رياضة

رياضة الدراجات بين الإنجازات والمعاناة … الخضر: ما حققناه يعتبر إعجازاً والظروف لم تفرملنا

| الوطن

رياضة الدراجات من أنشاط الرياضات التي حافظت على وجودها واستمرارها، بل تطورها، ومن يفكر يجد أن هذه الرياضة فعلاً تستحق التقدير، لأن مجرد استمرارها هو إنجاز بحد ذاته إذا علمنا أن تدريباتها تجري في الطرقات وما أدراك ما الطرقات في ظل الأزمة!
والمعاناة لم تقتصر على التدريبات والبطولات وكيفية الحرص فيها على سلامة اللاعبين وأمانهم وأمنهم، بل كانت المشكلة الكبرى بتوافر قطع الغيار للدراجات فالرياضة ميكانيكية، والدراجات تتعرض للاهتراء والتلف وهي بحاجة إلى قطع تبديل بشكل مستمر وهذه مشكلة المشاكل، فالسوق استنزف هذه القطع بسبب العقوبات المفروضة على بلدنا فضلاً عن غلاء هذه القطع لدرجة الجنون.
المشكلة الأهم هي عزوف العديد من الأندية عن ممارسة اللعبة لكل الأسباب التي ذكرناها ما أدى ذلك إلى ضعف قاعدة اللعبة.
اتحاد اللعبة لم يخضع إلى هذه الظروف وعمل جاهداً على بقاء اللعبة متوهجة داخلياً وخارجياً، فلم يقطع نشاطاته الداخلية، ولم يغب عن منصات التتويج العالمية وكل ذلك بفضل إصرار القائمين على اللعبة وحرصهم على بقائها ولو بالحد الأدنى وضمن الإمكانيات المتاحة.
«الوطن» التقت محمد خضر رئيس اتحاد الدراجات واستمعت منه إلى هموم اللعبة وإلى نشاطها السنوي والإنجازات التي حققتها اللعبة على الصعيد الخارجي، وإلى التفاصيل:

النشاط السنوي
يقول الخضر: تم تنفيذ خطة الموسم بشكل كامل ولم يتبق إلا بطولة أندية الجمهورية وبطولة النخبة التي ستجري بنهاية الشهر الحالي من 28 إلى 30 بمشاركة لاعبي النخبة من كل الفئات ذكوراً وإناثاً، والاختيار يعتمد على نتائج الدراجين في بطولات هذا الموسم وستقام باللاذقية.
البطولات بشكل عام كانت جيدة وشهدت منافسات عدة، مع تطور للكثير من الأرقام المسجلة، مع الإشارة إلى وجود العديد من اللاعبين الموهوبين الصاعدين الذين يتطورون بشكل سريع.
اتحاد اللعبة لا يقتصر نشاطه على السباقات فقط، بل هناك العديد من الأمور الإجرائية والتنظيمية، والدورات الفنية للمدربين والحكام نقيمها بشكل مستمر وذلك في سبيل تأهيل كوادرنا وصقل خبراتنا.
المشاركات الخارجية
خطة النشاط الخارجي تم تنفيذها بنسبة 70% والكلام لرئيس اتحاد الدراجات، والسبب يعود إما لمشكلة عدم الحصول على الفيز، وإما لإلغاء البطولة من المصدر، كما حدث في بطولة الجزائر (مثلاً).
على العموم مشاركاتنا كانت جيدة وحققنا فيها العديد من الإنجازات المهمة، وأولى المشاركات كانت ببطولة آسيا التجريبية التي جرت بالبحرين وحققنا فيها ذهبيتين عن طريق الدراج بلال لحلح والدراج علي علي (تحت 23 سنة)، وفي بطولة آسيا التي جرت بالبحرين أيضاً جاء علي علي بالمركز 12 من أصل 60 دراجاً مشاركاً مع الإشارة إلى أن زمنه كان مثل زمن صاحب المركز الأول، والاختلاف هنا يكون بشيء بسيط حسب دخول الدراجة، فالمتسابقون الـ12 عبروا خط النهاية بزمن واحد.
وحقق الدراج أحمد بدر ويس ذهبيتين وفضية في طواف تورن سويس شلبخ بسويسرا، كما حقق الدراج نذير الجاسر المركز الأول ببطولة ستولبيرغ الدولية بألمانيا، وهذا أفضل إنجاز للجاسر هذا الموسم.
وحقق لاعب منتخب سورية يوسف سروجي الميدالية الذهبية في بطولة لبنان المفتوحة، وهذه البطولة مدرجة ضمن خطة تعاون مشترك بين الاتحادين السوري واللبناني، والمشاركة فيها مفتوحة لكل الدول من مختلف القارات.
وجود مهم واحتكاك متميز
الإنجاز العالمي المهم الذي تحققه سورية للمرة الأولى هي مشاركتها ببطولة العالم التي تجري بالنرويج عبر ثلاثة دراجين، ومجرد الوجود في هذال المحفل العالمي هو إنجاز كبير لبلدنا، ونأمل من دراجينا أن يحققوا النتائج المطلوبة.
وشارك منتخبنا في طواف سوتشي بمشاركة الدراجين الروس، وهو يسمى سباق روسيا، ونحن هنا ندرك أهمية الاحتكاك مع الروس الذين يعتبرون من أفضل الدول المتقدمة باللعبة، منتخبنا الوطني حقق العديد من الميداليات في هذا السباق، فنال مصطفى عبد القادر ذهبية الشباب وأسامة صباهي ذهبية الناشئين وأمير الحلبي فضية الشباب، ووهب نجار فضية الناشئين، ويعتبر هذا السباق من أهم السباقات التحضيرية لبطولة العالم.

صعوبات وعثرات
الصعوبات التي تعترض لعبة الدراجات كبيرة وكثيرة، أهمها ندرة وشح قطع التبديل للدراجات، ونحن نتدبر بعضها بطرق خاصة، ونحتاج إلى الدراجات، ففضلاً عن أنها مرتفعة الثمن فهي غير موجودة، وكل ذلك بسبب العقوبات المفروضة الظالمة على بلدنا، المقاطعة أثرت فينا من خلال وقف الدعم من الاتحادات النارية والدولية والإقليمية، الدعم ليس مالياً، بل هو تقني وفني وتنظيمي أيضاً، هذه العقوبات وقفت حائلاً أمام مشاركتنا في الكثير من البطولات الدولية، فلا فيز لهذه المشاركات؟
على الصعيد الداخلي يتعاون معنا المكتب التنفيذي بشكل جيد ويقدم لنا كل ما نحتاجه حسب الإمكانيات المتاحة، تبقى مشكلتنا في الأندية التي لا تمارس اللعبة في الوقت الحالي، ما أدى إلى انحسار اللعبة.
لذلك نتمنى إعادة انتشار اللعبة في المحافظات وفرضها على بعض الأندية الكبيرة القادرة مالياً، فرياضتنا لا تكلف شيئاً أمام ما يصرف على كرة القدم، نقدر شعبية كرة القدم، لكن ذلك يجب ألا يكون على حساب بقية الرياضات.

شكر وتقدير
نقدر عالياً الجهود الكبيرة التي تبذلها إدارتا المحافظة وبردى بالارتقاء باللعبة والاهتمام بها ودعمها، رغم كل المخاطر التي واجهتها التدريبات وهذا إنجاز كبير لهذه الأندية يعبر عن صمودها وعدم استسلامها للأزمة، ونرفع لهما القبعة تقديراً لأنهم مسؤولون عن الإنجازات ورفعة اللعبة وتطويرها، ونشكر إدارة نادي شرطة حماة التي أعادت رياضة الدراجات إلى صفوفها وبدأت بتقديم كل الدعم اللازم لها.
أخيراً في الخبر الأخير الذي تنفرد به «الوطن» فإنه تم تثبيت مشاركة سورية في طواف الجزائر في الشهر بعد القادم، وهو مختصر بالزمن والجولات لهذا العام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن