سورية

توافق روسي تركي في الشمال.. ومؤشرات على اعتراض أميركي

| وكالات

بدأت تتكشف أمس ما يبدو أنها بوادر توافق روسي تركي حول المناطق الشمالية الغربية من سورية وفي قلبها مدينة تل رفعت الحلبية. ودفعت بوادر الاتفاق، الأميركيين إلى الكشف عن اشتباكات ما بين القوات الأميركية في منبج والمسلحين المدعومين من تركيا، وتحذير الأتراك من الاستمرار في التحرش بقواتهم وربما الاعتراض على مجمل التقارب الروسي التركي الإيراني الذي حصل مؤخراً.
ويبدو أن الروس والأتراك والإيرانيين، قد توصلوا إلى تفاهم ما حول إنهاء النفوذ الأميركي في شمال غرب سورية، وتقاسم سيطرة روسية تركية على مناطق ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية» في منبج، تل رفعت، عفرين تذهب بموجبه الأولى لميليشيات «درع الفرات» المدعومة من تركيا، والثانية والثالثة تضمنها القوات الروسية على أن ينسحب مسلحو «حماية الشعب» من محيط مطار منغ. ضمن هذا السياق انتشرت القوات الروسية في منطقة الشهبا بريف حلب الشمالي، والتي سبق لتركيا أن هددت باقتحامها قبل نحو شهر دعماً للميليشيات المسلحة المدعومة منها ضمن ما سمي في حينه عملية «سيف الفرات». لكن الأمور سارت عكس ما تشتهي أنقرة؛ إذ أفشل مسلحو «حماية الشعب» هجوم المسلحين عبر محوري عين دقنة ومرعناز، وأسروا وقتلوا أكثر من عشرة مسلحين بينهم جنود أتراك.
معطى ثانٍ أثر سلباً على الخطط التركية بشأن منطقة تل رفعت، تمثل في الاتفاق الروسي الأميركي بشأن جنوب غرب سورية، وأخيراً، سقوط محافظة ادلب بالكامل في يد «جبهة النصرة»، واستغلال الأميركيين لذلك للتلويح بإطلاق عملية للتحالف الدولي و«قوات سورية الديمقراطية – قسد» الذي تتزعمه «حماية الشعب»، من عفرين باتجاه أكبر معقل لتنظيم «القاعدة» في العالم في إشارة إلى إدلب.
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الكولونيل ريان ديلون: إن قواتهم تعرضت لإطلاق نار من قبل ميليشيات درع الفرات قرب مدينة منبج شمالي سورية، خلال قيامها بدورية مراقبة. ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء، عن ديلون قوله: «تعرضت قواتنا لإطلاق نار وردت بإطلاق النار ثم تحركت إلى موقع آمن»، وأضاف إن التحالف طلب من تركيا أن تبلغ المقاتلين الذين تدعمهم بأن إطلاق النار على قوات التحالف «ليس مقبولاً».
وأوضح ديلون أن «دورياتنا العلنية التي تجوب المنطقة للحفاظ على انخفاض التوتر تعرضت لإطلاق نار مرات عديدة خلال الأسبوعين الماضيين»، في إشارة إلى القوات الأميركية التي نشرتها واشنطن في المنطقة رداً على احتمالات قيام تركيا بعملية ضد الميليشيات الكردية. وتابع: «أخطرنا نظراءنا في تركيا بهذا الأمر وسنواصل القيام بهذه الدوريات لكننا دوماً مستعدون وجاهزون للدفاع عن أنفسنا في هذه المنطقة».
وتنتشر قوات مراقبة أميركية على طول الحدود السورية التركية لمنع أنقرة من استغلال انشغال مسلحي «حماية الشعب» في القتال من أجل الرقة وتنفيذ عملية لطردهم من تل أبيض في شمالي محافظة الرقة، أو عين العرب بشمالي شرق حلب، أو منبج شمال حلب، أو تل رفعت شمال غربي حلب، كما تنتشر قوات برية أميركية بشمال سورية في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم «قوات سورية الديمقراطية -قسد»، التي تقودها «حماية الشعب». وتعتبر أنقرة الأخيرة بمثابة الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني (بي. كي. كي) المحظور.
في غضون ذلك، أصدرت «القيادة العامة لـ«حماية الشعب» بياناً موجهاً إلى «الإعلام والرأي العام»، أعلنت فيه عن انتشار قوات روسية في عدة نقاط تسيطر عليها الأولى في بلدات وقرى ريف حلب الشمالي.
وذكرت القيادة التي تتبع لـ»حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي، خلال بيانها أن القرار اتخذ بناء على الاتفاق المبرم بين «وحدات حماية الشعب» و«جيش الثوار» والقوات الروسية المتواجدة في المنطقة.
وأشار البيان إلى أن انتشار من وصفتهم بـ«المراقبين» و«العسكريين» الروس من أجل القيام بأعمال المراقبة، مؤكداً أن مهمة المراقبين والعسكريين المنتشرين إلى جانب مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية و«جيش الثوار» التابع لتحالف «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، ستكون توفير الحماية الأمنية في كل من مقاطعتي «عفرين» و«الشهباء»، في إشارة منه إلى بلدات وقرى ريف حلب الشمالي الواقعة تحت سيطرة الميليشيات التابعة للحزب الكردي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن