عربي ودولي

كوريا الجنوبية تجري مناورات بحرية ضخمة بالذخيرة الحية .. بيونغ يانع: نحضر «هدية جديدة» لأميركا

أعلن مندوب كوريا الديمقراطية لدى الأمم المتحدة هان تاي سونج، خلال مؤتمر أممي لنزع أسلحة الدمار الشامل في جنيف، أن بلاده قد «حضرت هدية جديدة» لواشنطن.
وقال مندوب بيونغ يانغ في الكلمة التي ألقاها في المؤتمرين: «إجراءات الدفاع عن النفس التي تتخذها بلادي، جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في الفترة الأخيرة، هي هدية موجهة للولايات المتحدة دون غيرها».
وأضاف «الولايات المتحدة ستتلقى المزيد من الهدايا من بلادي، ما دامت مستمرة في الاستفزازات المتهورة وفي محاولاتها العقيمة للضغط على بلادنا».
وسبق لكوريا الديمقراطية أن أعلنت الأحد، أنها طورت رأسا هيدروجينية تتميز بقوة تدميرية كبيرة، يمكن تركيبها على الصواريخ الباليستية، وأن كيم جونغ أون أشرف شخصيا على تطويرها. وذكر تقرير لمعهد الأسلحة النووية في كوريا الديمقراطية، أن جميع مكونات الرأس الهيدروجينية صنعت في البلاد وهي «سلاح ذري حراري متعدد الوظائف يتميز بقوة تفجيرية مدمرة، ويمكن تفجيرها على ارتفاعات عالية».
في المقابل أعلنت البحرية الكورية الجنوبية أنها أجرت أمس مناورات ضخمة بالذخيرة الحية لتحذير بيونغ يانغ من الإقدام على أي استفزاز في البحر، وذلك بعد يومين على التجربة النووية السادسة والاقوى على الإطلاق للنظام الستاليني، في وقت أعلنت سيول أن الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والكوري الجنوبي مون جاي-إن اتفقا الإثنين على إلغاء سقف القدرة الصاروخية لكوريا الجنوبية، في حين قرر مجلس الأمن الدولي إحالة مشروع قرار يفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية إلى التصويت بعد أسبوع.
وقال قائد المجموعة الحربية البحرية الـ13 شوي يونغ-شان في بيان إنه «إذا قام العدو بأي استفزاز فوق سطح الماء أو تحت الماء فسنرد فورا لدفنهم في البحر».
وأوضح البيان أن المناورات جرت في بحر الشرق «الذي تطلق عليه طوكيو اسم بحر اليابان» وشاركت فيها قطع بحرية عدة بينها الفرقاطة غانغوون البالغة زنتها 2500 طن وسفينة دورية زنتها ألف طن وسفن قاذفة لصواريخ موجهة زنة الواحدة 400 طن.
وقالت رئاسة الأركان المشتركة في سيول إن الصواريخ البالستية أصابت أهدافها في بحر الشرق، الاسم الذي تطلقه كوريا الجنوبية على بحر اليابان. وأضافت إن التدريبات «أجريت كتحذير قوي» إلى الشمال.
كما أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أنها تعزز من دفاعاتها، عبر عدة وسائل من بينها نشر المزيد من الأنظمة الأميركية الدفاعية المضادة للصواريخ المعروف باسم «ثاد».
في سياق متصل أعلنت برلين أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفقا خلال مكالمة هاتفية على الدفع باتجاه فرض مزيد من العقوبات ضد كوريا الديمقراطية التي أجرت صباح الأحد تجربة نووية جديدة.
وقال ناطق باسم ميركل في بيان إن الزعيمين أكدا أنهما «يتشاطران وجهة النظر القائلة إن المجتمع الدولي يحتاج لزيادة الضغوط على نظام كوريا الشمالية وان مجلس الأمن ينبغي عليه سريعا فرض عقوبات جديدة وأشد».
وأعلن مكتب ميركل أنها وترامب اتفقا على الحصول على دعم أوروبي إضافي لفرض عقوبات أشد على بيونغ يانغ.
وأوضح الناطق باسم المستشارة أن «الهدف من وراء ذلك هو إيجاد حل سلمي للأزمة».
وأبلغت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي مجلس الأمن أن حزمة العقوبات الجديدة ضد بيونغ يانغ يمكن أن تستهدف واردات النفط إلى كوريا الديمقراطية.
هذا وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه ما من طريق لحل الأزمة الكورية إلا الطريق الدبلوماسي، معتبرا أن بيونغ يانغ لن تتخلى عن برنامجها النووي تحت أي ضغط، آخذة في الحساب ما حصل بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين. ووصف بوتين خلال مؤتمر صحفي في ختام قمة «بريكس» في الصين، تجارب كوريا الديمقراطية النووية بأنها «أعمال استفزازية»، مؤكداً إدانة موسكو لها.
وأضاف إن روسيا تفي بجميع الالتزامات المترتبة عليها بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن كوريا الديمقراطية، وأشار إلى أن العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ لن تؤثر على الاقتصاد الروسي، لأن حجم التبادل التجاري بين البلدين «يقارب الصفر».
وشدد بوتين على أن تصعيد الهيستيريا العسكرية حول برنامج كوريا الديمقراطية النووي لا معنى له ولا تحمد عقباه، فهو ينذر بكارثة كونية وضحايا بشرية هائلة، مشيراً إلى أنه لا سبيل إلى حل الأزمة إلا عن طريق الجهود الدبلوماسية السلمية.
ولفت بوتين إلى أن اللجوء إلى عقوبات من أي نوع أمر غير مجد وغير فعال، معتبرا أن كوريا الديمقراطية تواصل تطوير برنامجها النووي والصاروخي، مستخلصة الدروس من تجربة العراق المريرة. وقال: «الجميع يتذكرون ما حصل بالعراق وصدام حسين، الذي تخلى عن صنع أسلحة الدمار الشامل، لكن على الرغم من ذلك، وتحت ذريعة البحث عن هذه الأسلحة، تعرضت بلاده للتدمير، وانتهى صدام حسين شنقا. الجميع يعرفون ذلك ويتذكرونه. وفي كوريا الديمقراطية أيضاً يعرفون ويتذكرون ذلك جيدا».
وتساءل: «هل تعتقدون أن بيونغ يانغ ستتراجع عن نهجها في إنتاج أسلحة الدمار الشامل بسبب اتخاذ عقوبات ما ضدها؟».
وكالات

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن