سورية

يشكّلون تحدّياً كبيراً لمجتمع الاستخبارات العالمي … «الغارديان»: الدواعش الأجانب يبحثون عن طرق للفرار من سورية

| وكالات

كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أن المئات من عناصر تنظيم داعش الإرهابي يتجمعون في إدلب شمال سورية قرب الحدود التركية، بينهم قادة سعوديو الجنسية، في محاولة منهم للفرار إلى الدول التي جاؤوا منها، الأمر الذي يشكّل تحدّياً كبيراً لأجهزة الاستخبارات الدولية والعالمية.
وبحسب الصحيفة، فإن الأسابيع الأخيرة شهدت نقل عشرات المقاتلين عبر الحدود من سورية باتجاه المدن والبلدات التركية في الجنوب، ولا تزال موجة نزوح مقاتلي التنظيم مستمرة من مناطق ما زال يسيطر عليها التنظيم في كل من العراق وسورية، بعد أن فقد التنظيم أجزاء كبيرة من الأراضي التي كان يسيطر عليها.
واعتبرت الصحيفة، أن موجة النزوح لعناصر التنظيم، ومحاولة العودة إلى بلدانهم مع أسرهم، تشكّل تحدّياً كبيراً لمجتمع الاستخبارات العالمي، الذي ينظر إلى هؤلاء المقاتلين على أنهم تهديد كبير يصعب السيطرة عليه، وأن فرص إعادة دمجهم بالمجتمع تبدو ضئيلة.
وقال المواطن السعودي المدعو أبو سعد لـ«الغارديان»، بعد أن وصل إلى جنوب تركيا: إن نحو 300 عنصر من أعضاء التنظيم السابقين، وبينهم سعوديون، تجمّعوا في شمال مدينة إدلب، التي تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» التي تعتبر جبهة النصرة الإرهابية الواجهة الجديدة لها في محاولة منهم لمغادرة سورية، «معظمهم يريدون المغادرة مثلي، لقد تعرّضنا لخداع، كما أن هناك آخرين لا يثقون بجبهة النصرة».
وتشير بعض التقديرات إلى أن عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم يُعتقد أنهم قُتلوا في المعارك التي خاضوها في الأراضي التي سيطر عليها التنظيم بعد 2014 في كل من العراق وسورية، كما أن هناك اعتقاداً بأن الآلاف من المقاتلين المحليين من تنظيم داعش قد عادوا إلى مجتمعاتهم المحلية، إلا أن أعداد المقاتلين الأجانب الذين نجوا ويتطلعون للعودة إلى ديارهم ما زال غير معروف.
مسؤولون فرنسيون، قالوا إنهم يفضّلون أن يكون المقاتلون الفرنسيون الذين انضمّوا إلى داعش قد قتلوا، وأن من بقي منهم ليس لديه خطط للعودة، وهو ذات ما تأمله الدول الأوروبية الأخرى.
ولفتت الصحيفة البريطانية النظر إلى أن الإحصائيات بشأن أعداد المقاتلين الأجانب داخل صفوف تنظيم داعش تتفاوت، إلا أنها تجمع تقريباً على أن أغلبية عناصر التنظيم هي عناصر محلية، من العراق وسورية.
وفي وقت سابق، قال نائب رئيس قسم التحديات والتهديدات الجديدة بالخارجية الروسية دميتري فيوكتيستوف، خلال مؤتمر صحفي أجراه الثلاثاء في روما، وفق ما نقل الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إنه «في السابق، تحدثنا عن أن داعش يراكم الأموال في الأراضي الخاضعة له، لكن الآن، يبدأ التنظيم، الذي على ما يبدو يشعر بهزيمته المؤكدة الوشيكة وفقدان جميع الأراضي التي قد استولى عليها، يبدأ بتحويل الأموال في اتجاه عكسي، أي إلى دول أجنبية، بما فيها أوروبية».
وتابع: «من الواضح، أن تلك الأموال ستصرف على دعم خلايا داعش هناك وتنفيذ عمليات إرهابية في تلك الدول».
وشدد فيوكتيستوف على أن التدمير المادي لبنى داعش التحتية يمثل إحدى حد الوسائل الأكثر فعالية لمكافحة تمويل نشاط هذا التنظيم، إذ إن هذا النهج هو الذي سمح بقطع الإيرادات التي كانت تحصل عليها داعش من تجارة المنتجات النفطية.
وتشير تقديرات مختلفة إلى أن الإرهابيين الدواعش فقدوا قرابة 90 بالمئة من الأبار النفطية التي كانوا يسيطرون عليها سابقا، غير أن تلك التجارة لم تتوقف بالكامل، ما يعني أن أطرافا معينة لا تزال تشتري النفط منهم، بحسب فيوكتيستوف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن