رياضة

هل كان بالإمكان أفضل مما كان؟ سلتنا الناشئة بالمركز الثالث في بطولة غرب آسيا

| مهند الحسني

إذا كان بناء وتطوير منتخبات السلة ستبدأ من القاعدة، وبهذه الطريقة العشوائية، فالمعطيات والمؤشرات الموجودة على أرض الواقع لا تبشر بالخير أبداً، وقد لمسنا ذلك بعد مشاركة منتخب الناشئين تحت 15 في بطولة غرب آسيا بإيران.
لا نعتقد أن هذه المشاركة هي الأولى لسلتنا الناشئة في بطولات غرب آسيا، لكنها المرة الأولى التي يظهر فيها منتخبنا بهذه الصورة الباهتة أمام منتخبي إيران ولبنان، والتي زادت من همومنا وأدخلتنا في نفق مظلم من الصعب الخروج منه في حال بقيت منتخباتنا أسيرة التحضير الارتجالي والعشوائي، وبدا لنا بالدليل القاطع أن خطوات سلتنا عرجاء، وأن طريقها نحو التطور بات مسدوداً، وهذا دليل جديد وملموس على أن روزنامة الاتحاد بموضوع المنتخبات لم تتضح بعد رغم مرور ما يقارب سبعة أعوام على توليه لمهامه.

تفاؤل ولكن
كنا نمني النفس حتى وصل بنا الأمر بأن نكذب أنفسنا، ونصدق هذا الكذب، عندما روّج القائمون على كرة السلة، بأن حال هذا المنتخب سيكون هذه المرة غير كل المرات السابقة، وبأن عقلية جديدة ومتطورة ستقود عملية تطوير المنتخب واعتباره اللبنة لبناء منتخب للمستقبل، واكتملت الصورة عندما أسند الاتحاد الإدارة الفنية للمنتخب إلى الكابتن هيثم جميل ومساعده جان مخول، وجاء هذا التكليف بغية إعطاء الفرصة لجميع الكوادر، وليس من باب التشكيك بقدرة الجهاز الفني وإمكاناته، إلا أن خبرتهم الدولية في التعامل مع بطولات قوية لم تكن كافية، رغم أنهم تمكنوا من خلق حالة من الانسجام بين لاعبي المنتخب، بعد فترة تحضيرية متواضعة، وشح مزمن بالمباريات الودية، وتمكن الجهاز الفني بقيادة المدرب الخبير الجميل من توظيف مقدرات اللاعبين حسب مجريات المباريات، غير أن ذلك لم يشفع لنا من الخسارات المؤلمة التي لم تمن بها سلتنا الناشئة في كل البطولات السابقة أمام منتخبات تتفوق علينا ليس من جهة التحضير المثالي لها، وإنما في عملية البناء مع هذه الفئة العمرية التي لا تبنى بأسس علمية بحتة، فخسرنا أمام إيران بفارق كبير وكذلك الحال الخسارة أمام لبنان، وحتى فوزنا على الأردن الحلقة الأضعف بالبطولة كان باهتاً، بينما كانت مبارياتنا أمام العراق مقبولة رغم الفوز الصعب.

أعذار وحجج
نرجو من البعض الكف عن إطلاق أعذارهم وحججهم بأن تحضيرات المنتخب شابها الكثير من المنغصات نتيجة تأثرها بالأزمة التي تمر بها البلاد، فهذه الأعذار والحجج مستهلكة، ومنتخبا إيران ولبنان لم يتحضرا في أوروبا، ولم يلعبا مباريات تحضيرية قوية، ومع ذلك تصدرا البطولة عن جدارة، وعلينا أن نعترف أن منتخباتنا لن تتطور على ضوء هذا التحضير البدائي، فلابد من توفير الأجواء المثالية لمنتخباتنا وتأمين كل ما يلزمها من مباريات قوية ومعسكرات توازي حجم البطولات التي نشارك فيها، وإلا فستبقى منتخباتنا في تراجع مستمر إلى أن تصل لحد الهاوية.

لغة الأرقام
مني المنتخب بخسارة كانت الأقسى له في تاريخ مشاركته ببطولات غرب آسيا أمام منتخب إيران بفارق كبير وصل إلى (65) نقطة (114-49) وفاز في لقائه الثاني على الأردن (82-61) وخسر مباراته الثالثة أمام المنتخب اللبناني (72-46) وفاز في لقائه الأخير على المنتخب العراقي (72-71) وحل بالمركز الثالث بعد منتخبي إيران ولبنان.

رأي
«الوطن» بعد عودة المنتخب اتصلت بالمدرب هيثم جميل واستفسرت منه عن أسباب خسارتنا أمام منتخبي إيران ولبنان، حيث أكد أن مباراتنا القوية أمام إيران كانت الافتتاحية، وقد شاهدنا المنتخب الإيراني مع الأردن قبل مباراتنا معه، وتأكدنا بأنه من المنتخبات التي لا يمكن منافسته أبداً، لذلك فضلت أن أشارك جميع لاعبي المنتخب في هذه المباراة من أجل إراحة بعض اللاعبين الذين تنتظرهم مباراة مهمة مع الأردن في اليوم التالي، وكان لنا ما أردنا حيث نجحنا بالفوز على منتخبي العراق والأردن، وحللنا بالمركز الثالث، وضمنا تأهلنا بنسبة كبيرة للنهائيات الآسيوية المقبلة، المرحلة المقبلة من التصفيات المؤهلة ستبدأ بداية العام المقبل، وعلينا أن نبدأ بتحضير المنتخب قبل فترة جيدة، من أجل تحسين موقعنا ونتائجنا ونضمن الحضور في النهائيات القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن