رياضة

لمسنا المجد والحسرة في عينيه بآن معاً .. غزال في حديثه لـ«الوطن»: لا أطلب لبن العصفور والميداليات هدفي

| محمود قرقورا – تصوير طارق السعدوني

لاعب الوثب العالي مجد الدين غزال لم يعد خافياً على أحد فهو الرياضي الأشهر في سورية خلال الألفية الثالثة واختير غير مرة أفضل رياضي في استفتاء لجنة الصحفيين الرياضيين.
كان جمهورنا يمني النفس بأن يكون رابع سوري يدون اسمه بين الفائزين بإحدى الميداليات الأولمبية بعد جوزيف عطية وغادة شعاع وناصر الشامي ولكن الرياح جرت عكس ما تشتهي سفن جمهورنا ومجد الدين غزال نفسه بسبب آفة المرض التي ألمت به أثناء الأولمبياد فكان الخروج من الباب الخلفي والنقد الظالم من وجهة نظر غزال نفسه مؤكداً أن الفوز بالميداليات هاجسه في كل البطولات التي يشارك بها ولو أنه يتمنى الترشيد في اختيار البطولات التي يرى ضرورة المشاركة بها لأن المشاركة الدائمة تستنفد مخزونه البدني وتؤثر في عطائه ولا يأخذ القسط الكافي من الراحة مقارنة مع غيره من المنافسين العرب والآسيويين وخاصة أنه يعاني جملة من الصعوبات ومنها نبدأ حوارنا الذي جرى بمبنى الصحيفة:

ما معاناتك مع اللعبة بشكل عام؟
الأمر الأهم الذي أصابني في الصميم وأثر في نفسيتي وضعي في خانة الاتهام عقب الأولمبياد الماضي فرغم وضعي الصحي المتردي حينها حللت سابعاً وأجزم لو كنت بكامل جاهزيتي لحصدت ميدالية وهذا حلمي المؤجل للأولمبياد القادم.
كما قلت أعاني الإرهاق من السفر الدائم وعدم ترشيد مشاركاتي، والمؤلم أني لا أتجرأ على الاعتذار عن أي بطولة أراها مضيعة للوقت خوفاً من اتهامي بالخيانة الوطنية وتضييع ميدالية على بلدي الغالي سورية، فعلى سبيل المثال سافرت يوم 2/7 من باريس إلى اسطنبول ثم إلى بيروت فدمشق ثم بيروت فدبي ثم دلهي فأوديشا وارتحت يوماً ثم لعبت في التصفيات وفي اليوم التالي النهائيات وكل ذلك من دون مدرب ويؤلمني عدم وجود طبيب مختص في وقت أشاهد خصومي يصطحبون طواقم كاملة بمجالات عدة.

هل تعتبر عام 2017 الأكثر أهمية في مسيرتك؟
بكل تأكيد فبعد خيبة أملي في أولمبياد ريو دي جانيرو لأسباب مرضية خضت العديد من التحديات وحصدت عشر ميداليات وفق التالي: ذهبيتا الجائزة الكبرى الآسيوية في الصين خلال شهر نيسان، وذهبية التضامن الإسلامي بأذربيجان خلال شهر أيار، وفضية الدوري التحدي العالمي بسلوفاكيا في حزيران، وبرونزية الدوري التحدي العالمي بتشيكيا، وبرونزية الدوري الماسي في باريس بتموز، وبرونزية بطولة آسيا في الهند في تموز أيضاً، وبرونزية بطولة العالم في لندن خلال الشهر الماضي الذي حصلت فيه أيضاً على فضية الدوري الماسي في برمنغهام وفضية نهائي الدوري الماسي في زيوريخ.

حبذا لو توضح ماهية الدوري الماسي لمن لا يعرف؟
هذه بطولة يجتمع بها الأبطال العشرة الأوائل في اللعبة سواء في بطولات العالم أم الأولمبياد والمشاركة تكون حكراً على هؤلاء الأبطال دون سواهم.

حقيقة الرقم 236 لماذا لم تتكرر؟
حققت هذا الرقم بدوري التحدي العالمي في بكين يوم 18/5/2016 وعدم تكراري الرقم أمر طبيعي، فما دمت أقفز 230 سم كحد أدنى فهذا يعني أني محافظ على الفورما الطبيعية للاعب الوثب العالي وأنا جاهز للمساءلة من الآن فصاعداً إذا قفزت أقل في حال تم تأمين جميع طلباتي التي وضعتها بين يدي المعنيين وأعظمها توفير طاقم طبي!
خلال شهر أيلول 2014 وثب معتز برشم بطل الأولمبياد 243سم وبعد ثلاثة أعوام وثب 240سم وكلنا يعلم حجم العناية والاهتمام والطواقم الطبية التي تتابعه على مدار الساعة وليس اليوم فهل هذا يعني أن البرشم متراجع؟ بالطبع لا وأنا أذهب في كبرى البطولات دون أدنى مقومات والبقية عندكم كإعلام وأسأل: لماذا الكيل بمكيالين عند الحديث عن لعبة وأخرى؟ وهل من المعقول أن يسافر منتخب كرة القدم أو السلة من دون طبيب؟

ماذا يطلب مجد من القيادة الرياضية والشارع الرياضي والإعلام؟
لا أبحث عن المال وأخاطب القيادة الرياضية مذكراً إياها بأن بطل العالم موجود والكرة بملعبها بتقديم ما يحتاجه كي يصبح بطلاً أولمبياً وأنتم الذين أطلقتم مشروع البطل الأولمبي يوماً ما.
لا أطلب لبن العصفور أو أموراً تعجيزية بقدر ما أطلب أبسط مقومات الرعاية التدريبية والطبية، فهل الوصول إلى الميدالية الأولمبية سيأتي من فراغ؟ وهل القيادة الرياضية عاجزة عن إيجاد شركة راعية لبطل يستحق الرهان عليه؟ وهل هي عاجزة عن التعاقد مع فريق طبي على قدر المسؤولية؟ ثم لماذا لا يقوم اتحاد الطب الرياضي بدوره في هذا الأمر؟
وأطلب من الشارع الرياضي عدم التسرع بالحكم على البطل الرياضي قبل معرفة أدق التفاصيل، وليعلم الجميع بأن أي رياضي سوري يبذل الغالي والنفيس في بلوغ ذرا المجد وتحقيق المراد ورفع اسم الوطن عالياً وهذا ينسحب على كل المجالات ولنا في فريق كرة القدم مؤخراً خير مثال.
وللإعلام أقول: بيدكم كل شيء لدعم الأبطال ومنحهم الروح المعنوية العالية للاستمرارية والبعد عن التشكيك الذي أؤكد عليه، وأوراقي مكشوفة ولهذا حرصت على عقد مؤتمر صحفي والإجابة بكل شفافية عن أي تساؤل.

فكرة «الوطن» بعرض كرنفالي هل أنت مستعد لها؟
تناولت صحيفة «الوطن» في زاوية سابقة بقلم الزميل مالك حمود تحدث فيها عن ضرورة مشاهدة الجمهور بأم العين لأحد أبطال الوطن خلال كرنفالات معينة وليكن نهائي كأس الجمهورية بكرة القدم مثلاً، حيث يكون الجمهور حاضراً بكثافة وخاصة أن مشاركات مجد غزال خارجية، فأكد الغزال أنه على استعداد لتنفيذ هذه الخطوة إيماناً منه بحق الجمهور عليه الذي يستحق رسم البسمة على شفاهه في كل وقت وحين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن