عربي ودولي

السعودية تعرض التوسط بين بغداد وأربيل.. وأردوغان سيبحث الأمر مع العبادي وترامب … المالكي: نحذر من إسرائيل ثانية في شمال العراق

حذر نائب رئيس الجمهورية العراقي نوري المالكي أمس الأحد لدى استقباله السفير الأميركي في بغداد من «قيام إسرائيل ثانية» في شمال العراق في إشارة إلى الاستفتاء المرتقب على استقلال إقليم كردستان في 25 أيلول الحالي.
وأكد المالكي في بيان بعيد اجتماعه بالسفير دوغلاس سليمان ضرورة «إلغاء إجراء الاستفتاء لكونه غير دستوري ولا يصب في مصلحة الشعب العراقي عامة ولا لصالح الكرد خاصة».
وأضاف زعيم ائتلاف دولة القانون أكبر الكتل البرلمانية: «لن نسمح بقيام إسرائيل ثانية في شمال العراق»، محذراً «المطالبين بالاستفتاء من التداعيات الخطيرة التي سيخلفها هذا الإجراء على أمن وسيادة ووحدة العراق».
وأعلن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في حزيران الماضي، الخامس والعشرين من أيلول موعداً لإجراء استفتاء على استقلال الإقليم.
لكنه مع ذلك، أوضح في مناسبات عدة أن فوز معسكر الـ«نعم» في الاستفتاء، لا يعني إعلان الاستقلال على الفور، بل سيكون بداية لمفاوضات جدية وشاملة مع الحكومة المركزية في بغداد.
وإذ دعا المالكي إلى إجراء حوار بين الأطراف المعنية لحل المشاكل القائمة استناداً إلى الدستور، طالب قادة الإقليم بـ«احترام رغبة الشعب العراقي الرافض للاستفتاء وكذلك مواقف المجتمع الدولي التي جاءت منسجمة مع التطلعات الشعبية والوطنية».
وصدق برلمان الإقليم الجمعة على إجراء الاستفتاء في موعده المقرر.
وكانت الأمم المتحدة قدمت اقتراحاً لبارزاني يقضي بالعدول عن الاستفتاء في مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق شامل حول مستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل خلال مدة أقصاها ثلاث سنوات.
ورغم أن الزعيم الكردي أعاد التأكيد السبت، أن «لا إلغاء ولا تأجيل» للاستفتاء، إلا أنه ترك الباب موارباً أمام المفاوضات قائلاً: «إذا كان هناك بديل أفضل، فأهلاً وسهلاً».
إلى ذلك كشفت رئاسة كردستان، أمس، عن عرض السعودية التوسط وتهيئة الأجواء للحوار بين بغداد وأربيل، وقالت إن الوزير السعودي، ثامر السهبان، عرض الأمر، خلال لقائه رئيس الإقليم مسعود برزاني مساء السبت.
وأبدى السهبان، وفقاً للبيان، «استعداد بلاده للوساطة، وتهيئة الأجواء لإجراء حوار بين كردستان وبغداد لحل المشاكل بين الجانبين».
من جانبه، أشاد برزاني بـ«العلاقات المستمرة بين الرياض وكردستان»، مؤكداً أن «الإقليم لم يغلق أبواب الحوار».
ومن جهة أخرى، أفاد مصدر مطلع من الحزب الديمقراطي الكردستاني، بأن الأحزاب الكردستانية اجتمعت ليل السبت في أربيل لبحث ودراسة المقترحات التي طرحها المجتمع الدولي حول الاستفتاء في إقليم كردستان العراق.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن «ممثلي الأحزاب في إقليم كردستان قد درسوا لساعات طويلة المقترحات الدولية دراسة مستفيضة، وأعدوا ورقة مقترحات ومطالب لعرضها في الاجتماع مع رئيس الإقليم مسعود برزاني والمصادقة عليها وتقديمها للوفد الدولي».
ورفض المصدر إعطاء أي تفاصيل أخرى عن مضامين الورقة المعدة من الأحزاب الكردستانية.
ويعقد المجلس الأعلى لاستفتاء إقليم كردستان اليوم الإثنين، اجتماعاً للرد على مقترح دولي كحل بديل عن إجراء الاستفتاء.
وفي السياق ذاته اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، أن استفتاء كردستان على الانفصال سيقّسم العراق، وقال إنه سيبحث هذا الأمر مع رئيس وزراء العراق حيدر العبادي في نيويورك الأسبوع الجاري.
وقال أردوغان للصحفيين قبل مغادرته البلاد متوجهاً إلى نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: إن أنقرة وبغداد متفقتان في الرأي بشأن الاستفتاء الذي سيقسم العراق، حسب قوله.
وقال الرئيس التركي: إن بغداد وأنقرة متفقتان على ضرورة المحافظة على وحدة الأراضي العراقية، مشيراً إلى رفض تركيا لعملية التوجيه الجارية لتقسيم العراق، موضحاً «سأجتمع مع بعض رؤساء الدول والحكومات، بمن فيهم رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب»، مشيراً إلى أنه يعلّق أهمية خاصة على ذلك.
ميدانياً، حررت القوات العراقية المشتركة أمس طريق الصكرة- عنه غرب محافظة الأنبار من إرهابيي تنظيم «داعش».
إلى ذلك أعلن الحشد الشعبي العراقي انطلاق عملية عسكرية مشتركة لتطهير وتمشيط مناطق شمال قضاء الدجيل جنوب محافظة صلاح الدين من إرهابيي «داعش».
(أ ف ب– روسيا اليوم– سانا- وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن