رياضة

فرق الدوري الممتاز تحت مجهر «الوطن» … الاتحاد أنفق الملايين وخرج بخفي حنين

| حلب – فارس نجيب آغا

من منافس على لقب الدوري وسط ضخ إعلامي كبير قبل انطلاق البطولة إلى فريق مزقته مشاكله الداخلية فكان طبيعياً أن يبتعد عن حلمه بعد نهاية المسابقة في موسم شهد ألوان قوس قزح وتغييرات كثيرة وحالات تمرد من بعض اللاعبين الذين تعالوا على النادي معتبرين أنفسهم أكبر من ذلك بعد أن أتخمت جيوبهم بعشرات الملايين وكانوا عالة على الفريق ولم يقدموا شيئاً يمكن الحديث عنه، ما حدث مع فريق الاتحاد درس بليغ فالمال ليس كل شيء والانتماء لا يشترى بالفلوس والقميص ألبس لمن لا يستحقه فضاع اسم النادي في ترهات البعض ممن حضر ليقبض ويمرر الوقت كيفما شاء فكانت النهاية وخيمة وردت الجماهير الصاع صاعين، نعم كل الملايين التي أغدقت على الفريق مع جيش من اللاعبين لم تؤت ثمارها لعدم وجود منظومة عمل صحيحة وفقدان شيء اسمه انضباط وحالات سجلت خرج من خلالها عدد من اللاعبين عن النص دون أي محاسبة نظراً لفقدان الرادع فكان من البديهي مسلسل الهزائم المتتالية التي شهدتها المراحل الأخيرة من الدوري بما يعني أن كل ما تم العمل عليه طوال الموسم جاء بنتائج متوقعة ولم تكن مفاجئة للكثير من العارفين ببواطن الأمور.

منافسة وهمية
الفريق قبل موسم أنهى مشواره محتلاً المركز الثالث على اللائحة بفريق شبان لم يكلف إلا بضعة ملايين قليلة فلعب الجميع للقميص وكانوا على قدر المسؤولية، وبدلاً من الحفاظ على هذه المجموعة تم نسفها كلياً واستقطاب (14) لاعباً دفعة واحدة وظننا أنه سيكون من خلالهم الفريق أكبر المنافسين هذا الموسم على اللقب مع ضخ إعلامي غير مسبوق حسم البطولة سلفاً قبل البداية نظراً للأسماء التي حضرت مع معسكرات ومباريات تحضيرية وصرف عشرات الملايين على تلك التعاقدات التي رفعت سقف الانتقالات الداخلي لقاء ما تم دفعه وسط أرقام فلكية صادمة، ليتبين فيما بعد أنهم أشباه لاعبين لا يملكون أي حس بالمسؤولية وهمهم يكمن بجمع الأموال فقط.

تعاقدات ضخمة
الاتحاد فرط عقد فريقه السابق من خلال توزيع أغلبيتهم على الأندية وتلك بداية الإخفاق وتم التعاقد مع كوكبة كبيرة وهم: محمد حمصي (السليمانية العراقي)، أحمد كلاسي (سراييفو البوسني)، محمود خدوج (كربلاء العراقي)، خالد الصالح (النبي شيت اللبناني)، بكري طراب، إبراهيم عالمة، حازم المحيميد، نصوح نكده لي (الوحدة)، خالد قصاب (ديالى العراقي)، عبد الإله حفيان (جبلة)، عبد اللطيف سلقيني (السويق العماني)، إبراهيم الزين (الحرية)، طه دياب (المجد)، يوسف أصيل (الشرطة) كل من تابع الميركاتو الاتحادي وقوته أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن تلك الأسماء ستحسم اللقب نظراً لارتفاع قيمتها الفنية في أنديتها مع توفير كل المستلزمات كما أشرنا من أدوات ومال ومكافآت كبيرة جداً تلقاها الفريق تشجيعاً له وبات يتلقى الأموال بطعمة ومن دون طعمة ما خلق شيئاً من (البطر) ولم يعد اللاعب هدفه سوى الهرولة خلف المال فقط.

قصة مدربين
انطلاق البطولة كشف شيئا من الملامح عن صورة مشوشة نوعا ما لكن البعض طالب بالصبر فربما البداية في كل المسابقات لا تأتي بالنتائج ويحتاج الفريق لبعض الوقت حتى يثبت قوته ومع تسلسل المباريات ظهر بأن هناك حلقة مفقودة بين الجهاز الفني واللاعبين عطفاً على المستوى المتواضع الذي قدمه الاتحاد رغم كل ما يملكه، وكان أول الضحايا المدرب أنس صابوني الذي قدم استقالته بعد خمس مباريات مؤكداً عدم تمكنه من المواصلة في ظل الأجواء والضغوطات التي واجهها ليكون محمد ختام هو المدرب القادم لإكمال المسيرة على أمل تصحيح مسار الفريق الذي خرج عن السكة لكن شيئاً من هذا لم يحدث بل زادت الأمور سوءاً وتعقيداً بعد سلسلة من التعادلات التي أضاعت نقاطاً كثيرة، ما أدى لهروب الختام في ليلة مظلمة وإقفال هاتفه ليتسلم محمد عقيل المهمة وليقلب الأمور بسلسلة انتصارات متلاحقة أوقفها فريق الجيش بهزيمة هي الأولى للاتحاد بالدوري ومن بعدها كرت السبحة ليعلن العقيل رحيله بعد الهزيمة التي مني بها الفريق مع تشرين بحلب، حيث تم إسناد المهمة لمدرب الناشئين عمار أيوبي الذي تلقى هزيمتين من المحافظة والجزيرة.

إحصائيات وأرقام
الاتحاد لعب (30) مباراة وجاءت تفاصيلها على النحو التالي:
فاز (12)، تعادل (13)، خسر (5)، سجل (42)، عليه (28)، وجمع (49) نقطة واحتل المركز الرابع في نهاية بطولة الدوري، في مرحلة الذهاب فاز (6) تعادل (9) سجل (22) وعليه (12) وجمع (27) نقطة واحتل المركز الثالث، في مرحلة الإياب فاز (6) تعادل (4) خسر (5) سجل (20) وعليه (16) وجمع (22) نقطة واحتل المركز الرابع، لحساب المدربين قاد محمد عقيل الفريق (15) مباراة حيث فاز (7) وتعادل (5) وخسر (3) وجمع (26) نقطة، أما محمد ختام فقد تولى قيادة (8) مباريات حيث فاز (3) وتعادل (5) وجمع (14) نقطة، المدرب أنس صابوني قاد الفريق (5) مباريات حيث فاز (2) وتعادل (3) وجمع (9) نقاط، بينما مني المدرب عمار أيوبي بهزيمتين في الأسبوعين الأخيرين أمام المحافظة والمجد، بما يخص هدافي الفريق تصدر نصوح نكده لي القائمة مسجلا (9) أهداف (5) من ضربات جزاء، رأفت مهتدي (8)، عبد اللـه نجار (5)، عبد اللطيف سلقيني (4)، ربيع سرور (3)، وكل من يوسف أصيل وأحمد كلاسي وحسام الدين عمر(2)، وهدف واحد لكل من حازم المحيميد وإبراهيم زين وأيمن الصلال وعبد الإله الحفيان ولاعب الوحدة عمر ميداني هدف بالخطأ في مرماه، الفريق تلقى (71) بطاقة صفراء و(6) حمراوات كانت من نصيب رأفت مهتدي (2) في لقاء الحرية والكرامة وبطاقة لكل من نصوح نكده لي في لقاء الوثبة وحسام الدين عمر في لقاء تشرين وحازم محيميد بعد لقاء تشرين ومجد حمصي بعد لقاء الحرية.
له خمس ركلات جزاء سجلها نصوح نكده لي على الفتوة ذهاباً واياباً وعلى جبلة والكرامة وتشرين وعليه ركلتان من الفتوة وتشرين وسجلهما سليمان سليمان وباسل مصطفى.

أسماء برزت
بالمحصلة كانت البطولة كارثية على الفريق الذي شهد قصصاً وروايات غريبة عجيبة لم نسمع بها إطلاقاً في حالات فريدة من نوعها على سبيل المثال حرد بعض اللاعبين وتمردهم لعدم اللعب كأساسيين من دون أي إجراء يتخذ بحقهم نهائياً، وهي حالة من حالات كثيرة تم تسجيلها ما كلف التراجع بنتائج هزيلة عكست الواقع الداخلي، الاتحاد من خلال التعاقدات التي أجراها برز في مقدمتها كلاعبين مميزين (أحمد كلاسي وعبد الإله حفيان) ومن لاعبي الفريق الأصليين (زكريا العمري وعبد اللـه نجار وحسام الدين عمر) على حين قدم بعض الوجوه الشابة التي شاركت بجزء قليل من الدقائق وهم (حازم عليص وفواز بوادقجي وزكريا عزيزة) ويمكن القول إن الاتحاد خسر هذا العام جهود عدد من لاعبيه المعارين وعلى رأسهم أحمد الأحمد وحازم جبارة وأحمد العلي ومحمد يوسف وزكريا حنان.
خلاصة الكلام الاتحاد إن بقي يسير بعمله على تلك العقلية والمنهجية من دون أي ضوابط فلن يستطيع تحقيق شيء للموسم الجديد في ظل فوضى لا مثيل لها كانت السبب الرئيسي لكل ما تحدثنا عنه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن