رياضة

ذكريات منتخب سورية في كأس القنيطرة 1974 .. أداؤه رفيع ونتائجه مثالية وركلات الترجيح عاندته

| محمود قرقورا

نعيش غداً ذكريات افتتاح بطولة كأس القنيطرة 1974 عندما ارتأت القيادة الرياضية السورية ذاك الوقت مدعومة بقرار رئاسي استضافة البطولة إحياءً لذكرى تحرير مدينة القنيطرة بمشاركة عشرة منتخبات عربية إضافة لمنتخبنا، مع غصة غياب منتخبي العراق والكويت أول فارسين عربيين في نهائيات أمم آسيا.
بطولة كأس فلسطين استحدثت عام 1972 على أمل قيامها سنوياً فجرت 1972 في العراق وفازت بها مصر و1973 في ليبيا وفازت بها تونس وعام 1974 استعيض عنها بكأس القنيطرة (البطولة التي نحن بصددها) وفازت بها المغرب و1975 في تونس وفازت بها مصر، ثم غابت لتقام على مستوى منتخبات الشباب قبل الانقراض نهائياً.
استعد منتخبنا لبطولة كأس القنيطرة بمباراتين وديتين خلال شهر آذار من العام المذكور إضافة لبعض المذاكرات المحلية، الأولى أمام منتخب السعودية في الرياض يوم الثالث من آذار وانتهت 1/1 وسجل عبد الغني طاطيش من ركلة جزاء، والثانية بدمشق مع الصين احتفالاً بذكرى ثورة الثامن من آذار وفاز نسور قاسيون بهدف جوزيف شهرستان كآخر أهدافه مع منتخب سورية الأول وأشرف على المباراتين المدرب موسى شماس، ومن بعدها لم يلعب المنتخب أي مباراة دولية مدة ستة أشهر ونصف الشهر وهذا أمر غريب لا يتوازى مع منتخب مقبل على استضافة حدث كروي جلل.

مجموعتان
وُزعت المنتخبات المشاركة على مجموعتين ضمت الأولى: سورية وفلسطين وليبيا والسودان واليمن الشمالي، في حين ضمت الثانية المغرب وتونس ومصر والجزائر ولبنان والأردن فيتأهل الأول والثاني من المجموعتين على أن يقام الدور نصف النهائي بطريقة المقص، واستقبل الجمهور الكروي السوري المنقسم حينها بين مشجع متيّم بنادي الشرطة وآخر مُغرم حتى الثمالة بنادي الجيش استقبل البطولة كمن يستقبل محبوبته ليلة زفافه لكونها أول بطولة دولية بكرة القدم تستقبلها سورية على صعيد المنتخبات، فأثبت منتخبنا أنه قادر على مقارعة منتخبات عرب إفريقية والتتويج بالكأس، وبدا ذلك حقيقة ممكنة لولا ركلات الأعصاب التي اختارت منتخب المغرب الذي أحرز لقب القارة السمراء بعد سبعة عشر شهراً وهو الذي كان حاضراً قبل أربعة أعوام بين ستة عشر منتخباً في كأس العالم، وبدا نسور قاسيون على ندرة مبارياتهم التحضيرية أقوياء بما فيه الكفاية لمعانقة الكأس، انسجاماً وأسماء لامعةً وإمكانات فردية خلّاقة وتشجيعاً جماهيرياً حضارياً وإليكم رحلة المباريات بالتفصيل:

الكلمة للمدافعين
جاء البداية يوم 26 أيلول واعدة ولو على حساب منتخب فلسطين الذي ينحدر أغلب لاعبيه من الدوري السوري ومن بينهم الشقيقان يوسف وإسماعيل تميم اللذان سبق لهما اللعب مع منتخب سورية (ولا أدري إن تكررت هذه الحالة عبر التاريخ) واتسمت المباراة بالندية وانتهى نصفها الأول كما بدأ ولكن المنطق فرض نفسه في الثاني لتطرب الجماهير على المدرجات، والفرحة رسمها المدافعان الصلبان محمود طوغلي ورياض أصفهاني، الأول مستغلاً مشاركته بإحدى الكرات الركنية، والثاني بعد قيادته هجمة عنترية متخطياً أكثر من لاعب قبل تبادل الكرة مع نبيل نانو مسدداً في شباك رياض مراد أحد نجوم المباراة، وفرسان سورية افتتاحاً: جورج مختار ورياض أصفهاني ومحمود طوغلي وإبراهيم محلمي وفاروق سرية ومحمد خير ضاهر وعبد الغني طاطيش ونبيل نانو وأيمن مطعمة (عبد السلام سمان) وجوزيف شهرستان (عزام غوتوق) وسمير سعيد.

تأكيد القوة
في المباراة الثانية بعد يومين بمواجهة ليبيا حقق منتخبنا الفوز 2/1 بفضل نبيل نانو ورضوان سرور مؤكداً قوته وعزمه على المضي نحو أبعد نقطة، ورغم الفوز فقد أكد المدرب الوطني لطفي الكركوكلي وقتها أن المنتخب الليبي ليس سيئاً وتوقّع مستوى أفضل من اللاعبين! ولاعبو سورية يومها: جورج مختار ورياض أصفهاني ومحمود طوغلي وإبراهيم محلمي وفاروق سرية ومحمد خير ضاهر وعبد الغني طاطيش ونبيل نانو (عزام غوتوق) وسهيل لطفي وعبد السلام سمان وسمير سعيد (رضوان سرور).

ضمان التأهل
في المباراة الثالثة أمام السودان يوم 2/10 استمر نسور قاسيون في رسم البهجة على محيا جماهيرهم بالفوز بهدفين سجلهما رضوان سرور وبديله عزام غوتوق فكان التأهل قبل المباراة الختامية الأسهل بمواجهة اليمن، وفرسان الفوز هم: جورج مختار ورياض أصفهاني ومحمود طوغلي وإبراهيم محلمي وفاروق سرية ومحمد خير ضاهر وعبد الغني طاطيش وسهيل لطفي وعبد السلام سمان ورضوان سرور (عزام غوتوق) وسمير سعيد.

فوز متوقع
آخر مباريات الدور الأول كانت أمام اليمن الشمالي بعد يومين وفيها تأكدت صدارتنا بالعلامة الكاملة إثر الفوز 6/صفر رغم إراحة نصف اللاعبين الأساسيين تحسباً للقاء نصف النهائي، وفي تلك المباراة لعب هيثم برجكلي في الشوط الثاني مباراته الدولية الأولى وسجل هدفه الدولي الأول وكان الهدف الرابع في مستهل الشوط الثاني بعدما سجل أيمن مطعمة الهدف الأول (هدفه اليتيم دولياً) وعزام غوتوق الهدف الثاني ورضوان سرور الثالث في الشوط الأول، وفي الثاني سجل أيضاً عزام واختتم إبراهيم محلمي الحصة التدريبية والتشكيل يومها: جورج مختار ورياض أصفهاني (غسان صطيفو) ومحمود طوغلي وإبراهيم محلمي وحسن درويش وفيصل النمر وشاهر كسكين وأيمن مطعمة (هيثم برجكلي) وعزام غوتوق ورضوان سرور وسمير سعيد.

مباراة الثأر
ترافق يوم 7/10 مع احتفالات شعبنا بذكرى حرب تشرين وعنوانه الثأر من نسور قرطاج الذين فازوا على منتخب سورية قبل 14 شهراً على الأراضي الليبية 4/1 في الدور الأول و4/صفر في النهائي، وجاءت المباراة صعبة خلال الوقت الأصلي قبل الفوز باقتدار خلال التمديد فسجل نسور قرطاج هدفاً مبكراً في شوط هو الأسوأ للاعبي سورية في البطولة، ولكن الصورة تبدلت في الثاني عندما سجل سهيل لطفي التعادل، وفي الوقتين الإضافيين كان الحرص على الفوز وتجنب ركلات الترجيح وبالفعل سجل هدفين بفضل محمود طوغلي وسمير سعيد، وشارك في تلك المباراة: جورج مختار وفاروق سرية ومحمود طوغلي ورياض أصفهاني وإبراهيم محلمي ومحمد خير ضاهر وعبد الغني طاطيش وعبد السلام سمان (عزام غوتوق) وسهيل لطفي (أيمن مطعمة) ورضوان سرور وسمير سعيد.

المباراة النهائية
الهم والاهتمام السوري كان مباراة التتويج التي رعاها رئيس البلاد وقتها حافظ الأسد شخصياً يوم 9/10 ولم تكن النهاية كما يشتهي جمهورنا الذي ملأ مدرجات ملعب العباسيين رغم البداية المثالية بهدف مبكر وقّعه عزام غوتوق، ثم أدرك المنتخب المغربي التعادل في الشوط الثاني عن طريق نجمهم الأول في السبعينيات وهدافهم التاريخي فرس أحمد فتربع على عرش هدافي البطولة بسبعة أهداف، واستمرت أنصاف الحلول حتى نهاية الـ120 دقيقة فكان لا بد من فائز بموجب ركلات الترجيح التي اختارت المغرب، وفي الترجيح سجل طاطيش ومحلمي والنمر وأهدر سمان وسرور على حين سجل للمغرب نجاح أحمد والصفوي أحمد وفرس أحمد وإدريس وديش وأضاع العربي حردان، ولاعبو سورية في النهائي هم: جورج مختار وفاروق سرية ومحمود طوغلي ورياض أصفهاني وإبراهيم محلمي ومحمد خير ضاهر (فيصل النمر) وعبد الغني طاطيش وأيمن مطعمة (عبد السلام سمان) وعزام غوتوق ورضوان سرور وسمير سعيد، وأشرف على المنتخب المدرب الروماني بيتر رادوليسكو بمساعدة الوطني لطفي كركوكلي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن