سورية

تركيا تحشد ميليشياتها للذهاب إلى إدلب

| الوطن – وكالات

تستعد ميليشيات «الجيش الحر» المنضوية في غرفة عمليات «درع الفرات» اللاشرعية بريف حلب الشمالي، للذهاب إلى محافظة إدلب عبر تركيا، لتشارك في محاربة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي تحت إشراف تركيا، وذلك بعد يومين من اجتماع «استانا6» الذي تم خلال الاتفاق على مناطق تخفيف التوتر وإقامة منطقة في محافظة إدلب.
وذكر الناطق الرسمي باسم ميليشيا «لواء الشمال»، الملقب «أبو الفاروق»، وفق ما نقلت وكالات معارضة، أمس، أن «أعدادا كبيرة من مقاتلي مختلف فصائل «درع الفرات» وبجاهزية عالية، ينتظرون الذهاب إلى إدلب».
وأوضح «أبو الفاروق»، أن الميليشيات كانت تجري استعداداتها منذ فترة شمال وشرق حلب، تحسبا لأي معركة مرتقبة غير محددة، ولكن بعد مخرجات الجولة السادسة من محادثات أستانا، حدّدت الوجهة الأولى إلى إدلب، وأنهم «بانتظار ساعة الصفر»، دون الإفصاح عن مهمتهم هناك.
وفي السياق، نقلت مصادر إعلامية معارضة عن الناطق العسكري باسم ميليشيا «الجبهة الشامية – الجيش الحر» المقدم الفار محمد الحمادين، قوله: إن «فصائل الجيش الحر المتواجدة في الشمال السوري، مستعدة لدخول مدينة إدلب».
واختتمت، يوم الجمعة الفائت، الجولة السادسة لاجتماعات أستانا حول سورية، توافق خلالها الأطراف المشاركة على تضمين محافظة إدلب ضمن مناطق «تخفيف التصعيد».
ونص الاتفاق على نشر قوات لمراقبة خفض التوتر وفقاً للخرائط المتفق عليها في أنقرة في 8 أيلول، وبموجب شروط نشر هذه القوات التي وضعتها لجنة العمل المشتركة، في المنطقة الآمنة بإدلب وأجزاء من المحافظات المجاورة لمنع وقوع اشتباكات بين الأطراف المتنازعة.
كما تضمن الاتفاق «العزم على مواصلة الحرب ضد داعش وجبهة النصرة وجماعات وكيانات أخرى مرتبطة بداعش والقاعدة داخل مناطق خفض التوتر وخارجها».
ولم يفصح «أبو الفاروق» عن مركز تجمع الميليشيات، ومن أي معبر مع الحدود التركية في حلب سيتوجهون عبره إلى إدلب، ولا حتى المكان الذي سيتمركزون فيه هناك.
وسبق أن انتقل مسلحون من «الجيش الحر» المتواجدة شمال حلب، إلى الحدود السورية التركية في إدلب، عبر معبر «باب السلامة» في مدينة إعزاز، في الـ12 من تموز الماضي، تمهيدا لبدء التدخل كـ «قوات فصل» بين «النصرة» وميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية»، اللتين اقتتلتا في مدينة إدلب وريفها.
وتأتي هذه الاستعدادات بعد يوم مع إرسال القوات التركية، تعزيزات وإمدادات عسكرية من وحدات الجيش التركي، إلى قواتها المتمركزة في لواء اسكندرون السليب بحسب ما ذكرت وكالة «الأناضول».
على خط مواز، سارعت ما يسمى بـ«المعارضة» إلى إطلاق ما سمي «المؤتمر السوري العام» بهدف تشكيل «إدارة مدنية» في المناطق التي تتواجد فيها الميليشيات المسلحة والمشمولة باتفاق مناطق تخفيف التصعيد، بذريعة الإشراف على المؤسّسات الخدمية.
ودعت اللّجنة التّحضيرية لحضور مؤتمر تأسيسي والذي تشارك فيه كافة الفعاليات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني، والمجالس المحلية التابعة للمعارضة، وتم تسمية المؤتمر بـ«المؤتمر السّوري العام».
وتهدف مبادرة «الإدارة المدنية» في إدلب إلى «اختيار ممثلين عن كافة فئات السّوريين، وتشكيل حكومة في الدّاخل السّوري، ومن كافة المحافظات السورية، من أجل استلام إدارة المؤسّسات الخدميّة، واستلام زمام كافة الأمور»، بحسب مواقع الكترونية معارضة.
وفي كلمة للعقيد الفار رياض الأسعد، خلال المؤتمر، قال موجهاً رسالة للخليج ولتركيا بصيغة التحذير، وفق ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة: إن «معركة سورية هي آخر معاقلكم بالدّفاع عن أرضكم وعرضكم، وما نسطره اليوم هو دفاع عنكم بقدر ما هو دفاع عنا».
من جهة ثانية، أبلغ رئيس الأركان التركي خلوصي أكار، السبت، نظيره الأميركي جوزيف دونفورد، أن أنقرة «لن تسمح إطلاقاً بإنشاء ممر إرهابي في المناطق الشمالية لسورية»، وذلك خلال لقائهما على هامش اجتماع اللجنة العسكرية لرؤساء أركان حلف «الناتو» في العاصمة الألبانية «تيرانا»، وفق ما نقل موقع «ترك برس» الالكتروني التركي.
وتناول أكار ونظيره الأميركي، آخر التطورات الميدانية والعسكرية في سورية والعراق، وجدد أكار استياء تركيا من دعم الولايات المتحدة الأميركية لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الذي تعتبره أنقرة الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
من جانبه جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأكيده أن تركيا لن تسمح أبداً بإقامة ممر إرهابي في المناطق الشمالية لسورية، في إشارة إلى مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن