شؤون محلية

منشطات هرمونية في الأسواق .. حرب ساحتها صالات بناء الأجسام وضحاياها شباب بمقتبل العمر

| الوطن

أكد مدير جمارك اللاذقية أديب العلي أن الجمارك تعمل وفقا للجدول الذي يصدر من وزارة الاقتصاد بالمواد الممنوع استيرادها وضمن آخر دليل يعمل به حالياً فقد ورد في بند استيراد المواد الأولية الخاصة بالصناعات الغذائية (منع أي مواد لها علاقة ببناء العضلات منعا باتا) وبالتالي يمنع استيرادها وفي حال وجودها تعتبر مواد مهربة تصادر وفقا للأنظمة الجمركية المعمول بها.. أما نقابة الصيادلة باللاذقية فقد أكدت أنه لا يفترض صرف أي دواء إلا بموجب وصفة طبية، وفي حال إبلاغ النقابة بصرف الصيدلاني تلك الأدوية الهرمونية دون وصفات طبية، فإنها ستفرض عقوبات تتصل بمزاولة المهنة، ويوجد لجنة مشتركة من مديرية الصحة والرقابة الدوائية تجري جولات على الصيدليات وفي حال مشاهدة هذه المواد المخالفة يتم مصادرتها واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتجاوزين بدءاً من الغرامة المالية حتى المساءلة القانونية.
إلى ذلك تقوم مديرية التجارة الداخلية باللاذقية بالتنسيق مع الاتحاد الرياضي باللاذقية بجولات رقابية مشتركة على النوادي الرياضية المتخصصة بتربية كمال الأجسام للتأكد من عدم ارتكابها المخالفات عبر اتباعها أساليب غير شرعية بحيازة فيتامينات أو أدوية هرمونية تستخدم من أجل تكبير عضلات الجسم بشكل سريع.
وكشف بطل سابق في كمال الأجسام لـ«الوطن»، عن تجاوزات صحية خطرة يرتكبها مدربون في صالات رياضية لبناء الأجسام، عبر ترويجهم وبيعهم منشطات هرمونية وحبوباً قوية التأثير تساعد على نفخ العضلات، لكنها تتسبب في الوقت نفسه بأمراض خطرة عدة، مبيناً أن تلك المنشطات صنعت للخيول والكلاب وحيوانات أخرى.
وقال البطل الذي فضل الإشارة إلى اسمه بـ(ن.م) ويبلغ حالياً من العمر 37 عاماً ويتعالج في بيروت، أنه تعاطى تلك المنشطات في مرحلة مبكرة، حين كان في التاسعة عشرة، لكنه ظل يدفع ثمن ذلك التعاطي سنوات عدة، بعدما أصيب بأعراض مرضية، بينها أورام في منطقة الصدر ومشكلات أخرى في الكلى والكبد، واعترف بأنه كان يأخذ 15 حبة يومياً من «الأمينو أسيد» إلى جانب البروتينات والفيتامينات، ووصف هذه المركبات بأنها خطرة للغاية، وأنها خلّفت لديه آلاماً في الكلى وحصى استخرجها بعملية ليزر.
انتشار المنشطات في المراكز الرياضية ونوادي اللياقة البدنية بات أمراً طبيعياً ومتعارفاً عليه، بين جميع الأعمار، وتكمن الخطورة في تعاطي صغار السن، بين 16 – 25 عاما، بحسب المدرب خلدون الأسعد، وحجم انتشار المنشطات في مراكز اللياقة الرياضية «بنسبة تقارب 80 بالمئة»، في حين لا يمكن تحديد عدد اللاعبين، الذين يتعاطون المنشطات في تلك النوادي، لشدة التعتيم من المدرب واللاعب المتعاطي.
وأكد عضو سابق في اتحاد بناء الأجسام سامر رجب أن تفشي ظاهرة المنشطات «الهرمونات»، يعود إلى غياب الرقابة الفعلية على مراكز اللياقة البدنية، حيث يقتصر دور الاتحاد الرياضي العام على إصدار الترخيص والتأكد من الشهادات والأمور الإدارية الأخرى دون أن يكون هناك متابعة ورقابة على ما يجري في الداخل.. وتحدثت الأستاذة في كلية الصيدلة جامعة تشرين بشرى سليمان عن الآثار السلبية لتعاطي الهرمونات حث يؤدي إلى تثبيط حاد للإفراز الطبيعي للهرمونات الجسمية. وقصور قد يكون مميتاً في عمل العديد من الأعضاء الحيوية كالكبد إضافة لترسب هذه الإضافات في الكبد والتسبب بسمية كبدية مترقية بتقدم الزمن وجرعة الاستهلاك.
الدكتور الصيدلاني ماهر قاسم يعتبر الصيدليات التي تبيع هذه المواد تشارك بجريمة بحق الشباب السوري كون الصيدلي يعرف المخاطر التي تسببها هذه المواد على الصحة وتأثيراتها المستقبلية المدمرة.
مدرب في مركز بناء أجسام طلب عدم الكشف عن هويته، أكد أن هناك أدوية نسائية يلجأ لاعبون إلى استخدامها، كأدوية منع الحمل، وأدوية تنظيم الدورة الشهرية، فيتم خلط مثبت الحمل بهرمونات، تعطى حقنا في الصدر بهدف تكبيره.
وبين أن هناك العديد من الهرمونات تؤخذ لدواع تجميلية بهدف زيادة بروز العضلات، مثل «سايكلين» التي تحتوي على مادة «بوتكس» بهدف التضخيم وتحفيز العضلات، و«سانثول» التي تحتوي على «فايتمين وبوتكس» والتي تؤخذ على شكل حقن موضعية في المكان الضعيف من الجسم، مثل عضلات الكتف، وجميعها تلتقي عند نفس الآثار التي تتعلق بتوسيع الشرايين وسرعة نبضات القلب.. الأمر الأكثر أهمية حسب الدكتور ثائر معلا (أخصائي بأمراض الكبد) هما مركبان درج استخدامهما بشكل كبير وهما الفيتامين البيطري حيث يعمد العديد من المدربين إلى استخدام الفيتامين المعد للاستهلاك البيطري للحقن الموضعي وتؤدي هذه المادة في حال حقنها إلى تحسس واحمرار وانتفاخ موضعي يعتقد المتعاطي أنها عضلات للأسف. تؤدي المادة بعد سنوات عديدة إلى حالات من السرطانات الموضعية مكان الحقن تتناسب شدة خباثته مع كمية وزمن التعاطي.
أما عن أسباب الانخراط في تعاطي الهرمونات البنائية فتعود أساساً إلى إغراء المدرب الذي «يتعاطى واكتسب جسداً جميلاً ولم يصب بأذى» على حد قوله. وضعف النفس البشرية الهادفة إلى جذب الانتباه وبخاصة في طبقة اليافعين والمراهقين. أما عن الأسلوب الدنيء المستخدم، فيبدأ المدرب بتوزيع بعض الكبسولات المجانية التي تشعر اللاعب بتحسن واضح في القوة العضلية. لإغرائه في طلب المزيد. وهكذا حتى الحقن المجانية بداية، حتى تعلق الصنارة.
حجم التعاطي يزداد يوما بعد يوم بمعدلات كبيرة وحركة تهريب هذه المواد (مجهولة المنشأ والتصنيع) يزداد يوما بعد يوم ولابد من صدور قانون يعتبر التعاطي والتهريب جريمة وتشديد الرقابة على البيوتات الرياضية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن