سورية

اقتراب «تخفيف التصعيد» في إدلب يسيل لعاب الجربا

| سامر ضاحي

يبدو أن قرب التوصل إلى اتفاق لتخفيف التصعيد في إدلب أسال لعاب قياديين في المعارضة لمد نفوذهم إلى المحافظة التي لا تزال تحت سيطرة جبهة النصرة الإرهابية.
وعلمت «الوطن» من مصادر أهلية في إدلب: أن رئيس «تيار الغد» المعارض رئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا يبذل مساعي لبسط نفوذه على ما يسمى «المجالس المحلية» في منطقة «تخفيف التصعيد» المتوقع الإعلان عنها في المحافظة في ظل استمرار مساعيه للسيطرة على مجالس ريف حمص الشمالي، والتي لم تتكلل بالنجاح إلى الآن.
ورغم أن المصادر، توقعت أن يكون الجربا يحظى بدعم روسي وأميركي، إلا أن المعطيات تشير إلى أن الجربا يحاول استغلال علاقاته الدولية التي رسخها حين كان رئيساً للائتلاف، بموازاة استغلال علاقاته مع «النصرة» ولاسيما أنها تنظيم إخواني محسوب على قطر التي ليس لها فيتو حالياً على الجربا.
من جهة ثالثة، بات الجربا يحظى بقبول بين ميليشيات المعارضة ولاسيما أنه لعب دور وساطة في اتفاقي تخفيف التصعيد في ريف حمص الشمالي وفي غوطة دمشق الشرقية، ويسعى لزيادة الدعم ليكون رجل المرحلة الأول بين صفوف المعارضة مستغلاً النفوذ العسكري لقواته التي تشارك ضمن ائتلاف «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعوم من «التحالف الدولي» ضد داعش والذي تقوده واشنطن.
وحسب المصادر، فإن الجربا يريد الوصول إلى دور لاعب رئيسي في الشمال السوري متناسياً أن الدول التي تدعمه سبق واستغلته كرئيس للائتلاف وفشل هو وتلك الدول في تمرير مشاريعهم.
وذكرت المصادر أنه وحتى «مناطق تخفيف التصعيد» التي يريد استغلالها في مساعيه فإن الحكومة السورية لا توافق على أي اتفاق من دون التدقيق في تفاصيله وبما يحقق مصالح الدولة»، وهو ما سينسحب على اتفاق إدلب المرتقب، ولاسيما أن دمشق أكدت مراراً بأن مصير مناطق تخفيف التصعيد نهايةً هي إجراء المصالحات الوطنية والعودة إلى تحت سيطرة الدولة السورية».
وكان الجربا ولا يزال يبذل محاولات لبسط نفوذه على «المجالس المحلية» في ريف حمص الشمالي، معتمداً في مساعيه على حلفائه في تلك المجالس وأبرزهم المدعوان منهل صلوح وعلاء العلي، والأول منشق عن «النصرة» والثاني هو أحد الموقعين على اتفاق القاهرة لتخفيف التصعيد في شمال حمص وهو من أبناء تلبيسة ويعتبر ذراع الجربا في الاتفاق.
ورأت المصادر، أن الجربا في محاولاته الإدلبية سيستغل علاقات صلوح ضمن صفوف «النصرة» ولاسيما أن اتفاقات تخفيف التصعيد تحتم على الموقعين عليها قتال التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش و«النصرة»، ومن ثم فإن اتفاق كهذا في إدلب سيدفع بالكثيرين من «النصرة» إلى الانشقاق عنها والالتحاق بصفوف ما تبقى هناك من ميليشيات مسلحة، ما لم يعد الكثيرون من المنضوين في صفوف التنظيم إلى رشدهم ويسلموا أنفسهم ليستفيدوا من مراسيم العفو.
وفي المقابل، يبدو أن «النصرة» متيقظة لمشروع الجربا وبالوقت نفسه تحاول إيجاد مخرج لها قبل اتفاق تخفيف التصعيد، وفي هذا الإطار سعت لتوطيد علاقاتها مع الميليشيات الفاعلة في إدلب فاتفقت مع ميليشيا «حركة نور الدين الزنكي» أول من أمس لحل الخلافات بينهما في بلدة تلعدة بريف إدلب، بعد وساطة الشيخ عبد الرزاق المهدي وعدد من وجهاء العشائر والناشطين، وذلك في إطار مساعيها الحثيثة لإظهار نفسها كمعارضة مدنية لنزع فتيل اتهامها بالإرهاب، ولقطع الطريق أمام الجربا عبر توطيد العلاقة مع الميليشيات، وهي التي سعت سابقاً لعقد اجتماع مع بعض رموز المعارضة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن