اقتصادالأخبار البارزة

عشية الملتقى الدولي للتضامن مع عمال وشعب سورية … الصمود السوري والتضامن مع سورية ومواجهة الإرهاب الاقتصادي والفكر التكفيري هي أبرز محاور النقاش … القادري: بمشاركة 200 شخصية عمالية وفكرية دولية نعمل على تعميق الاستدارة العالمية حول سورية

| محمود الصالح – ت: طارق السعدوني

يفتتح صباح غد الاثنين الملتقى النقابي الدولي للتضامن مع عمال وشعب سورية، في مواجهة الإرهاب والحصار الاقتصادي وسياسات التدخل الامبريالي، وذلك في مجمع صحارى العمالي في دمشق، ويشارك في هذا الملتقى عدد من الوفود العمالية الدولية والعربية إضافة إلى شخصيات إعلامية واجتماعية وسياسية دولية، وينظم هذا الملتقى من قبل الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية بالتعاون مع الاتحاد العالمي للعمال والاتحاد الدولي للعمال العرب. «الوطن» أجرت حوارا مع رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية جمال القادري حول فعاليات هذا الملتقى إضافة لبعض القضايا الأخرى.

دولي بكل معانيه
هل يمكن أن نتحدث عن أهمية هذا الملتقى؟
تأتي أهمية الملتقى الثاني للتضامن مع عمال وشعب سورية من خلال الأهداف التي يرنو إلى تحقيقها وكذلك من خلال الوفود المشاركة في هذا الملتقى الدولي ونؤكد أنه دولي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لوجود مشاركة من تكتلات دولية وإقليمية تمثل أكثر من 200 مليون عامل في العالم. حيث يشارك الاتحاد العالمي للعمال والاتحاد الدولي للعمال العرب ومنظمة الوحدة الإفريقية والتي تضم كل المنظمات الإفريقية ومشاركة من جميع القارات، وهناك 20 منظمة عمالية وإنسانية دولية تمثل 11 دولة أوروبية تشارك في هذا الملتقى.

نوافذ متعددة
ما أهم القضايا التي سيتم طرحها ومناقشتها خلال أعمال هذا الملتقى؟
تعرضت سورية خلال السنوات الماضية لحملة من التضليل الإعلامي قامت به الصحافة والقنوات الإعلامية الصفراء عندما كانت تعمل على تزييف الحقيقة وانخرطت كل هذه المؤسسات الإعلامية في الحرب على سورية، لقد واجهت سورية حرباً اقتصادية تمثلت في الحصار والعقوبات وحربا إعلامية وواجهت حرباً سياسية تمثلت بقطع العلاقات السياسية وتوجت بالحرب العسكرية من خلال المجاميع الإرهابية التي استقدمتها الدول المشاركة في الحرب إلى سورية. إذ كانت الغاية الأساسية لهذه الحرب هي إرهاب الشعب السوري. هذه النوافذ المتعددة للحرب على سورية أنفق عليها مئات المليارات من الدولارات، ونحن كمنظمة مدنية ومن خلال تواجدنا وعلاقاتنا مع المنظمات الدولية كنا نعمل على توضيح الصورة الحقيقية وخاصة ما كنا نقوم به في المؤتمر الدولي في جنيف سنويا حيث يحضر المؤتمر 4800 مندوب من جميع دول العالم، ورغم محاولات التشويش التي يقوم بها البعض خلال هذا المؤتمر كنا ننقل للعالم الصورة الصحيحة بأن ما يجري في سورية حرب بين الحكومة والإرهاب العالمي وكنا نلمس تفهماً كبيراً وتعاطفاً من دول العالم مع موقفنا، وأكدنا أن العقوبات والحصار الاقتصادي ليس له سند في القانون الدولي.

الإرهاب الاقتصادي
ما أهم المحاور التي وضعت على جدول الأعمال؟
هناك أربعة محاور مدرجة على جدول أعمال الملتقى الذي يعقد يومي الاثنين والثلاثاء القادمين.
المحور الأول يتمثل في الصمود السوري والتضامن مع عمال وشعب سورية وسيتحدث فيه خمسة أشخاص إضافة إلى المداخلات.
المحور الثاني هو عن الإرهاب الاقتصادي المتمثل في العقوبات والحصار وأثره في العمال والشعب في سائر البلدان المستهدفة.
المحور الثالث هو حول سبل مواجهة الفكر التكفيري الذي أمد الإرهابيين في سورية بالعقيدة، وخلق فكر جديد لمواجهته، والحقيقة أننا نجحنا في سورية في ذلك لأن هناك إجراماً تمت ممارسته من قبل المجموعات الإرهابية وهذا الفكر لم يستطع الاستيطان بيننا لأنه فكر دخيل.
المحور الرابع حول التداعيات الاجتماعية والاقتصادية على سورية وشعبها وعلى المسؤولية الأخلاقية للدول التي مولت الإرهاب وهذه الحرب على سورية وتحقيق التضامن الدولي من أجل إلزام هذه الدول بدفع فاتورة إعادة إعمار سورية وليس المشاركة في إعادة الإعمار. وستكون هناك توصيات هامة يتم إيداعها لدى المنظمات العالمية لنخلق رأياً عاماً عالمياً ضاغطاً على حكومات تلك الدول لأننا نتحدث مع ممثلي العمال وهم الأكثرية حيث يوجد في الهند على سبيل المثال 60 مليون عامل وما سيدور من نقاشات سينقله ممثلو تلك الدول إلى عمالهم وهذا شكل من أشكال الدبلوماسية الشعبية.

كيف استطعتم إقناع هذه المنظمات بالمشاركة في هذا الملتقى؟
الحقيقة أننا في اتحاد العمال لم نتوقف عن المشاركة في جميع النشاطات العمالية العالمية والعربية، ولدينا علاقات ثنائية مع عدد من المنظمات، نقوم باستثمار هذه العلاقات من خلال الزيارات المتبادلة وينظم هذا الملتقى من قبل الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية بالتعاون مع الاتحاد العالمي للعمال واتحاد العمال العرب. اليوم بدأ العالم يدرك حقيقة المؤامرة على سورية وهذه الزيارات المتبادلة للوفود حققت وعيا أكثر وكان للملتقى الأول في عام 2015 دور كبير في تغيير الصورة التي كان يراها العالم عما يجري في سورية.

استدارة في الرأي العام العالمي
ماذا تتوقعون من نتائج لهذا المؤتمر؟
عندما نكون أمام وفود عمالية عالمية إضافة إلى المنظمات وشخصيات دولية فنحن نعول على تعميق الاستدارة في الرأي العام العالمي لحقيقة ما يجري في سورية وكذلك هذه القيادات ستضع قواعدها في صورة الحقيقة وبذلك نتغلب على التضليل الإعلامي، وستعمل هذه المنظمات على الضغط على حكوماتها وقد لمسنا ذلك بشكل واضح في أكثر من بلد أوروبي حيث خرجت مظاهرات تطالب الحكومات بوقف الحرب على سورية، ونريد أن نسلط الضوء على المنعكسات الاجتماعية لهذه الحرب على سورية وعلى قضية اللاجئين لأن الدول التي يوجدون على أراضيها تشكوا من وجودهم ولذلك ستكون رسالة أن حل مشكلة اللاجئين هو بإعادة الأمن والأمان إلى سورية وحينها النسبة الأعظم منهم سيعودون إلى سورية.

200 شخصية دولية
ما عدد الوفود المشاركة؟
هناك 65 منظمة دولية تمثل 40 دولة عالمية وعربية وكذلك يوجد 30 شخصية سياسية وإعلامية واجتماعية وفكرية وهناك منظمات حقوق الإنسان ومنظمات تهتم بمواجهة الامبريالية وبشكل عام هناك 80 منظمة وشخصية مختلفة ويقدر عدد الضيوف بنحو 200 شخص من مختلف دول العالم، إضافة لوجود مشاركة تركية عمالية وإعلامية حيث تشارك قناة معارضة أما المشاركة الخليجية فقد اقتصرت على رسائل التضامن من نقابات الكويت والبحرين وعمان وباقي دول الخليج لا يوجد فيها نقابات عمال.
الحكومة تسوف في قانون العاملين
لماذا لم يصدر تعديل قانون العاملين الأساسي حتى الآن؟
الحقيقة أن قانون العاملين الأساسي هو الذي يحكم العلاقة بين العمال ورب العمل في القطاع العام والقانون النافذ صدر عام 2004 وقد بات من الضروري تعديله وخلال الفترة الماضية اتفقنا مع الحكومة على تعديله كاملا وعملنا من خلال لجان متعددة واتفقنا على نظام الرتب والمراتب الذي يجب أن يكون العمود الفقري للقانون الجديد لأن ذلك هو الشرط اللازم والكافي لتنفيذ برنامج الإصلاح الإداري الذي طرحه السيد الرئيس بشار الأسد. لأن هذا النظام يلغي المحسوبيات ويحد من الفساد ويحد من شخصنة إسناد الوظائف، وبعد جهد أكثر من سنة ونصف كان جواب الحكومة أنه لا توجد تغطية مالية لإصدار القانون، بعدها توافقنا على تعديل 14 مادة وأيضاً لم ينفذ هذا الاتفاق بل أحالته الحكومة على وزارة المالية. الحقيقة أنه أقل ما يقال أن هناك تسويفاً من الحكومة في هذا الموضوع.

دور اجتماعي وإنساني
قمتم خلال سنوات الحرب بدور اجتماعي من خلال تبني مشاريع خدمية لأسر الشهداء والعمل على التدخل لخفض تكاليف اللباس العمالي. هل هناك خطوات أخرى في هذا الجانب؟
• منذ بداية الأزمة حاولنا مأسسة العمل النقابي وانتهجنا عدة خطوات ومنها إنشاء المرصد العمالي للدراسات ليشكل بنكا للمعلومات وأقمنا عدة ملتقيات اقتصادية لشرح القضايا الاقتصادية وأعدنا النظر في مناهج التثقيف العمالي وقمنا بتأسيس الوحدة الاقتصادية الإنتاجية، وكانت البداية مع الجمعية التعاونية لصناعة الألبسة الجاهزة لتوفير اللباس العمالي بأسعار ونوعية مناسبة ومن خلالها استطعنا توفير فرص عمل كبيرة لذوي الشهداء والجرحى. وحاولنا تأسيس شركة تأمين لكننا واجهنا عراقيل غير مبررة أوقفت المتابعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن