قضايا وآراء

سورية في الأمم المتحدة… كلام الصامد المنتصر

| ميسون يوسف

متسلحاً بما حققه الجيش العربي السوري وحلفاؤه الصادقون الأوفياء من انتصارات كانت حلقتها الأخيرة في دير الزور، وقف وزير خارجية سورية في الأمم المتحدة ليؤكد حقائق حاول الغرب طوال سبع سنوات طمسها وطرح نقيضها ليجعلها حقيقة، لكن سورية التي عرفت كيف تخوض معركتها الدفاعية في الميدان وبالحديد والنار لا تقل براعة في معاركها الدفاعية الدبلوماسية والسياسية، ولهذا جاءت كلمته في الأمم المتحدة قوية صريحة واضحة أجابت عن كثير من الأسئلة ونسفت الكثير من الأحلام والأوهام لدى البعض وأكدت على ثوابت السياسة السورية التي لا يمكن أن يترك لأحد فرصة العبث بها. فسورية متمسكة بوحدتها في كل العناوين الجزئية لهذه الوحدة فلا تخلي عن وحدة الأرض أو الشعب أو أي عنوان وطني آخر، وكل مشروع أو مناورة تنتهك هذه الوحدة ستكون مرفوضة وتقاوم حتى تسقط مهما كانت الجهة التي تطرحها. فسورية معتدى عليها من قوى أجنبية خرقت القانون وتجاوزت المبادئ، لكن سورية رغم حجم العدوان استطاعت مع أصدقاء وحلفاء صادقين أوفياء أن تصمد صموداً أسطورياً قل نظيره في التاريخ وهي الآن باتت على مشارف إعلان الانتصار النهائي بعد هذه الحرب المريرة القاسية الظالمة التي استهدفتها بكل مكوناتها، فهي قاتلت الإرهاب بكل وجوهه وانتصرت عليه في حين من ادعى قتال الإرهاب كان منتجاً للإرهاب مستثمراً به. وسورية لأبنائها وقرارها ملك شعبها والسوريون وحدهم يقررون لأنفسهم ولا أحد له أن يقرر عنهم، لأجل هذا قاتلت سورية وبهذا انتصرت ومن ثم فإن مستقبل سورية يصنعه السوريون وحدهم، وعلى العالم كله أن يعي هذه الحقيقة لأن سورية لن تتنازل عن ذرة منها فسيادتها وقرارها المستقل أمور جوهرية أساسية في بنيتها لا تفريط بها. إن سورية قوية بذاتها وبشعبها وقيادتها وجيشها، وقوية بحلفائها، وهي قادرة على حماية نفسها مهما كانت أحجام العدوان عليها، وسورية بهذه القوة لن تقبل أن يكون على أرضها إلا من يدخل من باب رضاها وموافقتها وإلا عدّ عدواً محتلاً يستوجب المواجهة حتى يخرج، ومن يطمح لقواعد عسكرية يقيمها على أرض سورية عليه أن يفهم الرفض السوري ويتعامل مع الأمر على أساسه. هذه هي سورية القوية المنتصرة التي أصغى العالم لكلمتها من على أعلى منبر دولي، حيث أكد وجودها هناك، وبهذا الزخم وتلك القوة كم كان حجم النصر كبيراً وكم كان الصمود السوري رائعاً ومهماً في عالم لا يفهم إلا القوة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن