سورية

نسق زيارة سلمان إلى موسكو.. ويتوجه إلى عمان لوضع اللمسات الأخيرة على «اتفاق الجنوب» … لافروف من الرياض: السوريون وحدهم يقررون مصير دولتهم

| الوطن – وكالات

توج رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف زيارته للسعودية بلقاء ملكها سلمان بن عبد العزيز، حيث بحثا أزمتي سورية وقطر، وأيضاً الزيارة المرتقبة للملك السعودي إلى روسيا.
وحملت زيارة لافروف هذه إلى مدينة جدة السعودية الكثير من المؤشرات على توطد العلاقات بين موسكو والرياض، مثل استقبال الملك السعودي للوزير الروسي (في أول لافتة من نوعها على الأقل خلال السنوات الماضية)، وذلك على حين حرصت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على إبراز ارتدائها الحجاب في جدة، وذلك احتراماً للعادات والتقاليد السعودية.
ووفقاً لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، فإن البحث وصل الآن إلى مسألة تحديد الوقت المناسب لزيارة الملك السعودي إلى موسكو. وقال: «نأمل ونتوقع أن تتم الزيارة قريباً»، مضيفاً: إن «هناك رغبة من الجانبين في إجراء هذه الزيارة في المستقبل العاجل»، علماً أن أنباء أشارت إلى أنها ستكون خلال شهر تشرين الأول المقبل.
وكان لافروف قد زار قبل أسبوعين قطر والكويت والإمارات، على حين أجل زيارة السعودية إلى هذا الأسبوع إظهاراً لاحترام روسيا لمكانة الرياض الإقليمية.
وبعد لقائه الملك السعودي، وصل لافروف إلى مقر وزارة الخارجية بمدينة جدة، حيث سجل ذكرى كتاب ضيوف الشرف لوزارة الخارجية السعودية، وحيا نظيره السعودي، وبعد ذلك تواصلت المحادثات خلف أبواب مغلقة.
وبعد اللقاء عقد الوزيران مؤتمراً صحفياً مشتركاً عكس مظاهر الود والتفاهم بين الرجلين بخلاف مؤتمراتهما السابقة، حيث أكد لافروف دعم بلاده الكامل لجهود الرياض في تشكيل وفد موحد للمعارضة، وذلك مقابل موقف مؤيد من الرياض لإنشاء «مناطق تخفيف التصعيد في سورية». وأبلغ لافروف الصحفيين أن الرياض وموسكو تعتبران إنشاء تلك المناطق «خطوة إلى الأمام تساعد في تعزيز نظام وقف الأعمال العسكرية وحل القضايا الإنسانية».
وأضاف لافروف: إن هذه الخطوة ستخلق الظروف لتحريك العملية السياسية على أساس القرار الدولي ذي رقم 2254.
وفي هذا الصدد، أشار إلى أن موسكو تدعم جهود السعودية لتوحيد المعارضة السورية في وفد موحد، موضحاً أن هذه الجهود تساهم في تقدم المفاوضات في جنيف، لكنه شدد على مبدأ أن السوريين وحدهم يقررون مصير دولتهم.
وعبّر عن أمله في أن يتم التوصل إلى اتفاق حول منطقة رابعة لخفض التصعيد في إدلب أثناء لقاء أستانا الجديد المنتظر أن يعقد يومي الخميس والجمعة المقبلين.
وفيما يتعلق بالأزمة القطرية، أكد لافروف أن بلاده تدعم الجهود التي تقوم بها دولة الكويت لحل الأزمة الخليجية، مشدداً على أن الموقف الروسي يدعو لتسوية الخلافات في الخليج عبر المفاوضات، كما أعرب عن أمله في أن تستعيد الدول الخليجية وحدتها بما يساهم في حل مشكلات المنطقة.
في المقابل، تمسك وزير الخارجية السعودي بموقف بلاده من قطر داعياً إلى بروز جدية من الجانب القطري لحل الأزمة المندلعة في الخليج منذ أواسط الصيف الجاري، كما شدد على ضرورة أن تلبي قطر المطالب الثلاثة عشر التي طرحتها الدول الأربع (مصر– السعودية– البحرين– الإمارات) مؤكداً أنها تتوافق مع القوانين الدولية الداعية إلى مكافحة الإرهاب، وعدم تمويله واستضافة أشخاص متطرفين وإرهابيين، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. وأشار الجبير إلى أن اتفاق بلاده وروسيا على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعلى التنسيق المشترك في مجال مكافحة الإرهاب.
وفي ختام زيارة للسعودية، توجه لافروف إلى العاصمة الأردنية عمان حيث يلتقي الملك، عبد اللـه الثاني، ووزير خارجيته أيمن الصفدي من أجل وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق النهائي حول منطقة تخفيف التصعيد في جنوب غربي سورية.
واستضافت عمان المفاوضات الأميركية الروسية الأردنية بشأن هذه المنطقة، والتي من المتوقع أن تخلص إلى اتفاق يعلن بالتزامن مع انعقاد الجولة السادسة من محادثات أستانا.
وسبق لسفير روسيا لدى الأردن بوريس بولوتين أن أكد تطابق مواقف موسكو وعمان إزاء الأزمة السورية، مبيناً أن العاصمتين تعملان على تسويتها سلمياً وتشكيل وفد موحد يمثل المعارضة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن