رياضة

قصة الدوري في السنوات الخمس الأخيرة…الجيش بطل اللحظات الأخيرة ولا هبوط

كل التوقعات كانت تشير إلى أن فريق الشرطة كان يسير نحو لقبه الثالث توالياً في الموسم (2012-2013) وخصوصاً أن نتائجه في الأدوار الأولى التمهيدية كانت الأفضل وقد أظهر فيها تفوقاً واضحاً وبوناً شاسعاً عن بقية الفرق، وكانت استعدادات الفريق جيدة وعناصره الأفضل ميدانياً وإمكانياته كبيرة، واعتبر الفريق المحترف الحقيقي الذي كان ينازل على البطولات الثلاث (الدوري- الكأس- الاتحاد الآسيوي).
إلا أن الجيش فاجأ الجميع وسحب البساط من تحت قدمي فريق الشرطة في اللحظات الأخيرة، ورغم أن الشرطة لم يخسر أياً من لقاءاته بالدوري إلا أن خسارته الوحيدة في المباريات الأخيرة بالمربع الذهبي أمام الجيش صفر/1 قلب التوقعات رأساً على عقب فنال الجيش لقبه الأول في زمن أزمة الكرة السورية.

تغيير طفيف
اتحاد الكرة في هذا الموسم، وهو الموسم الأول الذي يبدأ فيه الدوري ضمن صلاحياته وقراراته ووفق استراتيجيته، على اعتبار أن الموسم الماضي استكمل فيه ما أقرته اللجنة المؤقتة التي كانت تسير شؤون اتحاد كرة القدم.
الاتحاد الكروي أقر عدم الهبوط، وأضاف فريقين إلى الدوري هما المحافظة والجهاد المتأهلين من الدرجة الثانية، كما أقر دوري الدرجة الثانية من أربع مجموعات وفتح باب المشاركة فيه بشكل اختياري وليس إلزامياً حسب ظروف الفرق وإمكانية مشاركتها، وبناء على ما سبق فقد صار عدد أندية الدرجة الأولى 18 فريقاً، وتم توزيع الفرق كالموسم الماضي على مجموعتين تجري مبارياتهما على مرحلتين ذهاباً وإياباً وتستضيف المجموعتين دمشق واللاذقية بالتناوب، فمن يلعب الذهاب بدمشق يلعب الإياب باللاذقية، والعكس صحيح.
شدد اتحاد الكرة على هبوط الفرق التي تحتل المركزين الأخيرين في الدوري، مؤكداً أن الهبوط سيتم العمل به.
مؤتمر اللعبة وافق على أغلب مقترحات اتحاد كرة القدم، لكنه أسقط دوري الدرجة الثانية من الحسابات، واعتبر هذا الموسم تحضيراً للدوري الذي يمكن إطلاقه في الموسم القادم، وأقر المؤتمر بصعود الفريقين اللذين سيحتلان المركزين الأول والثاني إلى المربع الذهبي الذي سيحسم لقب الدوري ويتوج بطله، ووافق المؤتمر على إقامة المربع الذهبي من مرحلة واحدة في دمشق، المطب الذي وقع فيه الدوري تمثل بانسحاب الفتوة والجهاد لظروفهما الخاصة، فاقتصر عدد الفرق المشاركة على 16 فريقاً.

منافس جديد
المجموعة الأولى ضمت فرق: الشرطة والحرية والمحافظة وحطين والوثبة والوحدة والجزيرة والنواعير.
الشرطة سار بالصدارة على المرتاح وأنهى الدور الأول في الصدارة بعشرة انتصارات وأربعة تعادلات.
وشهدت المجموعة وجود منافس جديد على اللقب تمثل بفريق الحرية الذي جاء وصيفاً، وكان المحافظة الوافد الجديد مفاجأة أخرى باحتلاله المركز الثالث وكان قريباً من الوصافة لولا خسارته القانونية أمام حطين (صفر/3) لإشكال إداري وقانوني.
والمفاجأة في هذا الموسم كانت بتراجع فريق الوحدة إلى أدنى مستوى فالنتائج المحققة لم تلب الطموح وزاد من أثرها خروج الوحدة من المسابقة الآسيوية أمام فريق التلال اليمني بالدور التمهيدي.
مدرب الفريق بداية كان الكابتن مهند الفقير الذي أشرف على الفريق في الذهاب وفي مباراتي كأس الاتحاد الآسيوي.
وعلى ما يبدو أن الفريق لم ينسجم مع المدرب الفقير، وثم تعيين كابتن الفريق رأفت محمد مدرباً للفريق وما زال حتى الآن في منصبه.
المجموعة شهدت نتائج عالية في أرقامها وأهدافاً مميزة من أبرزها فوز المحافظة على الجزيرة وعلى الوحدة (5/2) وفوز المحافظة على الوثبة 4/صفر وفوز الوحدة على الوثبة (4/2) وعلى النواعير (4/1 و4/صفر) وفوز الشرطة على حطين (5/1).
الترتيب النهائي للمجموعة انتهى إلى صدارة الشرطة بـ34 نقطة ثم الحرية 30 والمحافظة 27 وحطين 20 والوثبة 17 والوحدة 14 والجزيرة 12 وأخيراً النواعير بنقطة واحدة من تعادل وحيد مع حطين 1/1 وخسارته لبقية المباريات وضمن النظام تأهل الشرطة والحرية إلى المربع الذهبي وهبط الجزيرة والنواعير إلى الدرجة الثانية.

منافسة مزدحمة
المجموع الثانية ضمت فرق الجيش ومصفاة بانياس والمجد وتشرين والاتحاد والطليعة وأمية والكرامة.
نقطة القوة في المجموعة كانت بمنافساتها المزدحمة على مركز الوصيف بعد أن تربع الجيش وحيداً على قمة المجموعة، على حين فإن نقطة الضعف كانت في الكرامة الذي لم يحقق أي فوز واكتفى بثلاثة تعادلات مع الاتحاد وتشرين 1/1 ومع الطليعة (صفر/صفر).
الجيش حسم صدارة المجموعة بفوزه على كل خصومه المباشرين وخصوصاً مصفاة بانياس الذي فاز عليه ذهاباً وإياباً 3/صفر وتعادل في خمس مناسبات مع المجد وتشرين «مرتان» (صفر/صفر) ومع الاتحاد والطليعة (1/1).
وأعلى نتيجة في المباريات كانت فوز المجد على الكرامة 6/صفر وفوز تشرين على مصفاة بانياس 6/2.
وبالنهاية تصدر الجيش المجموعة وله 32 نقطة يليه مصفاة بانياس والمجد بـ24 وتقدم مصفاة بانياس لتفوقه على المجد باللقاءين اللذين جمعهما (تعادلا صفر/صفر وفاز مصفاة بانياس 1/صفر) رابعاً جاء تشرين وله 22 نقطة ثم الاتحاد 21 نقطة والطليعة 14 نقطة وأمية تسع نقاط وأخيراً الكرامة بثلاث نقاط.
بناءً عليه صعد الجيش ومصفاة بانياس إلى المربع الذهبي، وهبط أمية والكرامة إلى الدرجة الثانية.

الجيش بطل
هدف بألف هدف أوصل الجيش إلى بطولة الدوري وهو هدف سمير بلال بمرمى الشرطة في المباراة الأخيرة التي حسمت اللقب، وكان الشرطة يملك في رصيده ست نقاط من فوزين على مصفاة بانياس والحرية 1/صفر، وسجل الهدفين محمد الواكد، على حين كان رصيد الجيش أربع نقاط من تعادل سلبي مع الحرية وفوز على مصفاة بانياس 3/1 سجل للجيش أحمد كلزي ومحمد عقاد ومحمد حمدكو وسجل للمصفاة محمود البحر.
وبذلك نال أحمد الشعار لقباً جديداً له بالدوري مدرباً للجيش، على حين كان يدير كرة الشرطة الروماني تيتا بمساعدة رضوان الأبرش، وجاء خلفاً للمدرب الوطني فجر إبراهيم الذي أقيل من مهمته وفريقه بالقمة محلياً وآسيوياً!!
المركز الثالث جاء للحرية بأربع نقاط، فبعد تعادله السلبي مع الجيش فاز على مصفاة بانياس بهدفي أحمد مكسور وأيمن موسى مقابل هدف لمحمد قطايا، ولم يحقق مصفاة بانياس أي نقطة، وللذكرى درب محمد خير حمدون فريق الحرية، وكان عمار الشمالي مدرباً لفريق مصفاة بانياس
وفي صدارة الهدافين فقد تصدر لاعب المحافظة المخضرم عمر خليل القائمة بتسعة أهداف يليه كل من محمد غباش (الاتحاد) عمر خريبين (الوحدة) فراس الأحمد (الحرية) عدي جفال (الشرطة) ولكل منهم سبعة أهداف.
بالمحصلة العامة فاز الجيش ببطولة الدوري ولم يهبط أي فريق للدرجة الثانية، كما لم يصعد أي فريق من الدرجة الثانية لعدم إقامة دوري الدرجة الثانية، وأعيد فريقا الفتوة والجهاد إلى الدوري رغم أنهما لم يشاركا فيه!!

الكأس للوحدة
في الموسم ذاته كانت بطولة كأس الجمهورية للوحدة وقد عوّض به إخفاق مشاركته في الدوري، ففاز في النهائي على الجيش بهدف حمود الحمود، وكانت هذه البطولة هي الانطلاقة الأولى لفريق الوحدة نحو الاستقرار والتوازن بقيادة مدربه الشاب رأفت محمد ومن ورائه إدارة الفريق التي أرست قواعد الانطلاق نحو الأمام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن