رياضة

في مؤتمر اتحاد الكرة: كرتنا تسبح عكس التيار المنتخب نجم المؤتمر والطروحات ما زالت شخصية ومتناقضة

| ناصر النجار

من تابع مؤتمر اتحاد كرة القدم بنظرة حيادية يجد أن كرتنا تسبح عكس التيار، والسبب أن أعضاء المؤتمر كانوا في خبر كان! وتوقعنا حسب الإعداد الجيد الذي أعده اتحاد الكرة للمؤتمر أن يكون مؤتمر هذا الموسم (غير شكل) إلا أن البعض كان مصراً على إفساد جو المؤتمر عبر طروحات ضيقة أو مناقشات غير هادفة.
ومداخلات المؤتمر سادها موضوع الهبوط الذي أثاره رئيس نادي جبلة طالباً إلغاء الهبوط بذريعة الأزمة، أما مندوب الفتوة فطالب المؤتمر بالتصويت على إلغاء الهبوط، ولم نسمع أي شكوى من ناديي الجزيرة والحرية.
والحقيقة في الأمر أن كل شيء يتعلق بالهبوط هو مساس بقدسية الدوري وقوانينه والتصويت عليه أمر باطل، لأنه لا تصويت على قرار اتخذ الموسم الماضي، لأنه قطعي ولا رجعة فيه.
مندوبا جبلة والفتوة اختصرا المؤتمر بقضية الهبوط فقط، ولم يعنهما من المؤتمر إلا إلغاء الهبوط، وهذا لن يتحقق (كما قال رئيس المؤتمر) إلا بقرار من القيادات العليا.
قضية الهبوط نالت النقاش الطويل واقتطعت جزءاً كبيراً من وقت المؤتمر بلا طائل، وبالمحصلة النهائية أقر المؤتمر الهبوط لأنه قرار ملزم التطبيق، ومع ذلك أبقى رئيس الاتحاد الباب مفتوحاً إن جاء توجيه بذلك، وهنا سيتم تعديل روزنامة النشاط بأكملها.

تناقض
التناقض الذي شهده المؤتمر هو قضية فئة الشباب، اتحاد كرة القدم فرض دوري الشباب على أندية الدرجة الممتازة والدرجة الأولى حرصاً على مصلحة اللعبة أولاً لما تشكله هذه الفرق من دعم لفرق الرجال، ولكي تستمر كرة القدم بضخ دماء جديدة، وبذلك يُفرض على الأندية الاهتمام بهذه الفئة لتشكل الرديف الحقيقي لكرة القدم بعد أن انحسر عدد اللاعبين لأسباب الهجرة وغيرها، وألزم اللجان الفنية بالمحافظات بإقامة دوري للناشئين والأشبال على مستوى المحافظات.
والقضية هذه حيوية جداً لدرجة أن وسائل الإعلام كانت تطالب اتحاد الكرة بالعناية بهذه الفئة ومطالبات البعض بضرورة العناية بدوري الفئات وصلت إلى درجة النقد، لكن أعضاء المؤتمر اختلفوا فيما بينهم حول هذه المسألة، وبعضهم عارض بشدة مسألة دوري الشباب، ولو صدرت هذه المعارضة عن فرق الدرجة الأولى لكانت المسألة أخف، لكنها صدرت عن بعض أندية الدرجة الممتازة.
المعارضون لدوري الشباب تذرعوا بالكلف المالية التي قد لا تطيقها الأندية، وبعضهم تذرع بعدم وجود لاعبين شبان لديها، لكن الحقيقة التي غمز إليها البعض، أن هروب هذه الأندية من هذا الدوري جاء كي لا تنكشف حقيقتها بالدرجة الأولى، فكيف لناد يشتري لاعباً بالملايين يعجز عن رعاية فريق شاب؟
اتحاد كرة القدم سيعطي دوري الشباب أهمية خاصة بدءاً من هذا الموسم، لذلك فرضه على الدرجة الممتازة، على أن يُقام على مجموعتين، وفرضه أيضاً على أندية الدرجة الأولى وسيقام طبقاً لمجموعاتها.

قضايا أخرى
اعترض مندوب القنيطرة على توزيع فرق الدرجتين الأولى والثانية على مجموعات من دون الرجوع إلى الأندية صاحبة العلاقة، جواب اتحاد الكرة، أن التوزيع جاء استناداً للمناطق الجغرافية وحتى لا ترهق الأندية بالتكاليف المالية.
بموضوع التعاقد مع اللاعبين طالب بعض مندوبي الأندية أن يكون العقد لموسمين على الأقل.
اتحاد الكرة على لسان رئيسه رفض هذا الطلب معتبراً أنه مخالف لقوانين الاتحاد الدولي، فالاتحادات المحلية لا تفرض قيمة العقد ولا مدته، لأن العقد شريعة المتعاقدين.
طالب مندوب السويداء بضرورة زيادة العناية بكرة القدم الأنثوية وأشار إلى بعض الأخطاء الطباعية الواردة في تقرير المؤتمر حول بطولة الناشئين والسيدات.
لم يسمح اتحاد الكرة بالتعاقد مع اللاعبين الأجانب والعرب المحترفين، مع جواز ذلك بالمشاركات الخارجية فقط، ورحب بوجود لاعبين من أصل سوري بالدوري مع الأندية، والتجنيس مرفوض شكلاً ومضموناً.

المنتخب الوطني
المنتخب الوطني تصدر المؤتمر في الحديث عنه، فأشار رئيس الاتحاد الرياضي العام موفق جمعة إلى أهمية الإنجاز ببلوغ المنتخب الملحق الآسيوي، وهذا تحقق بصناعة وطنية وبجهود اللاعبين وكوادرهم ودعم القيادة، كما أشاد بالدوري الممتاز وبحسن تنظيمه وأجواء المنافسة الساخنة التي سيطرت على مبارياته، واعتبر الحضور الجماهيري الكبير دليلاً على سلامة الأوضاع وعافية البلاد، وزاد الدوري نكهه وجمالاً.
نائب رئيس اتحاد كرة القدم، أشاد بالإنجاز الذي حققه المنتخب الوطني باعتباره كالحلم، وهو يشكر كادر المنتخب الوطني السابق والحالي الذين صنعوا الإنجاز، كما يشكر جميع اللاعبين الذين قدموا أفضل ما عندهم، وأضاف: الشكر الأكبر لجمهورنا العزيز الذي وقف وقفة رجل واحد مع منتخبه الوطني وكان الصانع الحقيقي لهذا الإنجاز، وقال: نتائج منتخبنا الوطني المتميزة رفعت تصنيفه من 152 قبل عامين إلى 112 العام الماضي، ووصلنا هذا العام إلى المرتبة 75 وهو أفضل تصنيف تحققه الكرة السورية في تاريخها، ونبحث عن موقع أفضل إن شاء الله، وهذا جعل ترتيبنا العربي في المرتبة السابعة والآسيوي في المرتبة التاسعة.

بادرة جيدة
قام اتحاد كرة القدم بتكريم بعض القيادات الكروية السابقة في مقدمتهم العميد فارووق بوظو والدكتور أحمد الجبان للدور الإيجابي الذي قدماه في مراحل سابقة، وشمل التكريم توفيق سرحان الأمين العام الأسبق لاتحاد الكرة، ولاعبنا الدولي عبد القادر كردغلي من نجوم كرتنا في القرن الماضي، ووفاء لكادر المنتخب السابق تم تكريم فجر إبراهيم ومساعده أنس السباعي.
كما تم تكريم رئيس الاتحاد الرياضي موفق جمعة ونائبه ماهر خياطة، وكرمت أسرة المنتخب الوطني رئيس اتحاد الكرة صلاح الدين رمضان، وعلى صعيد الدوري تم تكريم أحمد مدنية حارس الجيش كأفضل حارس، وأسامة أومري هداف الموسم، وموفق فتح اللـه كأحسن مراقب إداري ومحسن بسمة كأحسن مقيِّم للحكام، وتم تكريم نادي الجيش بطل الدوري بمليوني ليرة سورية وتشرين بمليون ليرة سورية، وسمعنا أن هناك تكريماً قادماً للفريقين الصاعدين إلى الدرجة الممتازة (حرفيي حلب والجهاد)، إضافة إلى تكريم بطل الكأس.

مقتطفات
بعض مندوبي الأندية طالب بمعونات مالية لكون دوري الدرجة الأولى صار مكلفاً ويحتاج إلى عشرات الملايين، رئيس اتحاد كرة القدم اعتذر عن تلبية الطلب لأن المعونات من صلب اختصاص المكتب التنفيذي، وأشار رئيس اتحاد الكرة أنه ينوي إجراء عقد رعاية للدوري عبر تسويق الدوري تلفزيونياً وإذاعياً، مؤكداً أن هذا من حقه، وخصوصاً أن البعض استثمر النقل التلفزيوني والإذاعي بعقود رعاية لم يحصل منها اتحاد كرة القدم على أي شيء، وأضاف: إن هذه العوائد المالية التي سيحصل عليها الاتحاد من تسويق الدوري سيتم توزيعها على الأندية بأكملها ولا علاقة للمكتب التنفيذي بها وستكون بمنزلة الإعانة لكل الأندية.. وألمح رئيس اتحاد الكرة إلى أن عدم استقرار إدارات الأندية وتبديلها أكثر من مرة في الموسم الواحد كان سبباً مباشراً في تردي أوضاعها وهبوطها وهذا كان حال الهابطين الأربعة، محملاً مسؤولية الهبوط إدارات الأندية واللجان التنفيذية، وأكد أن الهبوط ليس نهاية العالم، وعلى الأندية أن تعيد ترتيب أوراقها من جديد لتعود إلى الدوري الممتاز بشكل أفضل.
قدم المؤتمر قبل انطلاقه ورقة تضمنت جدول الأعمال، وأخرى عن روزنامة النشاط السنوي للموسم السنوي للموسم الجديد وكراساً أنيقاً ملوناً اختصر نشاط الموسم الماضي الداخلي والخارجي.
اعترض مندوبو الدرجة الأولى على موعد بدء مرحلة الذهاب المقررة يوم 6 تشرين الأول القادم معتبرين أن الوقت غير كافٍ، وبعض الأندية تمنت ترحيل الموعد ليتسنى التعاقد مع بعض اللاعبين الذين لم يجدوا مكاناً بين فرق الدرجة الممتازة.
حدد اتحاد كرة القدم يوم الجمعة العشرين من تشرين الأول موعداً لبدء مرحلة الذهاب من الدوري الممتاز وتنتهي هذه المرحلة في 2/2/2018، وتبدأ بعدها مباشرةً مرحلة الإياب في 9/2/2018.
أرجأ اتحاد كرة القدم نصف النهائي والمباراة النهائية لكأس الجمهورية إلى ما بعد مباراتي منتخبنا مع استراليا، على أن تلعب الفرق الأربعة بطواقمها الجديدة.
دعا فادي الدباس نائب رئيس اتحاد كرة القدم أعضاء المؤتمر إلى مأدبة غداء في فندق الفيحاء.
المؤسف جداً في المؤتمر غياب أعضاء الاتحاد عن حضوره وهم: محمد كوسا– يوسف الشقة– غزوان مرعي– عماد حسن– جمعة الراشد، والمؤسف أن هؤلاء لا يتغيبون عند المهمات الخارجية، وقيل إنهم اعتذروا لأسباب مختلفة!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن