رياضة

حلول استعراضية

| مالك حمود

احفر البئر قبل أن تعطش، إنه مثل صيني فيه الكثير من الحكمة والواقعية للتعايش مع الحياة ومتغيراتها، والرياضة جزء منها.
والواضح أن اتحاد كرة السلة فضل سياسة الهروب إلى الأمام للنهوض بكرة السلة السورية ولو بحلول وهمية وغير قادرة على تطوير سلتنا في وقتها الحالي وظروفها الآنية.
فعند ما يرتئي اتحاد اللعبة السماح للأندية المتأهلة إلى الفاينال (الدور النهائي لتحديد بطل الدوري) بالتعاقد مع لاعب أجنبي ظنا منه أن ذلك سيحدث نقلة مهمة في المستوى فإن ذلك ممكن من باب الاستعراض الذي ألفناه بالعديد من مبادرات اتحاد كرة سلتنا، ولا مشكلة في وجود اللاعب الأجنبي ولكن ليس في الفاينال فقط وإنما في دوري المحترفين (اللهم إذا كان دورياً للمحترفين)!
يا جماعة الخير سلتنا بغنى عن هذه الأفكار العجيبة في وقتنا الحالي، فكم ناد بمقدوره التعاقد مع لاعب أجنبي؟
وهل الحكمة في التركيز على أندية النخبة المتأهلة للفاينال فقط؟ وماذا عن البقية؟ وماذا أعددتم لها؟
ليعلم القائمون على كرة السلة السورية أن سلتنا في خطر، وعندما يذكر في التقرير السنوي المقدم للمؤتمر الأخير للعبة أن عدد الأندية التي شاركت في المسابقة الأخيرة كان (16) نادياً من مختلف الدرجات.! فذلك رقم مرعب بكل المقاييس!
وإذا كانوا يعتبرون ذلك إنجازاً فليتذكروا أن سلتنا قبل الأزمة بسنوات شهدت في أحد المواسم مشاركة (16) نادياً في دوري المحترفين عندما أقيم الدوري آنذاك بطريقة المجموعتين (الفيحاء والشهباء).! على حين كان لدينا العدد نفسه أو أكثر منه في أندية الدرجة الثانية وبعدد أكبر في أندية الدرجة الثالثة! على حين تتغنى قيادتنا السلوية اليوم بذلك العدد المخجل، وتأتي بعدها لاقتراح السماح لأندية الفاينال بلاعب أجنبي وفوقه لاعبون إضافيون بعقد الثقة، ومن ثم أين ذهبت قاعدة اعتماد (6 لاعبين أعمارهم تحت 24 سنة) فالفريق الذي لديه (6) لاعبين أعمارهم فوق الـ(24) سنة ويضاف إليه (3) لاعبين بعقد الثقة والأجنبي، فلا أظنه أنه سيعطي الدور للاعبين الشبان، وهذا ما أثبتته مباريات الفاينال حيث كان اعتماد كل فريق على عدد محدد من اللاعبين، وأكثر ناد إشراكا للاعبين بالكاد كانت المشاركة لديه بـ(8) لاعبين في المباراة أو لاعب تاسع كحد أقصى فأين ذهب دور الشباب إذا؟
لم ولن تتطور سلتنا مادامت عيون اتحاد السلة وتركيزه على سلة النخبة، فالنهوض بالبنيان بحاجة لتمتين الأساس والتركيز على القاعدة، فأين قاعدتنا السلوية وسط ذلك الانحسار والسبيل إلى الانكسار والانهيار؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن