عربي ودولي

مراقبون يعتبرونها إنجازاً آخر لإدارة أوباما وهافانا ترى أنها «ختام المرحلة الأولى من تطبيع العلاقات»…عودة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوبا

بعد أكثر من نصف قرن من القطيعة، ترسخ الولايات المتحدة وكوبا عودة علاقاتهما الدبلوماسية رسمياً، مع إعادة فتح سفارتيهما في واشنطن وهافانا.
يأتي ذلك على حين يقوم الرئيس الأميركي باراك أوباما هذا الأسبوع بأول زيارة بصفته رئيساً للولايات المتحدة إلى كينيا وطن والده في محطة تشكل ذروة أسبوع دبلوماسي خصصه لإفريقيا.
وتبادلت كل من الولايات المتحدة وكوبا افتتاح السفارات أمس حيث تم فتح السفارة الكوبية في أميركا باحتفال رسمي حضره وزير الخارجية الكوبي على حين ستفتح السفارة الأميركية في هافانا من دون احتفال رسمي في انتظار زيارة متوقعة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري في الأسابيع المقبلة.
ورفع العلم الكوبي في وزارة الخارجية الأميركية مع إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بعد قطيعة استمرت نحو نصف قرن، وتمّ رفع العلم في بهو وزارة الخارجية جنباً إلى جنب مع أعلام البلدان الأخرى التي لها علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة للمرة الأولى، منذ قطع البلدان العلاقات بينهما عام 1961.
للمرة الأولى منذ 1961، رفع العلم الكوبي في سماء الولايات المتحدة الأميركية، خلال حفل شارك فيه وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز في أول زيارة رسمية لوزير خارجية كوبي إلى واشنطن، منذ العام 1959.
وفي هافانا سيتحول المبنى الذي يضم الممثلية الدبلوماسية الأميركية إلى سفارة، لكن من دون حفل رسمي، في انتظار زيارة متوقعة لجون كيري في الأسابيع المقبلة.
ويعتبر الرئيس الكوبي راوول كاسترو أن إعادة فتح السفارتين هي بمنزلة «ختام المرحلة الأولى» من عملية تطبيع العلاقات، حيث لا تزال هناك مسألة عالقة حول الحصار التجاري الأميركي على الجزيرة، الذي يعود إلى العام 1961، ويعود للكونغرس الأميركي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، اتخاذ قرار رفعه».
وتشرع خطوة فتح السفارات الأبواب أمام البحث في قضايا التعاون الثنائي، التي تشمل الطيران المدني والبيئة، ومكافحة تهريب المخدرات، ودخول الشركات الأميركية إلى السوق الكوبية.
اقتصادياً: سيحفز التقارب الدبلوماسي الثقة تجاه الشركات الأميركية التي لن يكون لديها الانطباع بأنها «في أرض مجهولة»، من دون حماية قانونية.
وفي المقابل خففت القيود عن السفر إلى كوبا، مع أن السياح الأميركيين لا يمكنهم السفر إلى الجزيرة بصفة فردية. كما سيصبح الدبلوماسيون الأميركيون أحراراً في تنقلاتهم، وسيكون بإمكانهم التقاء من يشاؤون في المجتمع الكوبي، من دون إذن من الحكومة، والأمر سيان للكوبيين في الولايات المتحدة.
وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين أميركا وكوبا إنجاز آخر سيضاف في وقت قصير لإدارة الرئيس باراك أوباما، كان سبق الاتفاق النووي مع إيران بفترة، ولكن في الحالتين تبقى للكونغرس القدرة على عرقلة هذا التقارب.
وفي سياق آخر استقبل الرئيس الأميركي أمس في البيت الأبيض محمد بخاري الرئيس الجديد لنيجيريا البلد الأكثر اكتظاظاً بالسكان وأول اقتصاد في القارة.
وسيتوجه الخميس إلى نيروبي ثم إلى أعلى الوادي المتصدع شمالاً قاصداً أديس أبابا ليصبح أول رئيس أميركي في التاريخ يزور إثيوبيا.
وقد زار أول رئيس أسود للولايات المتحدة إفريقيا أربع مرات منذ انتخابه لكن زياراته لم تشمل كينيا التي كان زارها قبل انتخابه رئيساً.
وقال أوباما: إن جولته «مهمة بالتأكيد من وجهة نظر رمزية. آمل أن يظهر ذلك أن الولايات المتحدة شريكة قوية ليس لكينيا وحدها بل لكل إفريقيا جنوب الصحراء». وسيناقش رئيساً الدولتين التجارة والأمن لكن المحادثات قد تتخذ منحى شخصياً. فوالد أوباما كان خبيراً اقتصادياً في حكومة جومو كينياتا والد أوهورو، التي قادت البلاد 14 عاماً منذ الاستقلال وحتى وفاته في 1978. وسيعمل أوباما بصورة خاصة على تعزيز حصيلة عمله في إفريقيا، بعدما انشغل منذ 2009 في مواجهة انكماش الاقتصاد الأميركي وأزمات الشرق الأوسط والإرهاب وآسيا.
وقال مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون الإفريقية جوني كارسن: إن «هذه الرحلة بالغة الأهمية للرئيس».
وسيشارك أوباما في نيروبي في قمة عالمية لريادة الأعمال، وهي مبادرة أطلقت في 2010 وسيشارك فيها آلاف من الرواد والشركات.
وفي أديس أبابا سيتطرق أوباما أمام قادة الاتحاد الإفريقي إلى غياب الديمقراطية في إفريقيا. وقد وجهت إليه أكثر من خمسين منظمة إفريقية ودولية غير حكومية بينها هيومن رايتس ووتش وفريدوم هاوس رسائل لحضه على عدم تجاهل هذه القضية.
الميادين- أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن