سورية

على حساب «النصرة».. تركيا تلمع «أحرار الشام»..!

 إدلب- الوطن : 

تدأب حكومة تصريف الأعمال التركية «العدالة والتنمية» في الآونة الأخيرة على تلميع صورة «حركة أحرار الشام الإسلامية» على حساب جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية التي سعت في وقت سابق إلى تبييض صفحتها أمام الرأي العام الغربي ولم تنجح بفعل ممارساتها المشينة وتعدياتها المتكررة على السكان وبقية فصائل المعارضة المسلحة في إدلب. وعزت مصادر معارضة مقربة من الحركة لـ«الوطن» سبب انعطافة الحكومة التركية وانحيازها لجهة «أحرار الشام» إلى قناعة الأولى بأن الأخيرة قد تقبل بعودة «الحكومة المؤقتة» وائتلاف قوى المعارضة إلى إدلب من تركيا لممارسة عملها داخل الأراضي السورية بعدما بات وجودهما عبئاً ثقيلاً واعتبارهما ضيفاً غير مرغوب فيه لدى أغلبية الأتراك. وأوضحت المصادر أن الهدف من مساعدة «النصرة» على اشتداد ساعدها استنفد ولم تعد الحكومة التركية بحاجة إليها لإدارة شؤون إدلب، وأن البديل المناسب الذي يمكن تعويمه هو «أحرار الشام» التي تضم نسبة مقاتلين غير سوريين أقل من «النصرة» الأكثر تشدداً وميلاً لإقامة «إمارة إسلامية» تتفرد بها. وأشارت المصادر نقلاً عن قيادات في «أحرار الشام» إلى أن الحركة تبلغت من الحكومة التركية رغبة الولايات المتحدة ودول أوروبية أن يناط بها دور محوري في مقاتلة تنظيم داعش الإرهابي لتبدو أكثر اعتدالاً وتحسب على التحالف الدولي لمحاربة داعش الذي تقوده واشنطن.
وتندر مصدر معارض بقوله: إن «مشهد خسارة النصرة أمام أحرار الشام في مباراة كرة القدم الودية منتصف آذار الماضي في مدينة بنش بخمسة أهداف مقابل سبعة، سيتكرر ميدانياً وبالتدريج إثر تجاوزات فرع القاعدة المتكررة واغتياله مسؤولين من الحركة أخيراً». ويندرج سماح صحيفة «واشنطن بوست» بنشر مقال لمسؤول العلاقات الخارجية في «أحرار الشام» لبيب النحاس، محاولة لتسويقها لدى الرأي العام الأميركي على الرغم من انتقاده سياسات الإدارة الأميركية التي عليها التعامل بواقعية مع الحركة بصفتها الفصيل المعتدل الذي يمكن التعامل معه. ولإرضاء واشنطن وفيما لم يصدر أي إعلان من «النصرة» عن نيتها قتال «داعش»، أعلن القائد العسكري لـ«أحرار الشام» أبو صالح طحان أول من أمس الحرب على التنظيم بعد اغتيال أهم قادته أبو عبد الرحمن سلقين في تفجيرين انتحاريين بقرية طلحة قرب سلقين بريف إدلب مع 8 مقاتلين، متوعداً بتطهير المحافظة من جميع خلايا داعش النائمة. وهذه المعركة كان قد بدأها ما يدعى «جيش الفتح» بقيادة «النصرة» من دون جهود حثيثة لتحقيق أهدافها.
وفي الوقت نفسه وصف الطحان «الجهاديين» الأجانب بأنهم «أخوتنا الصادقون فلا يزاودن أحد علينا فيهم، فهم قوم لهم ما لنا وعليهم ما علينا ومنهم من يتقدمون الصفوف في قراع تلك المسوخ»! في إشارة إلى مقاتلي «داعش».
ويعد اغتيال أبو عبد الرحمن ثالث ضربة ذات أهمية لـ«أحرار الشام» بعد مقتل أبو خالد السوري بعملية انتحارية في شباط 2014، وهو من أهم مؤسسي الحركة، بعد الضربة القاصمة التي أودت بحياة قائد الحركة حسان عبود الملقب بأبي عبد اللـه الحموي مع 45 قيادياً من الصف الأول للحركة في تفجير قرية رام حمدان شمال إدلب في 9 أيلول الماضي.
ومن المستبعد أن تسلم «النصرة» المسؤولين عن اعتقال أحد قياديي «أحرار الشام» الأسبوع الماضي في بلدة كفر نبل بجبل الزاوية على غرار ما فعلت بتسليم قاتل القيادي لديها أبو أسيد الجزراوي والذي قتل على حاجز للنصرة على طريق إدلب بنش نهاية كانون الثاني الفائت. ومن اللافت للانتباه تبني قائد «أحرار الشام» أبو صالح طحان لغة الخطاب والسياسة التركية، باعتبارها الداعم الرئيس لحركته، كما في تصريحاته المتكررة التي يهاجم فيها وحدات «حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية والتي تخشى أنقرة من عزمها إقامة «كانتون» كردي على حدود تركيا الجنوبية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن