سورية

القيامة

| محمد أحمد خبازي

من درعا إلى دير الزور ثمَّة طريقٌ مزروعة ببطولات رجال الجيش العربي السوري، رجال الشمس، الذين ما هانوا ولا لانوا مذ باغتت خفافيش الظلام هذا الوطن الرائع الذي تشرق الشمس من جبينه، وأقسموا على طردها حيثما حلَّت وأينما كانت، وعلى نشر بيارق شمسهم في ليلها، لتظل سورية كما هي دائماً وأبداً موئل الشـــــــــمس ومقيلها.
من درعا إلى دير الزور، من كل حبة تراب من أرض سورية إلى تخوم الشمس، ثمَّة نهر من كبرياء الشهداء لا يجفُّ، يروي شفاه الوطن الصوادي بدفقه، ويهب الحياة للأرض التي لم تكن في يوم من الأيام إلا سورية، ولن تكون في القادمات من الأيام إلا سورية أيضاً.
ففي سورية العزيزة أم الشمس، كلُّ مشروع تقسيم في ربوعها فاشل، وكلُّ غاز إلى اندحار وكل باغ إلى زوال، وكل حاقد إلى قهر، وكل متآمر إلى ذلٍّ شديد، وها هو تاريخها يقدم عبرة لمن يعتبر أو لا يعتبر!
فالأرض التي يتسابق أبناؤها لفدائها بالغالي والنفيس، ويستشهد كرمى لعيونها الضابط والجندي، والأب وابنه، وتهبها نساؤها خمسة أو ستةً من أبنائها، لن يستقر فيها إرهاب، ولن يقيم فيها ظلام، ولن يهنأ في ربوعها دخيلٌ، ولن تستكين حباتُ ترابها لضيم أو ظلم أو حيف، بل ستنتفض على ظلاَّمها لتضيء ظلامها وتضرم نارها بليل المذلة، وتصنع فجرها، وها قد انتفضت وأضرمت وصنعت!
من درعا إلى دير الزور، من كل شبر في هذي البلاد، ثمَّة قيامة يبتدعها رجال الشمس رجال الجيش العربي السوري، وإنهم لقادمون يا إدلب!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن