عربي ودولي

«رايتس ووتش» تتهم إسرائيل باستخدام القوة «غير المبررة» و«المسيسة» لاعتقال أطفال فلسطينيين…الداخلية الفلسطينية تتوعد بمعاقبة المتسببين بالتفجيرات في قطاع غزة

أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية توقيف عدد من المشتبه فيهم في التفجيرات التي استهدفت ناشطين من حركتي حماس والجهاد في غزة، موضحة أنها تواصل تحقيقاتها في القضية، ومؤكدة أنها لن تتهاون في ملاحقة منفذي هذه التفجيرات.
ورأت كتائب القسام وسرايا القدس في بيان مشترك أن التفجيرات التي وقعت في غزة تحاول النيل من المقاومة خدمة لأهداف الاحتلال.
وقال البيان: إن المنفذين يضعون أنفسهم في مربع الخيانة. وتعهد الفصيلان بعدم التهاون في ملاحقة الفاعلين، وأكدا أن هذه الأفعال لن تثنيهما عن واجبهما في حماية الشعب والإعداد لمواجهة العدو.
وعلى أصوات انفجارات متعددة استيقظت غزة الأحد، الزمان واحد والمكان ذاته «منطقة الشيخ رضوان»، التي شهدت تفجير خمس سيارات بعبوات ناسفة، ثلاث منها لكتائب القسّام واثنتان لسرايا القدس. ولا تزال التفجيرات مجهولة الهوية، وخلفت دماراً في المنازل المجاورة، وقلقاً في نفوس المواطنين.
بدورها قالت وزارة الداخلية في غزة: «عناصر إجرامية قامت بالتفجير»، متعهدة بالعمل على تعقب الفاعلين ووعد بمعاقبتهم.
وأكد المقدم أيمن البطنيجي ناطق باسم شرطة غزة أن «الشرطة استطاعت الوصول إلى طرف خيط يوصل إلى الجناة الحقيقيون». وأشار إلى أن «الشرطة والأجهزة الأمنية مجتمعين حتى اللحظة لحل هذه المشكلة التي لا تزال موجودة في القطاع من حين إلى آخر».
وجاءت التفجيرات في المربع نفسه الذي قتلت فيه حماس الشهر الماضي أحد عناصر الجهادية السلفية، بصفته خارجاً على القانون، ما دفع المراقبين للتساؤل عمن يقف وراء تفجيرات اليوم، ولاسيما أنها ولأول مرة تستهدف «حماس» و«الجهاد» معاً.
ومن جانبه قال أكرم عطا اللـه محلل سياسي: إن «داعش تريد أن تنتقم من حماس وتوصل لحماس رسالة». ولفت «لكن ما علاقة الجهاد الإسلامي؟»، وأضاف: إن «هناك تساؤلات كبيرة تتطلب معرفة من هو الفاعل»، غير مستبعد «الأيادي الإسرائيلية». واستطرد قائلاً: «ولكن إذا كان من يقف خلف التفجيرات بعض ممن ينتسبون إلى داعش أو مؤيديها وإذا لم يتلقوا مساعدات من بعض عناصر حماس لا يستطيعوا أن يقوموا بالتفجيرات وحماس تدرك ذلك».
في سياق آخر اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إسرائيل أمس باستخدام «القوة غير المبررة» لاعتقال أطفال فلسطينيين تصل أعمار بعضهم إلى 11 عاماً بالإضافة إلى استخدام التهديد لإجبارهم بالتوقيع على اعترافات.
وقالت المنظمة: إن السلطات الإسرائيلية فشلت في إخطار أهالي الأطفال عن اعتقالهم أو أماكن احتجازهم مستندة إلى شهادات عدة أطفال احتجزوا العام الماضي في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين، في وقت ساد فيه توتر كبير. وحثت سارة ليا ويتسن مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الولايات المتحدة على الضغط على حليفتها إسرائيل لإنهاء ما وصفته بـ«الممارسات المسيئة». ويأتي التقرير في وقت يزور فيه وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إسرائيل.
وبحسب التقرير فإن «قوات الأمن الإسرائيلية استخدمت القوة غير المبررة لاعتقال أطفال فلسطينيين»، وتحدث عن تفاصيل تتعلق «بعمليات اعتقال مسيئة» لستة أطفال.
وأشار التقرير إلى أن قوات الأمن الإسرائيلية «قامت بخنق الأطفال وإلقاء القنابل الصاعقة عليهم وضربهم أثناء الاحتجاز وتهديدهم واستجوابهم في غياب آبائهم أو محاميهم، كما أخفقت في إخطار آبائهم بمكانهم».
وأكدت المنظمة أن وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي ردتا على الاتهامات وأكدتا أن «المسؤولين الأمنيين التزموا بالقانون في جميع الحالات، بما فيه إطلاع الأطفال على حقوقهم».
وفي شهادة لطفل يدعى راشد س. (11 عاماً) فإنه اعتقل على يد أفراد من قوة شرطة حرس الحدود الإسرائيلية في القدس في تشرين الثاني الماضي، مشيراً إلى أنهم وضعوا على رأسه كيساً أسود وقاموا بتهديده بالضرب.
واتهم الفتى بإلقاء الحجارة خلال فترة شهدت اضطرابات وتوترات كبيرة في القدس الشرقية المحتلة بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الصيف الماضي. واندلعت أعمال شغب في القدس أعقبتها سلسلة اعتقالات واسعة بالإضافة إلى هجمات بالسيارات.
وفي قضية أخرى، تحدث تقرير «هيومن رايتس ووتش» عن اعتقال الطفلة ملك الخطيب (14 عاماً) بأسلوب عنيف بشبهة قيامها في إلقاء الحجارة على طريق يستخدمه المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة.
ونقلت المنظمة عن خولة الخطيب والدة ملك، أن «أربعة جنود ضربوها بشيء يشبه الهراوة» أثناء الاعتقال حتى فقدت الوعي وبعد أن كانت «على الأرض ركلوها ووطأ أحد الجنود عنقها».
وفي جميع الحالات التي وثقتها منظمة «هيومن رايتس ووتش» فإن عائلات الأطفال أكدت أن السلطات الإسرائيلية «لم تخطر الآباء باعتقال أطفالهم واستجوبت الأطفال بغير السماح لهم بالتحدث مع أحد الأبوين أو مع محام قبل الاستجواب».
وأكد ثلاثة أطفال في التقرير أنهم قاموا «بالتوقيع على اعترافات مكتوبة بالعبرية التي لا يفهمونها، بعد أن هددهم المحققون». وأشار التقرير أن الأطفال تبولوا على أنفسهم من الخوف خلال فترات اعتقالهم وراودتهم كوابيس بعد ذلك.
الميادين – أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن