سورية

إدلب على صفيح ساخن تزداد حرارته

| الوطن – وكالات

باتت محافظة إدلب التي تسيطر عليها جبهة النصرة الإرهابية على صفيح ساخن تزداد حرارته يوماً بعد يوم في ضوء التوافق الدولي المتحقق خلال الجولة السادسة من محادثات أستانا التي اختتمت الجمعة الماضي بإعلان إقامة «منطقة خفض توتر» في المحافظة. وعلى حين بدأت الغارات الجوية السورية والروسية تستهدف «النصرة» في المحافظة، يخيم على أجواء الأخيرة الحشود التركية المتزايدة على الحدود القريبة منها.
وفي خبر لافت أمس، ذكرت صحيفة الحياة «اللندنية» المملوكة للنظام السعودي على حسابها في «تويتر» أن طائرات روسية وسورية شنت غارات على المتشددين في منطقة خفض التوتر في إدلب، بينما أوضحت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن الغارات استهدفت مواقع «النصرة» في بلدة إحسم جنوب المحافظة.
ويشير خبر «الحياة» إلى تحول في الموقف السعودي من حيث الترحيب بالغارات بعدما كانت سابقاً تزعم أن الغارات تستهدف المدنيين.
بموازاة ذلك أفادت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء بوصول «قافلة تحمل تعزيزات عسكرية تركية، الثلاثاء، إلى ولاية كليس (جنوب تركيا) الحدودية مع سورية»، موضحة أن القافلة تتألف «من ناقلات جنود مدرعة، إلى جانب شاحنة محملة بـ8 حافلات». وأكدت أن القافلة توجهت من كليس، باتجاه الشريط الحدودي، حيث سيتم نشر التعزيزات في المنطقة.
ولفتت الوكالة على أن «الشاحنات أرسلت وسط تدابير أمنية مشدّدة بمرافقة طواقم الدرك، وستعمل على دعم الوحدات المتمركزة على الحدود».
وتشير التوقعات إلى إمكانية اجتياح تركي لمحافظة إدلب بمساعدة ميليشيات مسلحة مناهضة لـ«جبهة النصرة». وفي مواجهة التهديدات المتصاعدة حرصت «النصرة» على تخويف المدنيين الذين لا تزال تتخذهم كدروع بشرية في مشهد حمل في طياته اعترافاً بارتباط «النصرة» بمنظمة الخوذ البيضاء.
ونفّذت ما تسمى «المحكمة الشرعية» التابعة لـ«هيئة تحرير الشام» التي تتخذها «النصرة» واجهة حالية لها حكماً بالإعدام بحق ثلاثة أشخاص، قالت إنهم «متورطين بجريمة قتل عناصر الدفاع المدني في مدينة سرمين بريف إدلب».
ونقلت مواقع معارضة عن نشطاء أن «المتهمين الثلاثة أعدموا الإثنين في ساحة مدينة سرمين، وسط تجمهر عدد من أهالي المدينة، حيث تم تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص». وكانت «الهيئة»، قد ألقت القبض على ثلاثة أشخاص وبثت اعترافات لهم بأنهم «قتلوا سبعة من عناصر الدفاع المدني في مركز سرمين بريف إدلب منذ نحو شهر». وقالوا إنهم فعلوا ذلك «مقابل مبلغ من المال وسط غموض عن الجهة التي دفعتهم لارتكاب الجريمة وهويتهم الحقيقية».
وتحمل عملية الإعدام، وما سبقها من حرص «النصرة» على كشف الفاعلين اعترافاً ضمنياً من «النصرة» بارتباطها بمنظمة الخوذ البيضاء، وهذا الارتباط أكدته دمشق مراراً وتكراراً على حين تتجاهله القوى الغربية إلى اليوم وتحرص على تقديم المنظمة في صورة إنسانية بحته. وتشهد مدينة إدلب وأريافها منذ فترة حالة من الانفلات الأمني الشديد حيث تشهد المنطقة العديد من عمليات الاغتيال تستهدف قياديين عسكرين وقضاة من دون معرفة الفاعلين، على حين يشير مراقبون إلى هذا الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة في ضوء الاستعدادات لعملية قد تكون دولية ضد «النصرة» وبالتالي المخاض الذي تتعرض له الميلشيات المسلحة فيما بينها من جهة وداخل هذه الميليشيات من جهة ثانية بين راغبين بفك الارتباط عن «النصرة» مخافة من الوصول إلى مصير مشابه لها، وبين راغبين بمواصلة ذلك الارتباط. في الأثناء ذكرت «الأناضول» أن 14 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة الحدود التركية عبرت أمس من لواء اسكندرون السليب نحو الأراضي السورية. وأوضحت، أن الشاحنات اجتازت معبر «جلوة غوزو» بقضاء ريحانلي جنوبي تركيا المقابل لمعبر «باب الهوى» على الجانب السوري، متجهة نحو محافظة إدلب، مشيرة إلى أن المساعدات تضم احتياجات إنسانية أساسية، وستوزع على المحتاجين في مدينة إدلب والقرى المحيطة بها. وكانت آخر قافلة مساعدات دخلت المحافظة من الأراضي التركية جرت خلال آب الفائت حيث عبرت 25 شاحنة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن