رياضة

محمد الحلو لـ«الوطن»: قبلت تلبية للنداء ونحتاج إلى المال لنبقى بين الأقوياء

| حلب – فارس نجيب آغا

على هامش الاجتماع التي أقامته اللجنة الفنية بحلب لمندوبي الأندية بغية شرح مفصل حول الرزمانة التي أقرها الاتحاد العربي السوري لكرة القدم للموسم الجديد (2017/2018) استغلت «الوطن» الفرصة من خلال دردشة مع عضو مجلس إدارة نادي الحرية ومشرف الكرة الكابتن محمد الحلو لنقف على آخر التطورات في كرة الأخضر وخاصة بعد هبوط الفريق لأندية الدرجة الأولى في حادثة ليست فريدة بل هي تكرار واستمرار لخيبات مجمل السنوات الأخيرة التي عاش فيها البيت العرباوي من الانقسامات والشللية مع ضرب من تحت الحزام لبعض أصحاب النفوس الضعيفة الذين فشلوا بدخول البيت من بابه الأمامي فكان ردهم بحرب داحس والغبراء على أمل الإتيان بتوليفة يستفيدون منها لاستعادة أمجادهم الغابرة وقصص الفساد التي مازالت حاضرة في أذهان جميع أبناء النادي.

مؤسف جداً ما يشهده هذه الصرح الرياضي من فئة تضاربت مصالحها بعدم حضور مشغليها وهي باتت كل يوم تدس السم في العسل وتخلق المشاكل وكأنهم أنبياء لا يخطئون مع مهاترات معيبة على المواقع لمن بات عارياً بعد قرار فصله من منظمة الاتحاد الرياضي العام والأخبار الأخيرة تفيد عن عودته من دمشق بصك البراءة بعد توسلات على باب المسؤولين ودموع التماسيح التي انهمرت على بلاط مبنى الاتحاد الرياضي، ومع عودته لحلب عاد ليهدد ويتوعد مجلس إدارة الحرية بكلمات معيبة تبتعد عن اللباقة، وطالما تلك الشريحة تفتك بالشرفاء فلن يقوم النادي ولن يتمكن من الوقوف على رجليه.

واقع صعب
سألنا في البداية الكابتن الحلو عن وضع الفريق الأول وخاصة بعد هبوطه لأندية الدرجة الأولى وهل فعلاً تمت تسمية الجهاز الفني الجديد وبشيء من المراوغة حاول عدم الإجابة معتبراً عدم خروج مجلس الإدارة بأي قرار وقد تم تكليف المدرب إدريس ماردنلي مؤقتاً قيادة الحصة التدريبية للفريق وبعدها يحلها ألف حلال، وفي سياق الحديث أعرب عن أسفه لما آلت إليه الأمور وهو اليوم يعمل على الفريق حسبما يتاح له في ظل تقشف مالي مرعب يجعلك مربط الأيدي ويصعب حيال ذلك حدوث أي انتدابات عليها القيمة.

صفقة جيشاوية
وفيما يخص قصة لاعب منتخبنا الوطني أحمد أشقر اعترف بالتنازل عنه لمصلحة فريق الجيش رغم أن اللاعب تبقى له موسم من عقده ولكن نظراً لظروف النادي الصعبة فقد حدثت صفقة بين الجانبين من خلال تنازل نادي الحرية عن اللاعب وقيام نادي الجيش بدفع مبلغ مالي محترم وبعض التجهيزات الرياضية فضلاً عن مراعاة ظرف عدد من لاعبينا وتقديم العون لهم في تفريغهم أو تأجيلهم كل حسب وضعه، وما أقدمنا عليه كان طبيعياً في ظل عدم تمكنا من تذليل تلك المعوقات أمام لاعبينا وبالنهاية كل ما تقدم يصب بمصلحة اللاعب والنادي وغير هذا الكلام غير مقبول ونحن لم نأت لنقيم صفقات من تحت الطاولة ومن يتحدث فكلامه مردود عليه ولا نعمل بالظل بل على العلن ولسنا مختبئين خلف إصبعنا فلا شيء نخفيه على جماهيرنا.

مهمة مستحيلة
عدنا إلى الخلف قليلاً خلال الحوار وسألته لماذا قبلت بالمهمة وأنت تعلم أن الفريق بات قاب قوسين أو أدنى من الهبوط علماً أن المهمة عرضت عليك سابقاً واعتذرت عنها ومع قليل من الابتسامات قال: عندما تتصل بك القيادة السياسية والرياضية وتضع ثقتها بك وتترك لك حرية العمل دون أي تدخل ويعلمونك أنك الوحيد الذي يجب أن تلبي النداء لناديك الجريح فعندها لن تستطيع الاعتذار مع كثير من الضغوطات ولن تتأخر فبيتك الثاني الذي تربيت فيه يحتضر أمامك وحضورنا كان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه على أمل الهروب من الهبوط رغم أن المهمة كانت شبه مستحيلة وحدث ما حدث.

زمن الاحتراف
في سؤال ربما محرج حول الوضع الإداري لم يخف الكابتن محمد الحلو الحقيقة مشيراً لعدم وجود أي إشكاليات بين الأعضاء ولكن هناك شيئاً من (البخل) فكرة القدم بحاجة إلى أموال ولن تسير الأمور من دون دفع مقدمات عقود ورواتب للاعبين وغير ذلك معناه أنك تعمل في حقل من الألغام وتنتظر حتفك بظل وجود أندية تنفق عشرات الملايين على فرقها، وكرة القدم لم تعد تعترف بالعواطف ولا شيء اسمه ابن النادي لأن ذلك ولى منذ زمن والاحتراف خرب الدنيا وأغرق الأندية في السنوات الأخيرة نظراً لعدم وجود واردات تستطيع من خلالها سد مكامن العجز الحاصلة والوضع حالياً متقلب وفي حال عدم صرفك على الفريق لن تحقق ما تصبو إليه.

رحيل وبقاء
قاطعناه خلال حديثه قائلين: هذا يعني أنكم لن تستقدموا لاعبين من خارج النادي فكان رده طبعاً يصعب تحقيق ذلك حيال عدم توافر السيولة وسنلعب بمن حضر من أبناء النادي وهذا حالنا بكل صراحة فنحن نعيش واقعاً لن نخفيه وأنا شخصياً تكلمت مع اللاعبين فمن يود الرحيل فلن أقف بطريقه ولن أقطع برزقه في حال رغبته بالمغادرة وتركت الباب مفتوحاً لكل اللاعبين لأن الوضع بات صعباً وظرف البعض منهم يحتم عليك عدم إجبارهم على البقاء فمن لا يرغب باللعب معك فسيطلق سراحه مع وضع أولوية النادي أولاً من حيث المنفعة المالية.

نهضة نوعية
وعما تلوكه بعض الألسن التي فشلت بدخول النادي من اتهامات ونسج بعض الروايات هنا وهناك ضد مجلس الإدارة قال: هذا لا يهم فهم مكشوفون ونحن نعمل بكل وجدان وضمير وضمن ما يتاح لنا ولن نصنع المعجزات فواقع الحال يجعلك شبه مشلول وما يدخل صندوق النادي لا يكفي لتغطية نفقات كل الألعاب ومن يرغب بنهضة نوعية فيجب أولاً توفير الأموال ووضع استراتيجية عمل لسنوات مع إيلاء الناحية الاستثمارية الأهمية لأنها ستدر عليك الأموال وهي عصب الرياضة ووقودها، ونحن نرحب من جهتنا بكل من يرغب بمد يد العون لنا وأبواب النادي مفتوحة أمام الجميع ويكفي مشاحنات وخلافات وآن للبعض أن يستفيق من أوهامه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن