ثقافة وفن

«مسافرو الحرب» يصلون إلى رحلتهم الأخيرة … سوريون يلهثون وراء أحلامهم صانعين الفرح والحب في الحرب

| وائل العدس

أنهى المخرج السوري جود سعيد تصوير مشاهد آخر أفلامه السينمائية «مسافرو الحرب» (نص له بالاشتراك مع أيمن زيدان وسماح قتال ويارا جروج) في محافظة حمص.
وتم تنفيذ الفيلم في عدة مناطق سوريّة منها حمص وريفها، وحلب، واللاذقية وريف حماة، وهو من إنتاج القطاع الخاص بالكامل حيث تنتجه شركة «الأمير» اللبنانية بإدارة نيكول كماتو، وشركة أكشن منتج منفذ له في دمشق.

ويروي الشريط حكاية سوريين يلهثون وراء أحلامهم المشتهاة صانعين الفرح والحب في أتون هذه الحرب المجنونة، ويلعب بطولته إلى جانب أيمن زيدان كل من لينا حوارنة، حسين عباس، لمى الحكيم، لجين إسماعيل، لوريس قزق، كرم الشعراني، حسن دوبا، نجاح مختار ووجوه شابة وواعدة أخرى.
الشريط الجديد هو التعاون الثاني الذي يجمع المخرج بالنجم زيدان بعد فيلم «درب السما»، إلى جانب كونه المستشار الدرامي للفيلم وذلك من خلال قصة «بهاء» التي تبدأ من حلب وتنتهي أو ربما لا تنتهي.
‎واستقدم المخرج للمشاركة في العمل مجموعة من المتدربين في مجال الصوت والإضاءة والإخراج كمبادرة منه لتشجيع الشباب وحرصه على خوضهم في الحياة العملية والتعرف إلى هذا الفضاء على أرض الواقع، وذلك وفق مسابقة تمت عن طريق عيادات العمل بالشراكة مع الأمانة السورية للتنمية.
أحداث مفاجئة

قدم النجم السوري أيمن زيدان الكثير من جهده للسينما، وصاغ بأسلوبه أدواراً مختلفة، من «أحلام المدينة» (1983) بدأ رحلته مع الفن السابع، لتتوالى المحطات، ويشهد عام 2016 توليفة سينمائية خاصة، بعد أن اجتمع الفنان القدير بالمخرج جود سعيد ورسما عبر تعاونهما الأول في فيلم «درب السما» تجربة واقعية.
ويجسد زيدان في الشريط الجديد شخصية «بهاء»، وهو رجل نزيه، إيجابي في تعاطيه مع أموره الحياتية، لم تغيره عثرات الزمن، إنما زادته تشبثاً بمبادئه، رسم لنفسه مجموعة نظم إنسانية واجتماعية يعيش ضمنها ويحاول نقلها إلى محيطه، وحينها يضطر لمواجهة أشخاص وصوليين وانتهازيين، ويدافع عن المحيطين به ومن يحبهم بصرامة.
هو موظف في شركة الكهرباء بمحافظة حلب، على مشارف تقاعده، يخطط على تعويض نهاية خدمته والعودة للاستقرار في قريته الريفية البعيدة، رغم أن الحرب السورية مستعرة، ومعركة تحرير حلب في أوجها.
رحلة «بهاء» إلى قريته مملوءة بالأحداث والمواقف المفاجئة والغريبة لحد العبث أحياناً، فهل يكمل رحلته هو ومسافرو الحرب، ويصل إلى قريته؟
رحلة جديدة

أما لينا حوارنة فتقدم شخصية «ميسا»، وهي امرأة تعود إلى منزلها القديم الذي هجرته مدة طويلة بسبب الحرب لتجد أناساً آخرين يقطنون فيه ثم تبدأ رحلتها معهم، فهل تسكنه من جديد أم تعود من حيث أتت؟
بدوره فإن لجين إسماعيل يظهر بشخصية «فراس»، وهو شاب خسر عائلته وأصدقاءه ومدينته في زمن الحرب فيقرر التغلب على وحدته وظروفه والصعود على متن القافلة ليبدأ حياة جديدة.
سائق الباص

ويؤدي كرم الشعراني دور «أبو مظلوم» سائق الباص الذي تدور قصة الفيلم حوله، وهو إنسان استغلالي وممن امتطوا الأزمة، ومراوغ تابع لأي إنسان سلطوي، ومستعد أن يعمل أي شيء ليكون في السلطة.

رحلة خطرة
وعلى متن القافلة، سيدة شابة برفقة ابنتها الصغيرة، قررت خوض تجربة محفوفة بالمخاطر للبحث عما ما تبقى من زوجها الذي فقدته بسبب الحرب، وهي الشخصية التي تقدمها نجاح مختار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن