سورية

موسكو تحضّر لـ«أستانا 6».. وتناقش «اتفاق إدلب» مع داعمي «النصرة» في الدوحة

| الوطن – وكالات

تواصلت مساعي روسيا لإنجاح الجولة المقبلة من محادثات أستانا المقرر عقدها مبدئيا في النصف الثاني من الشهر القادم في عاصمة كازاخستان، بالترافق مع بحث موسكو إقامة منطقة تخفيف تصعيد في إدلب التي تسيطر عليها «جبهة النصرة» الإرهابية في أبرز العواصم التي تدعم التنظيم، وتأكيد إيراني أن الإرهاب بدأ ينهزم في سورية.
ففي أستانا بحث وزير الخارجية الكازاخي خيرات عبد الرحمانوف مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس آفاق الجهود الدولية لتسوية الأزمة في سورية عبر عملية «أستانا» وفق ما نقل موقع قناة «روسيا اليوم» عن الخارجية الكازاخستانية التي أكدت أن الجانبين بحثا أيضاً عدداً من مسائل التعاون في مجلس الأمن الدولي على ضوء ترؤس كازاخستان للمجلس في كانون الثاني من عام 2018.
ومن العاصمة القطرية الدوحة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن محادثاته في الدوحة مع حاكم قطر، تميم بن حمد آل ثاني، ووزير خارجيته محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تناولت حزمة واسعة من المسائل الثنائية والإقليمية والدولية، بما في ذلك الأزمات في سورية وليبيا واليمن.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري وفي مؤشر على نجاح بلاده بتطويع المواقف المعادية للحكومة السورية وجذبها إلى ساحة الرؤية السورية الروسية المشتركة أعرب لافروف عن امتنانه «للدوحة على دعم الجهود الروسية لدفع الرؤية الخاصة بمناطق خفض التصعيد في سورية إلى الأمام»، مؤكداً أن هذه المناطق «تهيئ ظروفاً مواتية بقدر أكبر لتطوير الحوار السياسي».
بدوره أكد الوزير القطري، أن محادثاته مع لافروف «شهدت حديثاً مطولاً عن الأزمة السورية»، كما أكد دعم الدوحة لعملية أستانا الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار واستعادة الاستقرار وتخفيف التوتر، وكذلك للعملية السياسية في جنيف التي يقودها المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، وللجهود الرامية إلى توحيد المعارضة، تمهيداً لإطلاق الحوار بينها وبين الحكومة السورية.
ورغم ما قاله آل ثاني لم ينس العزف على ذات السيمفونية التي اعتادتها بلاده حول الأزمة السورية فأكد «ضرورة أن تكون هناك عملية انتقال سياسي في سورية»، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية «الحفاظ على وحدة أراضي الدولة السورية واستقلالها، وتطبيق العدالة، نصرة لحقوق الشعب السوري».
ويعتبر مصطلح «تطبيق العدالة» تغييراً في الخطاب السياسي القطري الذي اعتاد التشدق بالدعوات إلى «رحيل النظام في سورية».
وفي ظل العزف الذي يمارسه حالياً وبكثافة الاحتلال الإسرائيلي حيال إيران وتواجدها في سورية، كان لافروف حريصاً على تنفيس البالون الإسرائيلي، فأكد أن «موسكو لا تملك معلومات عن وجود خطط لدى أي دولة في الشرق الأوسط لمهاجمة إسرائيل»، في رد على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي زعم، الاثنين، أن «إيران تبني منشآت في سورية ولبنان لنشر صواريخ عالية الدقة لضرب إسرائيل».
واعتبر الوزير الروسي، أن التعاون العسكري بين سورية وإيران لا يجوز أن يثير قلق أي جهة، فقال: «إذا كان تعاونهما الثنائي في أي مجال يجري دون انتهاك للأحكام الأساسية للقانون الدولي، فلا يجوز أن يثير ذلك أي أسئلة لدى أحد».
وفي الوقت نفسه، أكد لافروف أنه إذا كانت جهة ما في الشرق الأوسط أو في منطقة أخرى بالعالم، تخطط لانتهاك القانون الدولي عن طريق زعزعة سيادة ووحدة أراضي دولة ما، ولاسيما أي من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فهو أمر يستحق الإدانة.
بدوره أبدى سفير روسيا لدى قطر نور محمد خولوف، تفاؤله بنتائج زيارة لافروف للدوحة، مشيراً في مقابلة مع وكالة «نوفوستي» إلى أن لافروف سيناقش مع المسؤولين القطريين الوضع في سورية والأزمة في العلاقات بين دول الخليج.
ورجح مراقبون أن تكون زيارة لافروف في إطار التحضير لاتفاق تخفيف تصعيد في إدلب لاسيما أن المحافظة تقع تحت سيطرة تنظيم جبهة النصرة الإرهابي المدعوم والممول قطرياً.
ومن طهران انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف السياسات المبنية على التهور ولغة القوة التي تنتهجها بعض الدول مشيراً إلى أن تلك السياسات أثبتت فشلها حيال سورية.
وأكد ظريف في تصريح له أمس أن الشعب السوري هو من يدافع عن بلده ضد التنظيمات الإرهابية لافتاً إلى أن الإرهابيين بدؤوا يهزمون في سورية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن