سورية

غارات سورية روسية تستهدف «النصرة» جنوبي إدلب.. وحشود تركية على الحدود

| الوطن – وكالات

استمر سلاحا الجو السوري والروسي باستهداف تنظيم جبهة النصرة الإرهابي الذي يسيطر على محافظة إدلب، التي تشهد حراكاً خفياً يستهدف قادة التنظيم، بالترافق مع حشود عسكرية تركية مستمرة قرب الحدود السورية، ومواصلة «الجندرما» التركية جرائمها بحق أطفال سورية. واختتمت يوم الجمعة الماضي الجولة السادسة من محادثات أستانا بإعلان إنشاء منطقة تخفيف توتر في إدلب وتأكيد محاربة «النصرة» فيها، وسط تسريبات إعلامية مستمرة تتحدث عن عملية عسكرية بقيادة روسية- تركية ستستهدف «النصرة» في محافظة إدلب، بعيداً عن ميليشيات مسلحة أخرى، إلا أن «النصرة» أطلقت بالتعاون مع ميليشيات مسلحة أول من أمس عملية واسعة بريف حماة الشمالي الملاصق لإدلب تصدى لها الجيش العربي السوري بحزم.
ووفق مصادر أهلية تحدثت لـ«الوطن»، فقد شن الطيران الحربي السوري والروسي أمس سلسلة غارات استهدفت معاقل «النصرة» في جنوبي إدلب.
وأوضحت المصادر، أن إحدى الغارات استهدفت موقعاً لـ«النصرة» على أطراف بلدة معرة حرمة أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف التنظيم الذي يتخذ من «هيئة تحرير الشام» واجهة له حالياً، على حين استهدفت غارات أخرى معاقل «النصرة» في بلدة جرجناز وأطراف بلدة البارة وفي تل منس ومدينة سنجار في ريف إدلب الجنوبي.
بموازاة ذلك استمرت حركة العمليات التي تستهدف قياديين في التنظيم، ذلك أنه قتل أمس شرعيين هما «أبو سليمان المغربي» وأبو يحيى التونسي» من قبل مجهولين في شارع الكورنيش بمدينة إدلب، الأمر الذي فسره مراقبون بأنه يعود إلى الخلاف العميق في صفوف «النصرة» بين من يتبع لمتزعمها أبي محمد الجولاني من جهة واتباع شرعيها السعودي عبد اللـه المحيسني من جهة ثانية.
وعلى تخوم المحافظة الشمالية واالشمالية الغربية كان نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواصل حشد قواته. وذكرت وكالة «الأناضول» التركية بأن الجيش التركي أرسل رتلاً عسكرياً يقل وحدات من القوات الخاصة بكامل معداته العسكرية وصل قضاء «ريحانلي» في لواء اسكندرون السليب، ثم انتقل باتجاه الحدود السورية، بهدف «تعزيز الوحدات المنتشرة على الحدود مع سورية».
جاء ذلك بعد يوم واحد من وصول دبابات ومدفعيات وناقلات جند مصفحة وآليات عسكرية وهندسية أخرى تركية، إلى المنطقة ذاتها.
ورغم تشدق الرئيس التركي رجب أردوغان بحماية المدنيين إلا أن قوات الشرطة التركية «الجندرما» واصلت جرائمها بحق السوريين.
وأكدت المصادر الأهلية استشهاد الطفل يوسف طالب عبد اللـه جراء إصابته برصاص الجندرما التركية أثناء عبوره الحدود عند خربة الجوز بريف إدلب الشمالي.
في الأثناء وبعد يوم من إعلان بريطاني رفض التعامل مع «تحرير الشام» بشكل نهائي ردت الأخيرة بالاستنكار!
وفي بيان نشرته مواقع معارضة زعمت «الهيئة» أن «موقف وزارة الخارجية البريطانية، يبتعد عن الحقيقة، وتفتقد للأدلة والبراهين، وتصب في مصلحة النظام السوري».
وواصلت الهيئة الالتفاف على طبيعتها الإرهابية بالقول: إن «الهيئة عرفت عن نفسها في أكثر من مناسبة أنها جسم ثوري مجاهد مستقل لا يتبع لأي جهة، وهدفه الرئيسي الدفاع عن أهل السنة في الشام».
وطلبت «تحرير الشام» من بريطانيا التأكد من المعلومات التي تصلها «البعيدة كل البعد عن الواقع»، بحسب البيان.
وكان ممثل بريطانيا الخاص إلى سورية، غاريث بايلي، أكد أن بلاده لن تتعامل مع «هيئة تحرير الشام».
وجاء الموقف البريطاني مشابهاً لموقف أميركي سابق أدرج «جبهة النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة، على لوائح الإرهاب في كانون الأول 2012، ووافقتها دول مختلفة بما فيها تركيا نفسها قبل أن يؤكد مبعوث واشنطن إلى سورية مايكل راتني في أيار من العام الجاري أن «النصرة» هي المكون الرئيسي لـ«تحرير الشام» محذراً من عواقب وخيمة عقب سيطرتها على إدلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن