقبل العيد هذه السنة وأصبح لقبها «أم الشهداء» تعيش حالة الانتظار كشقيقاتها من المحافظات السورية لإعلان النصر الأكبر على العصابات الإرهابية.
عيد يأتي وزيارة المقابر وأضرحة الشهداء أول ما يمكن أن يفكر فيه من اعتاد على الصبر وانتصر النصر بجيوب فارغة وبال مشغول على من ينامون بعيون مفتوحة وأيديهم على الزناد في مواجهة عدو غادر، ومن سخريات القدر أن يأتي العيد هذه السنة متزامناً مع بدء العام الدراسي ومصاريفه التي لا يمكن تأجيلها وكذلك موسم «المونة» هو الآخر أيضاً لا ينتظر!!
فما العمل والأطفال ينتظرون العيد على أمل كسوة جديدة تليق به وبهم؟ فما الذي يمكن أن يفعله رب أسرة لا يكفي راتبه لعشرة أيام من الشهر؟ ضربة على الرأس توجع فكيف بثلاث؟
النسوة اللواتي التقيتهن في سوق النسوان تحدثن عن الفرح الغائب الحاضر وأطفالهن الذين ينتظرون وهن لن يكسرن بخاطرهم وإن استلزم البحث عن «تيشرت» رخيص، جولة لا تنتهي في السوق.. بعيداً عن شوارع الماركات التي لا قدرة لهن على قراءة أسعار بضاعتهم فكيف بشرائها؟
الآن وقد تلاشت أخبار المنحة أو زيادة الراتب فالعيد قاب يومين أو أقل ولم يعد بإمكان رب البيت الذي لم يجد من يستدين منه سوى التصرف بما بين أيديه كي لا يكسر بخاطر أطفاله الذين ينتظرون الفرح، ولو كان برحلة إلى أرواد أو بزيارة لحديقة عامة ولعب المراجيح.. وربما تذوق حلاوة «قرص معمولٍ» منزلي بطعم مرارة هذه الأيام استطاعت ربة البيت تأمين مستلزماته من حواضر المنزل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن