عربي ودولي

مجلس الشورى الإيراني يصدق تشكيل لجنة خاصة لدراسة الاتفاق النووي…كيري يعتبر توعد خامنئي «مزعجاً للغاية» وفابيوس إلى طهران الأسبوع المقبل

صدق مجلس الشورى الإيراني خلال الجلسة العلنية أمس بأغلبية أعضائه على قرار تشكيل لجنة خاصة استناداً للمادة 44 من النظام الداخلي لمجلس الشورى لدراسة الاتفاق النووي مع مجموعة «خمسة زائد واحد»، في وقت أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه سيسافر إلى طهران الأسبوع المقبل لإجراء محادثات بشأن «كل المواضيع» وسيجتمع مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وقال عضو مجلس الشورى أحمد أمير أبادي في تصريح له: «لدينا بعض القضايا في الاتفاق يبدو أنها تحتاج إلى الدراسة ومن هنا طالبت أنا وعدد من النواب بتشكيل هذه اللجنة الخاصة».
وصوت 136 نائباً لمصلحة القرار مقابل 29 رفضوا القرار على حين امتنع 5 عن التصويت.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ورئيس منظمة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي قدما نص الاتفاق الشامل وملحقاته إلى مجلس الشورى الإسلامي في إيران للتصديق عليه ويتضمن محصلة المباحثات النووية التي جرت بين إيران ومجموعة «خمسة زائد واحد».
وأكد ظريف خلال كلمته أمام البرلمان الإيراني أن إيران حافظت على برنامجها النووي في حصيلة مفاوضات فيينا وستحتفظ بقدراتها الدفاعية وعازمة على المساعدة والتعاون في محاربة الإرهاب والتطرف.
وقال: «نؤكد حقوق البلد لاحتياجاته الدفاعية والتعاون في مكافحة التطرف، والجمهورية الإسلامية الإيرانية صرحت عن عزمها في المساعدة من أجل إقرار السلام وعلى وجه الخصوص في مواجهة التهديد المتزايد للإرهاب والتطرف وستستمر في العمل من أجل إزالة هذا الخطر ومستعدة للتعاون مع الجيران في هذا الخصوص وكذلك المجال الدولي».
ولفت ظريف إلى أن إيران ستواصل إجراءاتها الضرورية لتعزيز أمنها قائلاً: «إيران تتخذ الإجراءات اللازمة من أجل تعزيز القدرات والقابلية الخاصة بها للحفاظ على استقلالها وسيادتها أمام أي اعتداء وكذلك التصدي لأي إرهاب وتهديد إرهابي في المنطقة.
وأشار ظريف إلى أن قرار مجلس الأمن كشف عن قبول عمليات تخصيب اليورانيوم وإلغاء الحظر على إيران بالكامل مبيناً أن «القضايا العسكرية ليست من صلاحية مجلس الأمن» وأن قرار مجلس الأمن كشف عن قبول عمليات تخصيب اليورانيوم في إيران ويتضمن إلغاء الحظر على إيران.
وأوضح ظريف أن «استياء المعارضين لإيران وفي مقدمتهم الكيان الإسرائيلي من حصيلة المفاوضات النووية يثبت اقتدار إيران الإقليمي والعالمي» مضيفاً: «نحن لم نستغرب من غضب وسخط رئيس وزراء هذا الكيان ولجوئه إلى الكونغرس الأميركي ليصوت برفض الاتفاق الذي يراه خطراً يهدده. وإنه بعد الاتفاق بين إيران والدول الست انهارت خطة الكيان الإسرائيلي بجعل إيران خطراً أمنياً».
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن إيران أكملت كل ما طالبت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مبيناً أن عودة الحظر على إيران من شأنه أن يسرع عودتها إلى برنامجها النووي.
من جانبه وصف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي ما حققته إيران في المفاوضات النووية بـ«إنجاز كبير جداً يبعث على الفخر».
وأوضح صالحي خلال كلمته أن التعامل السياسي على الصعيد العالمي سيتغير، وإيران استطاعت أن تكون بلداً متطورا ومتقدماً أمام القوى العظمى في العالم، وعليها أن تثمن عالياً هذا الإنجاز وترى آفاقاً أبعد من ذلك.
إلى ذلك أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن إيران ستبقى ملتزمة بتعهداتها النووية شريطة التزام الطرف الآخر بتعهداته أيضاً، مشدداً على أن العنصر الأساس لحل الكثير من المشكلات يكمن في «بناء الثقة» للعمل بالالتزامات.
وقال روحاني خلال لقائه وزير الاقتصاد والطاقة مساعد المستشارة الألمانية زيغمار غابريل: إن «العلاقات الاقتصادية والتجارية أحد السبل الكفيلة بتعزيز وتنفيذ الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة «خمسة زائد واحد».
وأشار روحاني إلى أهمية وتأثير العلاقات بين إيران وألمانيا في القضايا الإقليمية، مؤكداً أن التنمية الاقتصادية والرقي الثقافي ركيزتان لإنقاذ المنطقة من الإرهاب الذي لا يمكن القضاء عليه بمجرد التعاون الاستخباري أو تحليق الطائرات وإلقاء القنابل وتشكيل التحالفات العسكرية.
ودعا الرئيس الإيراني إلى القيام بأنشطة تمهيدية لتحصين المجتمع أمام فيروس التطرف والعنف وجعله أكثر مقاومة وألا ينجذب الشباب إلى التنظيمات الإرهابية عبر التوعية الثقافية وتوفير فرص العمل المناسبة لهم.
في سياق متصل حذر رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني خلال لقائه «غابريل» من أن استمرار أعمال التنظيمات الإرهابية يمثل خطراً يواجه جميع بلدان العالم مشدداً في الوقت ذاته على العزيمة الدولية لإيجاد حل جذري لهذه المشكلة.
وعما يتعلق بالاتفاق النووي بين إيران ومجموعة «خمسة زائد واحد» أوضح لاريجاني أن نهج طهران حيال الاتفاق مرتبط بسلوك الغربيين أنفسهم، مشيراً إلى أن الاتفاق يمكنه أن يشكل مفتاحاً للتعاون أو أن يجري استغلاله بصورة سيئة.
واعتبر لاريجاني أن التعاون بين إيران وألمانيا سيكون مؤثرا على صعيد إيجاد حلول للمشكلات الراهنة وإرساء الاستقرار والهدوء في المنطقة.
من جهته أكد غابريل أن الأزمة الراهنة في المنطقة هي نتيجة لتدخل بلدان من الخارج، معتبراً أن الغزو الأميركي للعراق كان خطأ وقال: إن بلاده رفضت أي تدخل عسكري في أي بلد وتؤمن بأن التدخلات العسكرية تؤدي إلى زعزعة الأمن».
وأعرب غابريل عن ارتياحه للاتفاق النووي بين إيران ومجموعة «خمسة زائد واحد»، مشيراً إلى أن الجانبين يستطيعان تنمية تعاونهما السياسي والاقتصادي والتوصل إلى حلول للمشكلات الإقليمية والدولية».
إلى ذلك اتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما بنظيره الصيني شي جينبينغ لشكره على الدور الذي لعبته بكين في التوصل إلى الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني كما أعلن البيت الأبيض أمس.
وأكد البيت الأبيض أن أوباما «عبّر عن امتنانه للدور الذي لعبته الصين من أجل التوصل إلى اتفاق نووي تاريخي كامل، طويل الأمد بين مجموعة 5+1 وإيران».
واتفق الرئيسان على «الأهمية القصوى لمواصلة التعاون بين الولايات المتحدة والصين لضمان التطبيق الكامل» لهذا الاتفاق الذي أبرم في 14 تموز في فيينا.
إلى ذلك قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري: إن الخطاب الذي ألقاه المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي السبت الماضي والذي توعد خلاله بتحدي السياسات الأميركية في المنطقة رغم الاتفاق الذي أبرمته إيران مع القوى الدولية بشأن برنامجها النووي «مزعج للغاية».
وقال كيري: «لا أعرف كيف أفسر ذلك في مثل هذا الوقت».
وتابع: «لكني أعرف أنه عادة ما تتطور الأمور بشكل مختلف عن التصريحات التي تدلى في العلن. إذا كانت هذه هي السياسة فهذا أمر مزعج ومقلق للغاية».
وكان خامنئي صرح أن السياسات الأميركية في المنطقة تختلف «180 درجة» مع سياسات إيران خلال خطاب ألقاه في مسجد بطهران وسط هتافات «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل».
وقال خامنئي: «حتى بعد هذا الاتفاق لن تتغير سياستنا تجاه الولايات المتحدة المتغطرسة». وعبّر كيري عن اعتقاده بأن حلفاء واشنطن العرب قادرون على التصدي للتدخل الإيراني في المنطقة.
وقال: «أظن أن اعتقاد الرئيس (باراك) أوباما وتقديراتنا العسكرية وتقديراتنا المخابراتية هي أنهم إذا استطاعوا تنظيم أنفسهم بشكل سليم فإن جميع الدول العربية لديها إمكانيات غير مستغلة مهمة للغاية في التصدي لأي من هذه الأنشطة.
سانا – أ ف ب – رويترز – الميادين

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن