عربي ودولي

ظريف يؤكد أن مجلس الأمن سيصدر الأسبوع القادم قراراً يعترف ببرنامج إيران النووي وصالحي يرى أن «أجندة العلاقات الدولية ستتبدل»

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن مجلس الأمن الدولي سيصدر قراراً يعترف فيه ببرنامج إيران النووي السلمي ويصدق على الاتفاق الشامل مع مجموعة «خمسة زائد واحد» خلال الأسبوع القادم.
وقال ظريف في تصريح له لدى وصوله والفريق النووي الإيراني المفاوض إلى مطار مهرآباد بطهران أمس: «لقد تمت مراعاة الخطوط الحمراء التي أوصى بها قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي في الاتفاق»، مشيراً إلى أن المفاوضات النووية لها أبعاد ومزايا كثيرة سيتم الإعلان عنها خلال الأيام القادمة.
وبيّن وزير الخارجية الإيراني أن اعتراف مجلس الأمن بالبرنامج النووي لإحدى الدول النامية لم يكن يتحقق إلا بمقاومة وصمود الشعب وإثبات أن أداة الضغط والغطرسة لم تعد فاعلة، مشيراً إلى أن الإيرانيين يقاومون العقوبات لكنهم في الوقت نفسه يظهرون مرونة أمام الحوار.
ولفت إلى استياء الكيان الصهيوني من التوصل إلى الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن مسؤوليه أعربوا عن ذلك في مختلف وسائل الإعلام العالمية.
وأعرب المفاوضون الإيرانيون الذين عادوا أمس إلى طهران، عن ثقتهم بأن جميع الأطراف سينفذون هذا الاتفاق الذي نددت به «إسرائيل» ومعارضو الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وصرح ظريف: «سنتخذ إجراءات، و(القوى الكبرى) ستقوم بالأمر نفسه».
وأضاف متطرقاً إلى موعد بدء تطبيق النص: إن «هذا الأمر سيحصل خلال أربعة أشهر».
بدوره قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي: «إن أجندة العلاقات الدولية ستتبدل شيئاً فشيئاً بعد الإنجاز النووي حيث استطاع بلد نام أن يفتح لنفسه مجالاً بين الدول المتقدمة» مشدداً على أن التاريخ سيثبت أهمية هذا الإنجاز لإيران وللأطراف الأخرى والمجتمع الدولي أجمع.
وأشار صالحي إلى أنه كان لقائد الثورة الإسلامية وقيادته الحكيمة الدور المؤثر في المفاوضات النووية.
وأجرى الفريق النووي الإيراني على مدى 18 يوماً مباحثات مكثفة مع ممثلي مجموعة «خمسة زائد واحد» في العاصمة النمساوية فيينا حتى التوصل للاتفاق النووي التاريخي أمس.
بدوره أكد وزير خارجية النمسا سيباستيان كورتس أن إيران يمكن أن تكون حليفاً مهماً في محاربة الإرهاب بالمنطقة وأن الاتفاق النووي بينها وبين مجموعة «خمسة زائد واحد» يمكن أن يؤثر إيجاباً في قضايا المنطقة.
وقال كورتس في مقابلة مع التلفزة النمساوية: إن «الاتفاق النووي سيعزز من مساهمة طهران في المشاركة والتنسيق والتعاون مع الغرب في مواجهة الإرهاب المتمثل بتنظيم داعش وسيكون نقطة التقاء لوقف سباق التسلح النووي في العالم»، داعياً إلى تنفيذ جميع نقاط الاتفاق الذي اعتبره اختراقاً أظهر رغم تعدد الأزمات السياسية في المنطقة أن التغيير ممكن.
وكانت إيران والدول الست الكبرى أعلنت رسمياً أمس الأول في العاصمة النمساوية فيينا التوقيع على الاتفاق النهائي حول الملف النووي الإيراني الذي يضمن حق إيران بتخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية ودخول الأسواق العالمية باعتبارها بلداً منتجاً للمواد النووية وإلغاء الحظر والقيود المفروضة على عمليات التصدير والاستيراد التي فرضت عليها منذ 35 عاماً.
هذا وصدرت مواقف رافضة للاتفاق التاريخي وخصوصاً من بعض الجمهوريين في الكونغرس الأميركي حيث علق السناتور جون ماكين إن «كل شيء يدعو إلى الاعتقاد أنه اتفاق سيئ»، على حين رأى رئيس لجنة الشؤون الخارجية إيد رويس الذي سيدير المناقشات في مجلس النواب أن «من الصعب تسويقه».
هذا وشكك القادة الجمهوريون وبعض الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي بالاتفاق النووي التاريخي الذي أبرم مع إيران، معتبرين أنه يمنح طهران هامشاً واسعاً للمناورة ولا يحمي المصالح الأمنية الأميركية.
وكان بعض أعضاء الكونغرس أكدوا أنهم مستعدون لرفض الاتفاق لأنه لا يتضمن وقف عمليات التخصيب ولا يضمن عمليات تفتيش في أي وقت أو موقع.
ورأى المرشحون الجمهوريون للرئاسة الأميركية خلفاً لباراك أوباما أن الاتفاق يعزز سلطة الملالي في إيران بدلاً من التصدي لها.
وقال أحد هؤلاء المرشحين وهو جيب بوش: «هذه ليست دبلوماسية، هذه تهدئة».
وبعد إعلان أوباما دعمه للاتفاق بين الدول الست الكبرى وإيران الذي أبرم في فيينا بعد مفاوضات مضنية، بات الاهتمام في واشنطن منصباً على الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون.
وقال رئيس مجلس الشيوخ جون باينر: إن الاتفاق «غير مقبول»، مؤكداً أنه إذا كان النص كما فهمه «فسنفعل أي شيء يمكن أن يوقفه».
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر: «أبدأ بالتشكيك بعمق في أن الاتفاق يحقق فعلياً هدف منع إيران من الحصول على سلاح ذري».
وأضاف: إن الكونغرس «سيحتاج إلى التدقيق في الاتفاق ومعرفة إذا ما كان تطبيقه يستحق تفكيك نظام العقوبات الذي بني بجهود شاقة واحتاج إلى أكثر من عقد لإقامته».
في سياق متصل اعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس أن الاتفاق حول الملف النووي الذي توصلت إليه إيران والدول الكبرى، دليل على وجود «إرادة مشتركة» لحل النزاعات في المنطقة ولا سيما في مواجهة تنظيم داعش.
وقال العبادي في تغريدة بالإنكليزية على موقع «تويتر»: إن «داعش يسعى إلى جر منطقتنا إلى نزاع دائم». وأضاف: إن «الاتفاق مع إيران يعبر عن إرادة مشتركة لإحلال السلام والأمن إلى منطقتنا».
(سانا – أ ف ب- وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن