سورية

سعي لبناني لفتح الطريق بين سورية والخليج من معبر نصيب! … بعد سيطرة الجيش على الحدود.. ميليشيات البادية إلى الأردن

| الوطن – وكالات

بالترافق مع التقدم الملحوظ الذي حققه الجيش العربي السوري في الشهرين الأخيرين في البادية السورية وفرض سيطرته على مناطق شاسعة محاذية للحدود مع العراق والأردن، أعلنت ميليشيا «قوات أحمد العبدو» أنها تستعد للانسحاب إلى الأردن بأوامر من غرفة عمليات «الموك»، وسط أنباء عن لقاء مرتقب بين مسؤولين سوريين ولبنانيين لبحث تطبيق وتفعيل الاتفاقيات الاقتصادية المبرمة بين البلدين.
وأعلن المتحدث باسم ميليشيا «أحمد العبدو»، سعيد سيف، وفقاً للموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، عن بدء مسلحي الميليشيا بإخلاء مخيم «الحدلات» للنازحين السوريين قرب الحدود الشمالية الشرقية مع الأردن.
وقال سيف: «بدأنا بنقل المقيمين في مخيم الحدلات إلى مخيم «الرقبان» الحدودي في الأردن، استجابةً لغرفة الموك»، وتحضيراً لانسحاب قواتنا نحو الأردن».
وأضاف بحسب رسالة «مسرّبة من الموك»، أن «التطمينات التي بنينا عليها مواقفنا حال انسحابنا، والتي حصلنا عليها من وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» على وجه الخصوص، باعتبارها المسؤولة عن حامية التنف التي تبعد 18 كم عن مخيم الرقبان، تشير إلى أن المنطقة (منطقة مخيم الرقبان) منزوعة السلاح وتحت الحماية». وتابع قائلاً: «سابقاً لم يتمكنوا من حماية المخيمات من تنظيم داعش الإرهابي لكن بعد طرد التنظيم واقتراب القوات الرديفة والحليفة للجيش السوري من طريق دمشق – بغداد، ومحاولة فتح الطريق المؤدية إلى العراق، وجهت العديد من الضربات من طيران «التحالف الدولي»، مشيراً إلى أن «المنطقة محمية بديهياً سواء ذهبنا إلى هناك أم لم نفعل».
و«الموك» هي غرفة مخابرات دولية تأسست عام 2013 باتفاق وتنسيق بين ما تسمى «مجموعة أصدقاء سورية»، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول، ولهذه الغرفة مقر رئيسي في العاصمة الأردنية عمان.
أما حول الشروط التي جاءت في الرسالة المسرّبة من «الموك» والتي وافقت الميليشيا عليها، قال سيف: «أخلينا مخيم الحدلات وتلك هي أول البوادر، وفي حال تم وصول الأهالي (النازحين) للمخيم (الرقبان) وتأمينهم وتقديم المساعدات، فسنرتب أوراقنا للانسحاب، عقدت العديد من اللقاءات، ونحن جاهزون للانسحاب لوجهة غير معلومة، مع أنه لا خيار أمامنا سوى الأردن».
وبشأن موعد الانسحاب وطبيعة الميليشيات في المنطقة التي ينشط فيها فصيله قال سيف: «أخلينا 5 آلاف لاجئ من المخيم، ونقلهم يحتاج إلى وقت، و(مخيم) الحدلات يبعد عن الرقبان 80 كم باتجاه الشرق، ونحن نواجه صعوبة في عملية نقل اللاجئين في ظل وجود جبهات مشتعلة، لكن المخيم تم إخلاؤه بنسبة 70 بالمئة.
يشار إلى أن قوات الجيش العربي السوري قد حققت تقدماً ملحوظاً في الشهرين الأخيرين في البادية السورية وفرضت سيطرتها على مناطق شاسعة محاذية للحدود مع العراق والأردن، على حين وجهت غرفة «الموك» قبل أيام رسالة إلى ميليشيا «جيش أسود الشرقية» وميليشيا «أحمد العبدو»، تطالبهم فيها بالانسحاب نحو الأردن، لفسح المجال للتوصل إلى وقف إطلاق النار مع الحكومة السورية في البادية.
في الأثناء، كشف وزير الزراعة اللبناني غازي زعيتر بحسب «روسيا اليوم»، عن لقاء مرتقب مع مسؤولين في وزارة الزراعة السورية لبحث مسألة فتح المعابر مع الأردن والعراق، الأمر الذي سينعش قطاع الصادرات اللبناني.
وتضرر قطاع التصدير اللبناني بسبب الصراع الدائر في سورية التي تعد المنفذ البري الوحيد للصادرات اللبنانية إلى دول الخليج، وأدى إغلاق المعابر إلى أزمة في التصدير، وتكاليف إضافية باهظة على الدولة والمصدرين، الذين اعتمدوا البحر والجو في التصدير البديل.
وأعلن زعيتر، أنه بحث مع الجانب السوري اتفاقيات مبرمة بين لبنان وسورية خلال زيارة معرض دمشق الدولي.
وقال خلال استقباله وفوداً شعبية وجمعيات ومزارعين في بعلبك: «المباحثات كانت جيدة، وهناك لقاء قريب مع وزير الزراعة السوري، لاستكمال المباحثات وتطبيق وتفعيل الاتفاقيات وفتح المعابر، وخصوصاً بعد فتح المعابر بين سورية وكل من الأردن والعراق».
وأضاف: «بشأن الزيارة إلى سورية لا توجد مقاطعة معها».
وتحتل السعودية والإمارات قائمة الدول المستوردة من لبنان، وبلغت صادرات لبنان في العام 2014 إلى دول مجلس التعاون الخليجي نحو 920 مليون دولار، وإلى العراق قرابة 256 مليون دولار.
وللمقارنة، فقد بلغت صادرات لبنان في العام 2014 نحو 3.3 مليارات دولار، وإعادة التصدير عبر سورية سيعطي دفعة قوية للصادرات اللبنانية، التي خسرت الملايين من الدولارات خلال السنوات الماضية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن