سورية

«النصرة» في إدلب تتصدع.. والمحيسني يضع شروط البقاء فيها

| الوطن – وكالات

في وقت تتسارع فيه الأحداث لإسدال الستار على صفحة تنظيم جبهة النصرة في سورية، برزت الخلافات المعتملة داخل التنظيم وبالأخص مشاعر الكراهية التي يكنها القادة العسكريون للشرعيين، الذين صبغوا مناطق سيطرة التنظيم المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية والمجموعات المسلحة في سورية.
وجاء تسريب المحادثة التي هزت «جبهة النصرة» المرتبطة ارتباطاً مباشراً بكبار قياديي القاعدة في العالم، ما بين كبار قادة التنظيم في وقت تستعد روسيا وتركيا وإيران للاتفاق على نهاية لمأساة محافظة إدلب التي تسيطر على أغلبها «النصرة» خلال لقاء أستانا السادس يومي الخميس والجمعة المقبلين والذي يتوقع أن يكون الأخير في سلسلة اجتماعات بدأت في شهر كانون الثاني الماضي.
وشكل قائدا قاطع إدلب «أبو حمزة بنش» والجيش المركزي «أبو حسين الأردني» بطلي المحادثة المسربة عبر أجهزة اللاسكي، حيث وجه القياديان إهانات كبيرة لشرعيي التنظيم واصفين إياهم بـ«المرقعين»، واعتبرا أن عمل الشرعي هو الترقيع فقط، كما طلب بنش في التسريبات من القائد العسكري لـ«النصرة» المدعو أبو محمد الجولاني السماح له باعتقال شرعي التنظيم السعودي عبد اللـه المحيسني في حال دعا مسلحي «جبهة النصرة» لعدم المشاركة في الاقتتال ضد ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية». لكن الجولاني عارض هذا الأمر لأن اعتقال المحيسني سيزيد الأمر سوءاً ويعقده، على حين أصر بنش على هذا الأمر، وقال إنه سيتحمل عواقبه. في المقابل، أصر الجولاني على منع قائد قاطع إدلب من اعتقال المحيسني، وأصدر له أمراً بمنع الشيخ السعودي فقط من السماح له بدخول مضافات مليشيات «الجيش الحر» و«أحرار الشام» والميليشيات المسلحة الأخرى.
واعترفت «جبهة النصرة» بشكل غير مباشر خلال بيان نقله موقع «زمان الوصل»، المعارض بصحة التسجيلات، وأكدت أن ما وصفته بـ«الإساءة» والتطاول على الشرعيين وطلبة العلم، لن يمر دون محاسبة المسيء وأنها لن تسمح بإسقاط هيبة الشرعيين، سواء كان المساء إليهم من شرعييها أو غيرهم.
ووصفت التسريبات بأنها «محاولة يائسة من أعدائها للنيل من صمودها وقوتها»، بحسب البيان، واصفة إياهم بـ«المرجفين» و«الحاقدين».
ونقل موقع «زمان الوصل» عن مصادر خاصة من داخل «جبهة النصرة»، أن التسريبات التي تم نشرها خلال الأيام القليلة الماضية جاءت من قبل أحد قيادات الصف الأول المنشقين عن الجبهة مؤخراً، مرجحةً نشر المزيد من التسريبات التي تظهر الخلافات الفكرية والسياسية بين قيادات الهيئة.
وبعد تأكيد التسريبات أصدر أبو حسين الأردني اعتذاراً عما بدر منه في حق الشرعيين، وقال «فإني أعتذر عما بدر مني من إساءة لبعض مشايخنا وأخص منهم الشيخ عبد اللـه المحيسني»، معللاً ما بدر منه بما سماه «السهو والزلل» والذي هو شيمة ابن آدم، داعياً أن يكون ما صدر عنه «تذكرة لنا وموعظة في الدنيا قبل الآخرة»، في حين لم يصدر أي شيء من قبل قائد قاطع إدلب.
جاء بيان «جبهة النصرة»، بعد ساعات من إصدار المحيسني بياناً علق فيه على المحادثة، وكشف فيه «حزمة إصلاحات» لازمة قدمتها «ثلة من أهل العلم في الهيئة»، وذلك بعد أن كشفت التسريبات عن خلل وفساد فيها.
ولخص البيان «حزمة الإصلاحات» المقدمة من «أهل العلم» للجبهة، والتي اعتبروها شرطاً منهم لبقائهم فيها بثلاثة شروط، حسب بيانه وهي: إعادة الاعتبار لأهل العلم وحفظ مكانتهم بأن يكونوا مرجعية حقيقية للقادة والجنود في مسيرة الجماعة المجاهدة». ثانياً، «تفعيل ملف القضاء الداخلي وزيادة صلاحياته، وأخيراً، تشكيل لجنة بصلاحيات عالية تفوض في التصالح بين الهيئة (الجبهة) والعامة وبين الهيئة (الجبهة) والفصائل، وتنظر في ملفات السجناء دون استثناء، في المظالم المرفوعة ضد هيئة تحرير الشام، التي تعتبر الواجهة الجديدة لـ«النصرة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن