رياضة

برنامج الدوري الإسباني يقسو على برشلونة…مشكلة البرشا بدنية ومعضلة الريـال تكتيكية

سحبت الأسبوع الفائت قرعة مباريات الدوري الإسباني لموسم 2015/2016 وكالعادة العيون تتجه نحو الكلاسيكو الذي بات الأشهر في العالم خلال الألفية الثالثة، حيث لن يختلف الأمر هذه المرة عما كان عليه الحال في الموسم السابق، حيث ستكون مباراة الذهاب في برنابييه يوم الثامن من تشرين الثاني لحساب المرحلة الثانية عشرة، والإياب يوم الثالث من نيسان 2016 لحساب المرحلة الحادية والثلاثين.
وبعيداً عن الكلاسيكو الذي يشغل بال الجميع لاعبين وإعلاماً ومسؤولين في الناديين وجماهير واسعة داخل وخارج النادي، فإن الديربي الأشهر في إسبانيا بين الريـال وأتلتيكو سيقام ذهاباً يوم الرابع من تشرين الأول لحساب المرحلة السابعة بملعب فيسينتي كالديرون، والإياب يوم الثامن والعشرين من شباط 2016 بملعب برنابييه لحساب الجولة السادسة والعشرين.
أما ديربي كاتالونيا بين برشلونة وإسبانيول فيقام ذهاباً بملعب إسبانيول يوم الثالث من مطلع العام الميلادي المقبل كأولى مباريات الناديين في السنة المقبلة لحساب المرحلة الثامنة عشرة، والإياب يوم الثامن من أيار القادم لحساب المرحلة السابعة والثلاثين.

البداية والنهاية
المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز سيبدأ مشواره مدرباً للملكي من ملعب سبورتنغ خيخون أحد الصاعدين الثلاثة يوم الثالث والعشرين من آب، في الوقت الذي يبدأ فيه برشلونة رحلة الدفاع عن اللقب من ملعب بلباو سان ماميس بعد أن يكون قد واجهه مرتين على كأس السوبر الإسبانية يومي 8 و14 آب وبين مباراتي السوبر المحلية سيكون برشلونة على موعد مع منازلة إشبيلية على كأس السوبر الأوروبية يوم الحادي عشر من الشهر المقبل على أرضية ملعب بوريس ستاديوم بجورجيا.
وستقام مباريات المرحلة الثامنة والثلاثين يوم الخامس عشر من أيار حيث ينزل برشلونة بضيافة غرناطة كما ينزل الريـال بضيافة ديبورتيفو.

إرهاق برشلونة
الروزنامة المزدحمة والإرهاق أبرز ما يهدد برشلونة هذا الموسم، فتحقيق الثلاثية (الليغا ودوري أبطال أوروبا وكأس إسبانيا)، أسعد جماهير كتالونيا، لكن السؤال الجوهري: كيف سيتعامل برشلونة مع الموسم الجديد، فبعد أن شارك الفريق بأكبر عدد من المباريات الممكنة في الموسم الماضي، لم يحظَ أبرز نجوم الفريق نيمار وميسي، بفرصة التقاط الأنفاس قبل الموسم الجديد، وذلك بمشاركتهم مع منتخباتهم في كوبا أميركا 2015.
عدم أخذ قسط من الراحة بالنسبة للاعبين الأهم في تشكيلة النادي الكتالوني وعلى رأسهم ميسي ونيمار سيضع علامات الاستفهام حول مقدرة هذين اللاعبين على خوض موسم جديد بنفس القدرات طوال الموسم وعدم التعرض للإرهاق والتعب والتأثير بهذا على الفريق كله.
أمرٌ آخر يهدد برشلونة في موسمه الجديد يتمثل في الروزنامة الصعبة التي تنتظر الفريق في مسابقة الدوري الإسباني، حيث تنتظر برشلونة مواجهة أتلتيك بلباو 3 مرات فقط في ظرف تسعة أيام، فضلاً عن كون أغلب مباريات برشلونة أمام الفرق الصعبة في النصف الأول من الموسم الكروي ستكون خارج أرضه أمام اتلتيك بلباو وأتلتيكو مدريد وخيتافي وإشبيلية وريال مدريد وفالنسيا.
والحفاظ على ألقابه الثلاثة يتطلب الوضع بالحسبان أن الفريق قد يصل بنهاية الموسم لخمس وستين مباراة، حيث سيكون هذا الرقم تاريخياً لو حصل للفريق، حيث كان أكبر عدد مباريات خاضها الفريق في موسم واحد مع بيب غوارديولا في 2011/2012 برصيد 64 مباراة.
فبرشلونة سيكون أمام موعد مع 38 مباراة في الليغا، ومباراتين في كأس السوبر الإسبانية، ومباراة في كأس السوبر الأوروبية، ومباراتين في كأس العالم للأندية وأخيراً قد يكون عليه المشاركة في 22 مباراة في بطولتي كأس الملك ودوري الأبطال في حال الوصول للمباراة النهائية.
هذا الجدول الصعب الذي ينتظر فريق برشلونة الساعي للحفاظ على إنجازاته سيبقى مُحاطاً بكثيرٍ من علامات الاستفهام، فهل يستطيع برشلونة تكرار إنجازات الموسم الماضي؟ وهل سيكون رجال لويس إنريكي قادرين على التعامل مع الضغوط التي لربما تكون الأولى في التاريخ.

تكتيك بينيتيز
المباراة التحضيرية للموسم الجديد التي خسرها ريال مدريد أمام روما الإيطالي بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي تركت ملاحظات عند محبي الملكي وخاصة أنها أول اختبار لرافائيل بنيتيز كمدرب، حيث بدأت بوادر ذهنية المدرب الجديد ورؤاه، فالمثال الأكثر وضوحاً هو غاريث بيل حيث تأكد أن رافا غير مقتنع بالمركز الذي تم توظيف اللاعب فيه خلال الموسمين الماضيين على الجهة اليمنى وهو ما أدى لعدم ظهوره بالشكل الأمثل الذي تأمله الجماهير فلاحظ المتابعون حرية الحركة لغاريث بيل بانتظار أن تتحول إلى حقيقة في القادمات، ويؤكد ذلك أنه على الرغم من حضوره على الجهة اليمنى خلال بعض أوقات المباراة، إلا أنه كان يتحرك بحرية أكثر كرأس حربة متأخر خلف خيسي رودريغيز، وأبدى رافا ارتياحه للمجهود المبذول من اللاعب في مركزه الجديد.
ومن ضمن الأسماء التي لم تكن بالفاعلية الكبيرة، البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي لعب في مركزه المفضل الناحية اليسرى إلا أن فاعليته في هذا المكان بدأت في الاختفاء، ومن الممكن الاستفادة من شراسته الهجومية داخل الصندوق، فتفضيل كريستيانو للعب في الجناح الأيسر، يغلق الباب أمام حضور بديل آخر وهو بيل، الذي من الممكن أن يعطي مردوداً أفضل إذا لعب في مركزه الطبيعي، ويرى المتابعون أن الاعتماد على بيل في مركز صناعة اللعب سيجعل إيسكو خارج التشكيل فكروس ومودريتش هما المفضلان وسط الميدان،
والكولومبي جيمس رودريغيز عليه مضاعفة جهوده إذا أراد اللعب أساسياً، لأن بنزيمة الخيار الأول في الهجوم.
أما حراسة المرمى فإن استقدام كيكو كاسيا لتعويض رحيل كاسياس، مع وجود الكوستاريكي كيلور نافاس، سيغلق الباب أمام قدوم ديفيد دي خيا، الذي لا يبدو اليونايتد سيفرّط به، والعامل الأهم في الخطوط الخلفية الحفاظ على سيرجيو راموس ولو اضطرت الإدارة مساواته بكريستيانو من حيث الأجور، فجماهير الملكي لن تغفر للإدارة التفريط بكاسياس وراموس دفعة واحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن