عربي ودولي

خطة تركية فرنسية مشتركة للرد على الاستفتاء.. ولندن تدعم بغداد على مختلف الصعد … قرار للمحكمة الاتحادية العراقية بوقف إجراءات استفتاء إقليم كردستان

قبل أسبوع من الموعد المحدد لإجرائه، أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق، أمراً بإيقاف إجراءات استفتاء إقليم كردستان العراق، المقرر إجراؤه في الـ25 من الشهر الجاري، مؤكدة أن قرار الاستفتاء غير دستوري.
وقال مدير المكتب الإعلامي للمحكمة الاتحادية العليا إياس الساموك في بيان: «عقدت المحكمة الاتحادية العليا جلستها، اليوم (أمس)، بحضور الأعضاء كافة، ونظرت في الطلبات المقدمة بوقف إجراءات الاستفتاء في إقليم كردستان وفي المناطق المشمولة بالاستفتاء».
وأضاف الساموك: «بعد المداولة ولتوفر الشروط الشكلية القانونية في الطلبات، أصدرت المحكمة أمراً ولائياً بإيقاف إجراءات الاستفتاء المنوي إجراؤه بتاريخ 25 أيلول بموجب الأمر الرئاسي المرقم (106) في 8 حزيران 2017 الصادر عن رئاسة إقليم كردستان لحين حسم الدعاوى المقامة بعدم دستورية القرار المذكور».
هذا وأكد مكتب رئيس الوزراء، أمس أن المحكمة الاتحادية وافقت على طلب رئيس الحكومة حيدر العبادي بشأن استفتاء انفصال الإقليم.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن «العبادي وجه طلباً إلى المحكمة الاتحادية بشأن عدم دستورية إجراء انفصال أي إقليم أو محافظة عن العراق، وكذلك إصدار أمر ولائي بإيقاف إجراءات استفتاء انفصال إقليم كردستان، وبناء عليه وافقت المحكمة الاتحادية على الطلب».
يذكر أن «الأمر الولائي»، هو نمط من القرارات التي يجوز للقضاء اتخاذها في قضايا مستعجلة، ويغلب على هذه القرارات الصفة الإدارية أكثر من الصفة القضائية، وهو قرار يصدره القاضي في أمر مستعجل بناء على طلب يقدم إليه من أحد الخصوم، ولا يشترط في إصداره مواجهة الخصم الآخر.
ويذكر أن أحزاباً كردستانية أعلنت في اجتماع عقدته في الـ7 من حزيران 2017، برئاسة رئيس إقليم كردستان ​مسعود بارزاني، تحديد يوم 25 أيلول الجاري موعداً لإجراء ​استفتاء شعبي​ حول انفصال الإقليم عن العراق، لكن القرار لقي رفض العديد من الدول، أبرزها ​الولايات المتحدة الأميركية​ وتركيا وإيران.
وفي السياق يعمل الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والفرنسي إيمانويل ماكرون على وضع مبادرة مشتركة للرد على الاستفتاء المرتقب على انفصال إقليم كردستان عن العراق.
ونقلت صحيفة «Haberturk» التركية عن مصادر دبلوماسية رفيعة أمس، أن أردوغان يعتزم أن يبحث مع ماكرون هذا الموضوع بالتفصيل اليوم الثلاثاء على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ليخرجا بخطة عمل على ثلاث مراحل.
وأضافت الصحيفة: إن مضمون إجراءات الاستجابة التركية سيحدده مجلس الأمن الوطني التركي خلال جلسته في 22 أيلول الحالي، إلا أن أردوغان ينوي أن يقترح لباريس، كخطوة أولى، إطلاق نداء مشترك إلى أربيل بالتخلي عن إجراء الاستفتاء المقرر في 25 أيلول.
وفي المرحلة الثانية، إذا لم تستجب القيادة الكردية للنداء، فستقوم تركيا وفرنسا بوساطة بين أربيل وبغداد في المسائل المتعلقة بتحقيق الحقوق الدستورية لشعب كردستان العراق ومصير المناطق المتنازع عليها مثل كركوك، على أساس خريطة طريق سيعملان على وضعها.
وإذا رفضت أربيل إلغاء التصويت، فإن تركيا تقترح على باريس فرض عدد من العقوبات على الكيان الكردي، ضمن المرحلة الثالثة من الخطة.
وتصر أنقرة على أن تكون إجراءات الاستجابة من قبل الطرفين مشابهة أو حتى مماثلة لبعضها. وترى أنقرة أن هذه المبادرة يمكن أن تتجاوز الإطار الثنائي، لتضم أية دولة ترغب في التأثير على قضية الاستفتاء الكردي.
وفي رسالة تسبق الاستفتاء أعلن الجيش التركي أن القوات المسلحة بدأت مناورات عسكرية على الحدود مع العراق أمس.
وأعلنت رئاسة الأركان التركية أن مناورات عسكرية انطلقت في منطقة سيلوبي- خابور، وجاء في بيان صادر عن الجيش التركي أن عملياته التي تستهدف «الجماعات المتشددة» في منطقة الحدود مع العراق ستستمر تزامناً مع المناورات. كما أعلنت طهران أيضاً معارضتها الشديدة لفكرة الاستفتاء الكردي، مهددة بقطع العلاقات وإغلاق الحدود مع كردستان حال قرار الانفصال عن العراق.
إلى ذلك وصل وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون صباح أمس إلى بغداد في إطار زيارة رسمية لبحث ملف الحرب ضد تنظيم داعش والأوضاع السياسية.
وتعهد وزير الدفاع البريطاني بمواصلة دعم بلاده للعراق على مختلف الصعد، وأثنى «على جهود القوات العراقية، ودورها المحوري في مقاتلة الإرهاب»، مؤكداً «استمرار دعم بلاده للعراق على مختلف الأصعدة»، بحسب بيان صادر عن وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، عقب لقائه فالون، أمس في بغداد.
وأكد الأعرجي خلال لقائه بفالون «أهمية استمرار التعاون والدعم اللوجستي للعراق في حربه ضد الإرهاب». وأثنى الوزير العراقي «على جهود الأصدقاء بهذا الصدد».
وبحث الأعرجي وفالون «عدداً من الموضوعات الأمنية، والعسكرية ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيزها لما فيه مصلحة تحقيق الأمن، والاستقرار ومكافحة الإرهاب»، بحسب البيان.
وذكر مصدر في وزارة الداخلية أن فالون طرح أيضاً موقف بلاده الرافض لاستفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق.
روسيا اليوم– أ ف ب– الميادين- سبوتنيك

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن