عربي ودولي

أصابع الاتهام موجهة إلى أنقرة من وراء اغتيال شرعيي «النصرة»؟

| إدلب- الوطن

حصدت حملة الاغتيالات التي تطول شرعيي تنظيم «جهة النصرة» الإرهابي، اثنين من «الشرعيين» في ثلاثة أيام اغتيلا من مسلحين مجهولين في إدلب في توقيت حساس للجبهة متزامن مع ضم المحافظة إلى مناطق «خفض التصعيد» بموجب مقررات الاجتماع السادس من محادثات «أستانا» التي اختتمت الجمعة، ما أثار الكثير من التساؤلات والشكوك حول هوية المنفذين ومغزى العملية.
وكان مسلحون مجهولون على دراجة نارية اغتالوا الجمعة سراقة المكي أحد شرعيي «النصرة» وخطيب مسجد سعد بن أبي وقاص في مدينة إدلب أثناء خروجه من صلاة الجمعة بعد ثلاثة أيام من اغتيال آخرين لزميله في الجبهة أبو محمد الجزراوي (الحجازي) في مدينة سراقب شرق المحافظة. وبيّن ناشطون في إدلب لـ«الوطن» أن شكوك تحوم حول هوية منفذي الاغتيالات، التي يتوقع أن تطال مزيداً من «شرعيي» الجبهة في الأيام المقبلة، ويرجح أنهم من ميليشيات مسلحة موالية لأنقرة وتتلقى التعليمات منها لإضعاف «النصرة» التي تلقت ضربة موجعة بانشقاق ميليشيا «جيش الأحرار»، ثاني قوة ضاربة في الجبهة عنها واستقالة عضو «الهيئة الشرعية» فيها السعودي عبد اللـه المحيسني وزميله مصلح العلياني، وذلك لدفعها لقبول مقررات «الأستانة» بنشر مراقبين أتراك في مناطق أهم معاقلها. وأوضح الناشطون أن الميليشيات المسلحة في إدلب، وخصوصاً «حركة أحرار الشام الإسلامية» التي سلبتها «النصرة» معظم معاقلها خلال معارك الشهر ما قبل الفائت، وجدت الفرصة مواتية للانتقام من «النصرة» المتهمة بتنفيذ العديد من حملات الاغتيال خلال السنتين الماضيتين ضد قياديين فيها وآخرين في ما يدعى «الجيش الحر» لإضعاف نفوذهم في إدلب التي غدت بمعظمها تحت سيطرة «النصرة».
ولفت الناشطون إلى أن المحيسني فهم اللعبة وسارع إلى الاستقالة بعد يوم من مقتل الحجازي في سراقب وقبل أن يأتي الدور عليه «لكنه ليس في مأمن وحريص على عدم الظهور إلى العلن أو التنقل جهاراً، ومن المتوقع أن يلقى مصير رفاقه الشرعيين»، بحسب قول أحدهم والذي أوضح بأن سبب استهداف «الشرعيين» هو تأثيرهم الكبير على الشارع لأن معظمهم خطباء مساجد ويتلقون التعليمات مباشرة من زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني «الذي بات في موقف لا يحسد عليه بعد قص أجنحته من الشرعيين الواحد تلو الآخر».
واستبعد ناشط آخر استهداف «شرعيي» الجبهة الذين رفضوا تصفية «النصرة» لـ«أحرار الشام» ومن غير المناهضين للتدخل التركي في إدلب، الأمر الذي يوجه أصابع الاتهام إلى أنقرة في عمليات الاغتيال الجارية.
وفي وقت تتسارع فيه الجهود الإقليمية والدولية للوصول إلى توافق حول مصير إدلب، وتسريبات عن عملية عسكرية بغطاء روسي- تركي- إيراني ضد «جبهة النصرة» الإرهابية التي تسيطر على جزء كبير من المحافظة على المحافظة، راحت الأخيرة تشعر باقتراب السيف من عنقها وتتخذ إجراءات احترازية، في حين أعلنت غريمتها ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» عن أنها تجري «مفاوضات سياسية» لحماية ما سمته المناطق المحررة.
واختتمت الجمعة محادثات «أستانا 6» وتم خلالها الاتفاق على إقامة منطقة تخفيف تصعيد في إدلب ما يعني فصل مواقع سيطرة الميليشيات المسلحة عن مواقع «النصرة».
وتتزامن محادثات أستانا مع تسريبات لعملية عسكرية بغطاء روسي- تركي- إيراني وهي الدول الضامنة لعملية أستانا على محافظة إدلب تستهدف «النصرة».
وتحدثت أمس صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ونشطاء نقلاً عن مصادر في إدلب عن «تغييرات في مقرات قيادة المسلحين بشكل مفاجئ»، من دون توضيح من المسلحين الذين يغيرون مقرات قيادتهم إن كانوا من «النصرة» أم من الميليشيات الأخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن