سورية

اعتبر أن مسار أستانا يسير لمصلحة الموقفين السوري والروسي جاموس: سيتم التركيز على «الإخوان» كهدف إرهابي بعد داعش و«النصرة»

| الوطن

اعتبر رئيس «رئيس تيار طريق التغيير السلمي» المعارض، فاتح جاموس، أن ما تمخض عنه اجتماع «أستانا 6» بشأن الأزمة السورية جاء لمصلحة الموقفين الروسي والسوري، لكنه حذر من أن الانتهاء من تنظيم داعش لا يعني انتهاء الإرهاب في سورية، بل سيكون هناك موجات عنف جديدة بأطراف إرهابية أخرى أكثر خطورة وهي «جبهة النصرة» و«الإخوان المسلمين».
وقال جاموس في تصريح لـ«الوطن» رداً على سؤال حول مدى نجاح اتفاقات تخفيف التصعيد التي أقرتها اجتماعات أستانا: «هناك انخفاض في مستوى العنف، وهناك فرصة للجيش العربي السوري»، لاستعادة السيطرة على المزيد من الأراضي.
وأضاف: «لكن عندما ننتهي من داعش لا يعني الانتهاء من الفاشية في سورية سنواجه طرفين أكثر خطورة بكثير من داعش هما «النصرة» وخاصة «الإخوان المسلمين».
وتابع «نحن بعد الانتهاء من داعش مقبلون على موجات عنف جديدة قطعاً مع طرفين آخرين خطيرني بتأثيرهم الاجتماعي، جبهة النصرة وخاصة «الإخوان المسلمين» بحكم علاقاتهم بالأطراف الخارجية».
وأعرب جاموس عن اعتقاده، بأن ما تمخض عنه اجتماع «أستانا 6» الذي اختتم يوم الجمعة الماضي «هو تعميق حقيقي للموقف الروسي السوري بتصريف الوقت من دون اتفاقات سياسية بخطط تقنية ولوجستية من أجل المزيد من الانتصارات الجغرافية والعسكرية لهذا الطرف».
وأوضح، أن مسار أستانا في الأساس «ليس مشروعاً سياسياً بل هو خطط روسية دفاعية على قضايا معقدة في سورية واتفاق أستانا الأخير هو تأكيد على فكرة تصريف الوقت تماما ونقل المعركة إلى أماكن أخرى وخلق تناقضات أخرى للترتيب مرة أخرى على أولويات الأعداء وربما يكون في المرة القادمة «النصرة» وفي المرة بعد القادمة «الإخوان المسلمين» من حيث التركيز بصفتهم طرفاً إرهابياً كما كانت داعش». وإن كان ما يتمخض عن هذا المسار لمصلحة الموقفين الروسي والسوري سيثير نقمة الأطراف الدولية الأخرى مثل الولايات المتحدة الأميركية قال جاموس: «بالتأكيد الأطراف الدولية داخلة على القصة السورية بمفاهيمها كونها قصة تقنية. وهي عندها مشروع سياسي باتجاه تلك المناطق، وهذا المشروع السياسي يتعلق بالمرحلة الانتقالية أي بالحصة السياسية».
وأضاف: «الآن أميركا تركيا.. لا يستطيعون ألا يدخلوا في عملية توافق فيما يتعلق والهدنة وهذه الأطراف تعرف اتجاه المنحى التاريخي للحسمية الروسية في سورية، والمنحى التاريخي يقول إن روسيا وسورية من الواضح أن مشروعهم يتقدم على الأرض في مواجهة الإرهاب».
وحول نظرته للحل السياسي وموعد حلوله قال جاموس «الحل السياسي ما زال ليس في المدى القريب والمنظور أبداً إلا إذا كان أحداً يعتقد أن الطرف الروسي والأميركي متفقان من تحت الطاولة وإن كانوا متفقين فهم قادرون على فرضه على كل الأطراف في سورية من دون أي نقاش وبالتالي القصة هي قصة تناقض روسي أميركي». واعتبر جاموس، أن المشروع الروسي لا يمكن انجازه «إلا بجبهة شعبية داخلية وبحوار داخلي حقيقي».
وحول الدخول التركي بقوة في اتفاق إقامة منطقة تخفيف التوتر في إدلب قال جاموس: «هذا الدخول يأتي في إطار استمرار النهج التركي في استثمار الأوراق والوقائع التي خلقتها تركيا في هذا الإطار من منظور عسكري وجيوسياسي».
وأضاف: «الطرف الكردي يأخذ الآن حجة من أجل التدخل التركي في سورية والأتراك لديهم أوراق قوية تسمح لهم بكل هذا التدخل».
وتابع: «يظهر أن هذا التدخل على تناقض مع الطرف الأميركي ولا أعتقد ذلك أبداً. هو طرف يدخل بقوة بطريقة ندية مع الطرف الروسي بكل تأكيد».
ورأى جاموس، أن الطرف التركي «سينجح في مواجهة أي مشروع كردي على الأرض السورية أي استخدامه كحجة من أجل التدخل وهذا التدخل هو له علاقة عميقة بالمطامع التركية بسورية والتي بدت بشكل واضح من اللحظات الأولى للحراك في سورية». واعتبر جاموس أن الطرف الأميركي هو أكثر خطورة على سورية من الطرفين التركي والكردي. وحول محادثات جنيف المقبلة المقررة الشهر القادم قال جاموس: «طالما هناك غياب عميق لتوافق روسي أميركي فهي ستستمر في إطار تصريف الوقت. الآن هي أيضاً من الدرجة الرابعة من حيث الأهمية مقارنة بأستانا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن