عربي ودولي

تظاهرات ومواجهات في القدس إثر طرد عائلة فلسطينية من منزلها

مع إمعان الكيان الصهيوني في ممارساته الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني، دارت مواجهات في القدس خلال احتجاجات على طرد شرطة الاحتلال الإسرائيلية عائلة فلسطينية من منزل في المدينة المحتلة أقامت فيه 52 عاما، بحسب وكالة فرانس برس.
وتجمع مئات الفلسطينيين وبعض المحتجين الإسرائيليين للاحتجاج أمام المنزل الذي كانت تقطنه عائلة شماسنة في حي الشيخ جراح وطردتها منه الشرطة الثلاثاء، قبل أن تندلع مواجهات بين شرطة الاحتلال والمتظاهرين ومستوطنين.
واعتقلت شرطة الاحتلال أربعة أشخاص على الأقل، بينهم قاصر، على حين رش المستوطنون المتظاهرين برذاذ الفلفل الحارق.
وهاجم مستوطن إسرائيلي مصور فيديو في وكالة فرانس برس بلا أي دافع واستهدف كاميرته وأصابه في أنفه. وحين حاول المصور الرد، تدخل عناصر الشرطة للدفاع عن المستوطن في المكان وضربوا الصحافي مرارا.
وقالت إدارة فرانس برس إنها احتجت «على هذا الاعتداء وطالبت السلطات الإسرائيلية بضمان أن يتمكن الصحافيون من القيام بعملهم في أمان كامل».
وقد طردت شرطة الاحتلال عائلة شماسنة، وبينها الجد أيوب البالغ من العمر 84 عاما، من منزل تقيم فيه منذ نحو 52 عاما بعد صدور حكم قضائي بأن ملكيته تعود لعائلة يهودية.
وتجري أعمال الطرد بعد عملية استنزاف لسنوات طويلة للفلسطينيين في أروقة محاكم الاحتلال الإسرائيلية بحجة أن هذه المنازل كانت ملكا لليهود قبل عام 1948.
وتقول حركة «السلام الآن» المناهضة للاستيطان إن هذا هو أول إخلاء لأحد منازل حي الشيخ جراح منذ عام 2009.
وبحسب «السلام الآن» فإن عملية «الاخلاء تأتي في إطار عملية أوسع تقوم بها الحكومة بتأسيس مستوطنات في حي الشيخ جراح». وتنتظر عائلات أخرى في الحي الإخلاء.
وكانت عائلة شماسنة انتقلت إلى المنزل عام 1964. وتستغل الجمعيات الاستيطانية حقيقة وجود أملاك لليهود قبل احتلال الضفة الغربية عام 1967، حفظها الأردن تحت سلطة «حارس أملاك العدو» وانتقلت بعدها إلى سلطة «حارس أملاك الغائبين» الإسرائيلي ثم إلى «القيم العام» الذي تقضي وظيفته بضمان استغلال أي عقار مالكه مفقود.
ولا يوجد أي قانون مماثل للفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم وأراضيهم في القدس، وإنما على العكس فقد فرض الكيان الإسرائيلي قانون أملاك الغائبين الذي تمت بموجبه مصادرة الكثير من الأملاك الفلسطينية.
وكانت عائلة شماسنة تدفع إيجار المنزل لـ«حارس أملاك الغائبين» في «إسرائيل» حتى عام 2009 مع ظهور مستوطنين تمكنوا من إثبات ملكية المنزل على أساس «حق العودة لليهود فقط» وسعوا لطرد العائلة.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت في آب 2013 التماس العائلة الفلسطينية ضد إخلائها لصالح المستوطنين.
ويأتي طرد عائلة شماسنة مع طرح أربعة مشاريع استيطانية في الحي.
ومنذ عام 1967، أصبح عدد اليهود 195 ألفاً من أصل سكان القدس الشرقية البالغ 450 ألفاً. وضم الاحتلال الإسرائيلي القدس عام 1980 وأعلنها عاصمته «الأبدية والموحدة»، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة. وكان الجيش الاحتلال الإسرائيلي وحكومته وافقا بالإجماع على قرار إنشاء مستوطنات يهودية جديدة في الضفة الغربية.
وفي كانون الأول الماضي، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2334، حيث طالب فيه الكيان الإسرائيلي بوقف العمل في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، وقد أعلنت تل أبيب أنها لا تنوي الرضوخ إلى هذا القرار.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أعلنت أن قرار بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، بحكم الأمر الواقع تقرر قبل طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتأني.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن