ثقافة وفن

ع الطالع والنازل! …على مائدة التلفزيون!

دعيت ذات يوم، قبل الأزمة طبعا، إلى مائدة تلفزيونية عامرة، وكنا ثلاثة صحفيين من خارج التلفزيون نجلس على طاولة واحدة، فتقدم منا صاحب الدعوة المدير العام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وقتها السيد معن حيدر، وجلس معنا لدقائق مرحبا، وبعد أن تعرف علينا، قال لي:
أنا أقرأ لك، وما كتبته قبل سنة عن مديري الإنتاج جعلنا نقيم دورة اختصاصية لإعادة تأهيل بعضهم! وإذا كان السيد حيدر يتذكر ذلك، يمكن أن يعرف من يكتب هذه الزاوية، وهو الآن يعمل معاونا لوزير الإعلام.. المهم، كانت زاويتي مشحونة بالمعطيات والغضب من أن يكون مديرو الإنتاج، ومدير الإنتاج هو واحد من أهم عناصر العمل التلفزيون، لا علاقة لهم إلا بالفواتير.
كان ذلك موقفا مهما من إدارة الإذاعة والتلفزيون عندما لم تجد أي رد على مقال صحفي سوى إقامة دورة إعادة تأهيل، وهو خير رد على نقد!
ومنذ ذلك الوقت لم أدع، والحمد لله، لموائد التلفزيون وحفلاته، اللهم إلا احتفالية عيد التلفزيون في الذكرى الخمسين التي أدهشتنا فعلا وجعلتنا نصفق طويلا ونبحث عن البروشور لنتعرف على أن الفنان الكبير أيمن زيدان مخرج الاحتفالية اتكأ على ثلاثة من الزملاء المخضرمين في إطلاق الاحتفالية هم: الدكتور ماهر خولي وعماد نداف وخالد مجر!
يوم ذاك خرجنا من الاحتفالية، ونحن نتحدث عن النيات والإرادات التي تنجح عندما تجد مشروعا مميزا، وبطبيعة الحال كان الطعام الطيب ما زال تحت أسناننا!
سقى اللـه تلك الأيام.. لأن ما دفعني لتذكرها هي الصور التي نشرها الزملاء في التلفزيون عن موائد الإفطار التي جمعتهم هذا الشهر الكريم، وكانوا سعداء، بفضائل الشهر الكريم، والجميل فيها أنها كانت على نفقتهم الخاصة كما كتب على الفيس بوك. شعرت بالسعادة، وقلت في نفسي: ماذا كانوا يخسرون، لو فعلوا مثل السيد حيدر عندما دعانا ليرد على زاوية كتبتها قبل سنة من دعوته! وضحكت، فهذا يعني: عزيمة عامرة ع الطالع والنازل لأشعب الذي يكتب هذه الصفحة متخفيا للدعابة بحرف «عين»!

وردنا الآن
بعد مشاهدتنا للمذيعات اللواتي يقرأن الخبر العاجل الذي يرد في الشريط خلال البرامج المباشرة، نقترح الإقلاع عن فكرة القراءة لأن السوريين يعرفون القراءة جيدا، بعكس بعض المذيعات اللواتي لا يجدن التعقيب!

قشقش، ودحباش!
على محطة سما، برنامج مسابقات في الشارح يسأل: ماذا تعني دحباش؟ أو ماذا تعني كلمة قشقش؟ وبالطبع من يعرف الجواب فسيأخذ جائزة ((!!!!)) ربما تحل أزماته المالية والاقتصادية والنفسية (!!!!) بسيطة، ولكن الجواب الأول كان عبارة عن قرية في طرطوس، والثاني: يبتسم خجلا، وفي العودة إلى القاموس: قشقش لاتعني ذلك بل: اللحمُ على المِقلى أو في القِدر: سمع له صَوت. والقَطِرَان الجَرَب: أبرأه. (تَقَشْقَشَ): تهيَّأ للبرء. ويقال: تقشقش الجُرْح: تقشَّر للبرء!

سري مري!!
كيف نكتب في الصحف عن مسلسل ((غداً نلتقي))، ولا نعرضه؟ ثم هل هناك فعلاً ما يمنع عرضه بعد كل هذا السيل مما شاهدناه؟ السري يتعلق باسم فنان!
قال أحد الماليين إن البعض ((لا يعطون ريق حلو))، ففي سلفة قدمها مخرج ((عليه العين!)) طلب مليوني ليرة سورية، وهذا يعني أربعة أضعاف ما يحتاجه!
يجري الحديث عن اختصارات في المحطات التلفزيونية، قد تشمل أكثر من محطة؟ وهناك احتمال أن يشمل الاختصار محطات إذاعية!
ارتجال وطنطنة في إطلاق محطة تلفزيونية جديدة للقطاع الخاص!
كتب ناقد صحفي على ورقة في جيبه: ظهرت الفنانة نسرين طافش في بيجامتها البيضاء عشرين مشهداً، ثم غيرت البيجاما في الحلقة 16، وظهر طرف بنطال جينز عباس النوري في باب الحارة من تحت القنباز، وفي عملية أمنية نهض محمد قنوع ((ضابط)) من مكتبه مسرعا من دون ترتيب إلى مهمة أمنية عاجلة، فإذا هو في المهمة وقد مشط شعره بالجل!!

برنامج ريم معروف!
في شارة السهرة الرمضانية على ((تلاقي)) أقنعنا المخرج أن المذيعة ريم معروف نجمة فعلا، وإلا فلماذا ورد في الشارة: قائمة بالمختصين في إظهار جمالها: شعر ريم معروف. ماكياج ريم معروف، ملابس ريم معروف؟

انتباه!!!!
الأخطاء اللغوية ليست على الشاشة فقط، ففي أوراق النعية التي تعلق على أبواب الهيئة يكتب بعضهم أحياناً ((أن لله وإن إليه راجعون))، وهذا خطأ في الآية الكريمة، والصحيح: «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنّا لله وإنّا إليه راجعون».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن