سورية

قيادة الجيش اعتبرته تحولاً إستراتيجياً في الحرب على الإرهاب.. والحلفاء: «التحالف» أخره

| الوطن – وكالات

بعد معاناة استمرت لأكثر من ثلاث سنوات تحمل فيها أهلنا الصامدون في مدينة دير الزور حصار تنظيم داعش الإرهابي وكل ما رافقه من الجوع والعطش والظلم والقهر والقذائف كحلوا أعينيهم أمس برؤية طلائع الجيش العربي السوري تصل مدينتهم ويتنفسوا نسائم النصر التي ولدتها رفرفة علم الجمهورية العربية السورية في سماء مدينتهم.
وأعلنت رئاسة الجمهورية في صفحتها على موقع «فيسبوك» ظهر أمس أن قوات الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحلفاء كسرت الطوق المفروض منذ أكثر من 3 سنوات على مدينة دير الزور. وأوضحت أن «القوات التقت بأبطال الحرس الجمهوري والفرقة 17 -حامية المطار- الذين صمدوا ودافعوا عن المدينة في وجه الإرهابيين طوال فترة الحصار».
بدورها قالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان لها نشرته وكالة «سانا» للانباء: إن عملية فك الطوق جاءت بعد «التقاء القوات المتقدمة من اتجاه الرقة دير الزور مع قواتنا الباسلة التي صمدت في مدينة دير الزور وحمت أهلها وسطرت أروع ملاحم البطولة والفداء وقدمت أنموذجا يحتذى في التضحية والبذل والعطاء الذي أسس لهذا الانتصار الكبير».
وأشار البيان إلى أن «القوات المقتحمة كبدت إرهابيي تنظيم داعش مئات القتلى والمصابين ودمرت العديد من المقرات والتحصينات ومئات العربات من مختلف الأنواع».
واعتبر البيان أن فك الطوق عن مدينة دير الزور « يشكل تحولاً استراتيجياً في الحرب على الإرهاب ويؤكد قدرة الجيش العربي السوري وحلفائه وإصرارهم على إلحاق الهزيمة الكاملة بالمشروع الإرهابي في سورية وإسقاط المخططات التقسيمية لرعاته وداعميه كما يشكل قاعدة انطلاق مهمة لتوسيع العمليات العسكرية في المنطقة ومحيطها للقضاء على ما تبقى من بؤر لتنظيم داعش الإرهابي الذي تحطمت بنيته العسكرية وانهار بشكل متسارع تحت ضربات الجيش العربي السوري كما يؤمن هذا الإنجاز شرياناً حيوياً لإمداد المدينة والقوات المدافعة عنها ويهيئ الظروف الملائمة لتطوير العمليات اللاحقة».
وفي تفاصيل فك الحصار، فتحت وحدات الجيش المنتشرة في تلة الصنوف ثغرة في المناطق الفاصلة بين التلة ومناطق انتشار الإرهابيين باتجاه معمل الغاز بطول 700 م تقريباً في الوقت الذي باتت فيه وحدات الجيش المتقدمة على مسافة قريبة من التلة، وفق وكالة» سانا».
بموازاة ذلك دمر الطيران الحربي رتلاً من 10 سيارات للتنظيم أثناء فرارهم من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة باتجاه مدينة الميادين شرقا ومستودع ذخيرة للتنظيم في محيط جامعة الجزيرة بقرية البغيلية بريف دير الزور الغربي، كما دمر الطيران الحربي في غارات مكثفة آليات ونقاطا محصنة للإرهابيين في المالحة والبغيلية ومحيط جامعة الجزيرة وحقل التيم والشولا ومحيط الفوج 137 وقضى على أعداد منهم وأصاب آخرين.
ولفتت «سانا» إلى أن وحدات من الجيش لا تزال تخوض اشتباكات عنيفة مع إرهابيي التنظيم «حتى إعداد هذا الخبر عصر أمس» على محور الفوج 137 ومحور كباجب بالريف الجنوبي الغربي وسط انهيار سريع في صفوف إرهابيي التنظيم وفرار العديد منهم تاركين أسلحتهم وذخيرتهم وجثث قتلاهم.
وساهم دعم الحلفاء بتحقيق الجيش العربي السوري لهدفه فصباح أمس أعلن بيان لوزارة الدفاع الروسية أن الفرقاطة «الأميرال إيسن»، التي تقوم بمهمات قتالية ضمن مجموعة السفن الحربية الروسية في المتوسط، أطلقت، صواريخ مجنحة من طراز «كاليبر» على مواقع محصنة لداعش في محيط بلدة الشولا بدير الزور. موضحة أن هذه المواقع كانت تحت سيطرة عصابة من عصابات «داعش» تضم مسلحين منحدرين من روسيا، وبعض بلدان رابطة الدول المستقلة.
وأوضح البيان أن الجيش الروسي تأكد «من فعالية ضرباته وأن الضربة أسفرت عن تدمير مراكز قيادة وعقدة اتصالات، إضافة إلى مستودعات أسلحة وذخيرة وورشة لصيانة المدرعات ونقطة تمركز للإرهابيين».
وكانت مواقع معارضة أكدت أن داعش استعاد السيطرة على الشولا بعد عدة ساعات من تمكن الجيش العربي السوري من تحريرها ظهر الإثنين.
وكان قائد غرفة عمليات قوات حلفاء الجيش العربي السوري رأى في تصريح أول من أمس أن تحرير دير الزور«لم يكن ليتأخر لولا تآمر ما يسمى بقوات التحالف وعلى رأسها أميركا، وشنها الغارات الجوية المقصودة ضد قوات الجيش العربي السوري في دير الزور سابقاً».
تجدر الإشارة إلى أن عدة أحياء في المدينة لا تزال خاضعة لسيطرة التنظيم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن