سورية

«إسرائيل» تقرّ: أخفقنا إخفاقا كبيراً واستراتيجياً في سورية

| وكالات

أقرت «إسرائيل» بأنها أخفقت إخفاقا كبيراً واستراتيجياً في سورية، ولم تُحقق أيا من مخططاتها.
ونقل مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أليكس فيشمان، أمس عن مصادر أمنية وسياسيّة في تل أبيب قولها، وفق ما نقلت صحيفة «رأي اليوم» الالكترونية الأردنية: إن «إهدار إسرائيل الفرصة وإخفاقها التّام في سوريّة له تداعيات أخطر على إسرائيل، إذ أكدت المصادر أن الدول العربيّة، مثل الأردن، بدأت بالتودد لسوريّة «التي يقودها الرئيس بشار» الأسد، وهذه الدولة التي تربطها اتفاقية سلامٍ مع إسرائيل، باتت قاب قوسين أو أدنى من فتح المعابر الحدوديّة مع سوريّة، وإعادة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها».
ورأى المُحلل، أنه في السنوات الأخيرة، فُتحت الأبواب على مصراعيها أمام «إسرائيل» للتوصّل إلى تفاهمات مع الـ«دول السُنيّة» في المنطقة فيما يتعلّق بترسيخ «إسرائيل» في المنطقة مُستقبلاً، بما في ذلك التوصّل لاتفاقٍ لحلّ القضية الفلسطينيّة.
لكن المُحلل قال: إن المُستوى السياسيّ في «إسرائيل» تلاعب مع السعوديين، وانتظر وقتًا طويلاً، وكان متأكّدا من أن المُعجزة ستتحقق في سوريّة. ولكن في المحصلّة العامّة، شدّدّ المُحلل على أن الرئيس الأسد «لم يسقط»، وأن إيران وحزب اللـه باتتا قويتين، أمّا «إسرائيل» فقد سجلّت لنفسها «إخفاقاً سياسيّاً مُجلجلٍاً»، على حدّ تعبيره.
ولفت بالاعتماد على مصادره إلى نقطةٍ في غاية الأهمية، وهي أنه «كان لإسرائيل إمكانية لا تُعوّض لبناء تحالفٍ مشتركٍ مع الـ«دول السُنيّة» في المنطقة فيما يتعلّق بمُستقبل الشرق الأوسط ومكانتها فيها، ولكن، على ما يبدو، فقدت إسرائيل الدرب، وتلاعبت مع السعوديّة ومع الأردن، وقادت نفسها إلى الإخفاق السياسيّ الكبير».
وشدّدّت المصادر عينها أيضاً على أن «انتصار (الرئيس بشار) الأسد، بمُساعدةٍ من روسيا وإيران وحزب الله، وسيطرة إيران على معاقل تنظيم داعش الإرهابي، التي تمّ تحريرها من قبل الجيش العربيّ السوريّ والحلفاء، دفع دول «العالم السُنّي» إلى التفكير مجدداً في علاقاتها مع دمشق، وأكبر مثال على ذلك هو قيام الأردن وبشكلٍ علنيٍّ بالحديث عن فتح المعابر مع سوريّة، الأمر الذي يؤكّد لكلّ مَنْ في رأسه عينان، على أن هذا هو إحدى العلامات الفارقة للفشل الإسرائيليّ الكبير، وللتحالف الغربيّ بقيادة الولايات المُتحدّة الأميركيّة».
وكشف المُحلل النقاب عن أن «تحسين العلاقات مع سوريّة لا يقتصر على الدول فقط، لافتا في الوقت عينه إلى تصريحات رئيس الشاباك الإسرائيليّ، ندّاف أرغمان، بأن حماس في قطاع غزّة تعمل وبخطاً حثيثةٍ على توثيق علاقاتها مع محور إيران، موضحاً أن حركة حماس تعمل على الانضمام إلى محور المنتصرين في المعركة في سوريّة.
وأضاف نقلاً عن مصادره الرفيعة في تل أبيب: أن «الجناح العسكريّ في حركة حماس، يتلّق دعما سنويا من طهران بقيمة سبعين مليون دولار، بالإضافة إلى الدعم التقنيّ واللوجيستيّ، وتدريب كوادر وعناصر حماس على الحرب، استعدادا للمُواجهة القادمة مع إسرائيل»، لافتًا إلى أن «القيادي في الحركة، صالح العاروري، الذي طردته قطر إلى لبنان، هو الذي يقوم بتأسيس قاعدةٍ ومعقلٍ لحماس في بلاد الأرز، بدعمٍ من إيران ومن حزب الله».
وخلُص المُحلل إلى القول: إن إيران وحزب اللـه «انتصرا»، و«إسرائيل»، «فشلت فشلاً ذريعا ومُدويا وفقدت فسحة الإمكانيات لتوثيق علاقاتها مع الدول الـ«سُنيّة» التي باتت تطرق أبواب دمشق، لتجديد العلاقات معها»، بحسب تعبيره.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن