عربي ودولي

الإرهاب القطري عنوان لمؤتمرات أوروبية.. والسعودية تواصل اعتقالاتها

انطلقت في العاصمة البولندية وارسو، أمس، «الحركة العالمية لمكافحة إرهاب قطر»، وذلك في أعقاب مؤتمر يحمل تسمية «أوقفوا إرهاب قطر»، عقد على هامش مؤتمر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في وقت تواصل السعودية اعتقال المزيد من المعارضين.
وطالب المشاركون في المؤتمر بتجميد الأموال القطرية في جميع المصارف الأوروبية، لمنع استخدامها في تمويل عمليات إرهابية مستقبلا، وفقا لصحيفة «عكاظ» السعودية.
ودعا المؤتمر الدول الأوروبية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، على غرار ما فعلته السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 5 حزيران المنصرم، مطالبا بتشكيل محكمة جنائية أوروبية «لبحث وحصر الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها قطر بحق كثير من دول العالم»، حسبما ذكرت الصحيفة.
وفي الجهة المقابلة، ينظر قسم جرائم الحرب في الشرطة البريطانية «سكوتلاند يارد» في دعوى جنائية قدمها ثلاثة قطريين ضد عشرة من كبار المسؤولين الإماراتيين، متهمين إياهم بالمسؤولية عن اعتقالهم تعسفيا وتعذيبهم.
وأفادت صحيفة «غارديان» البريطانية بأن مقدمي الدعوى اعتقلوا فور وصولهم إلى الإمارات في العامين 2013 و2014 وقضى أحدهم أكثر من عامين وراء القضبان وتم إطلاق سراحهم جميعاً في أوائل العام 2015.
ويدعي هؤلاء أنهم تعرضوا، أثناء سجنهم، لمخالفات جسيمة، بما في ذلك الاعتداء بالضرب والإجبار على تناول المخدرات والصدمات الكهربائية والتعليق رأسا على عقب، فضلا عن الحبس الانفرادي والتهديد بالقتل.
ووجه إلى أحد هؤلاء تهمة الانتماء إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، وأجبرهم الإماراتيون، حسب قولهم، على تسجيل اعترافات وهمية بتهمة الفتنة والتشهير مقابل وعود بالإفراج المبكر، وتم بث هذه الاعترافات على شاشة التلفزيون الإماراتي عقب اندلاع الأزمة الدبلوماسية في الخليج.
في غضون ذلك اعتقلت سلطات النظام السعودي 20 شخصاً على الأقل، بينهم الداعيان البارزان سلمان العودة وعوض القرني، بحسب ما أعلن أفراد من عائلاتهم وناشطون.
وأفاد ناشطون أن الاعتقالات بدأت منذ التاسع من أيلول وشملت الثلاثاء ستة رجال دين وشقيق العودة، خالد.
ورجحت المصادر أن يكون سبب توقيف خالد العودة تأكيده عبر موقع «تويتر» الإثنين أن شقيقه سلمان تعرض إلى الاعتقال.
واعتقل الداعية البارز بعدما رحب بأول اتصال جرى بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني مؤخرا.
ولدى عودة والقرني ملايين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي. وكانا عارضا وجود قوات أميركية في السعودية خلال حرب الخليج عام 1991.
وفي السياق ذاته، منعت صحيفة «الحياة» الكاتب والصحافي السعودي جمال خاشقجي من الكتابة فيها، على ما يبدو بسبب نشره تغريدات عبر «تويتر» دافع فيها عن «الإخوان المسلمين».
وذكر حساب على «تويتر» تحت اسم «معتقل» يديره ناشطون معارضون للحكومة السعودية، أسماء 21 شخصاً على الأقل تم اعتقالهم حتى الآن، معظمهم رجال دين.
ورجح القائمون على الحساب تضاعف أعداد الموقوفين خلال الأيام المقبلة، دون أن يذكروا مصادر معلوماتهم فيما أطلقوا عريضة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.
وأشارت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إلى عدم وجود معلومات مباشرة لديها بشأن الاعتقالات، إلا أنها رجحت بأن تكون على ارتباط بمساعي ولي العهد السعودي لتعزيز سلطته.
من جهة أخرى كشفت صحيفة «عكاظ» معلومات جديدة عن الانتحاريين اليمنيين، أحمد ياسر الكلدي وعمار علي محمد، اللذين كانا يخططان لتنفيذ عمليتين انتحاريتين ضد مقرين تابعين لوزارة الدفاع في الرياض.
وذكرت الصحيفة السعودية أن الاستراحة التي كان يختبئ فيها الإرهابيان «كانت وكرا مؤقتا لتكون منطلقا لتنفيذ عمليتيهما الانتحاريتين، وكانا يتلقيان التدريب على ارتداء الحزامين الناسفين وتفجيرهما».
وذكرت أن هذا المخبأ يبعد عن وسط العاصمة ما يقارب 45 كيلومترا، وهو يقع بحي الرمال، شمال شرقي المدينة، لافتة إلى أن « العناصر الإرهابية أو الوسيط المستأجر لهما اختار موقع الاستراحة بعناية عالية، إذ حرصا على اختيار الموقع في مخطط عمراني حديث لا تكثر به المباني». وموقع هذا الوكر، «معزول وغير ملاصق لأي مبنى آخر إلى جانب قربه من ثلاثة مواقع حيوية، أحدها مقر عسكري ومجمع سكني خاص».
وكانت أجهزة أمن النظام السعودي عثرت «خلال مداهمة الوكر الإرهابي على حزامين ناسفين يزن كل واحد منهما سبعة كيلوغرامات، بالإضافة إلى تسع قنابل يدوية محلية الصنع، وأسلحة نارية وبيضاء».
وكالات

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن