الأولى

الحياة تدب بقوة في أحياء شرق حلب

| حلب- الوطن

على الرغم من منغصات العيش وغياب خدمات البنية التحتية فيها، دبت الحياة في الأحياء الشرقية من حلب بعد أكثر من ثمانية أشهر من تطهيرها من الإرهابيين بشكل كامل.
ولم يثن غياب المياه والكهرباء عن تلك الأحياء، التي تشكل أكثر من نصف مساحة المدينة، الأهالي عن العودة إليها وإعادة إعمارها بالتوازي مع الجهود الحكومية التي بذلت لرفع الأنقاض عن الشوارع الرئيسة والفرعية وتعبيد بعضها، لكن إرادة الحياة كانت أقوى من حجم الدمار وكل التحديات التي تعوق تأهيل الأحياء وجعلها مأهولة.
وأكد مواطنون ممن عادوا إلى الصاخور والشعار وبستان القصر والكلاسة والسكري والأنصاري والمشهد لـ«الوطن» أن مبررات رجوعهم إلى أحيائهم تعدت مغادرة مطارح النزوح والتحرر من دفع إيجارات البيوت والمحال التجارية في أحياء غرب المدينة، التي احتضنتهم نحو 5 سنوات، إلى سعيهم ودأبهم لإعادة الحياة إلى حاراتهم ولم شمل عائلاتهم والتأسيس لمرحلة ما بعد الحرب ومواجهة استحقاقاتها.
وبدا حي المشهد وقد عاد بنسبة كبيرة إلى ما كان قبل دخول الإرهابيين إليه في تموز 2012، حيث افتتحت معظم المحال التجارية أبوابها أمام السكان العائدين، وعادت ورش إصلاح السيارات إلى سابق عهدها، كما هي الحال في حي الميدان، في حين غص حيا بستان القصر وسيف الدولة بأهلهما، وبات بإمكانهم الخروج للتسوق ليلاً بفضل إنارة مولدات الأمبير التي تتقاضى أسعاراً باهظة من مشتركيها نظراً لعدم اشتمال مازوتها على الدعم الحكومي!
معظم الأحياء أصبحت مخدمة بالصيدليات والمراكز الصحية والمدارس والأقسام الشرطية، ما شجع الأهالي على إعادة استيطانها «مع أن الخبز ظل الهم الأكبر لقلة عدد الأفران الموضوعة في الخدمة وارتفاع أجور النقل التي ترهق كاهلنا للوصول إلى أماكن عملنا غرب المدينة»، وفق قول أحد سكان حي طريق الباب.
وينتظر الأهالي حلول موعد استحقاق إعادة الإعمار بشكل حقيقي لتغيير معالم الحرب وانعكاساتها عليهم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن