شؤون محلية

أين وزارة الصحة.. النوري: بعضهم أسماؤهم مشهورة يحملون شهادات في الآداب يمارسون المهنة … نقيب الأطباء لـ«الوطن»: معظم الذين يمارسون مهنة التغذية الطبية غير مختصين

| محمد منار حميجو

أعلن نقيب أطباء سورية عبد القادر حسن أن معظم الذين يعملون في مجال التغذية الطبية هم ليسوا مختصين حتى إنهم لم يدرسوا في كليات الطب، معتبرا أن هذا خطأ كبير يجب معالجته باعتبار أنه يتعلق بحياة الناس.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أوضح حسن أن هناك نوعين من اللذين يمتهنون التغذية الطبية الأول هم خريجو كليات الطب ومن ثم اختصوا بعلوم التغذية وهؤلاء يحق لهم فتح مخابر وعيادات وممارسة المهنة بتقديم الحمية للمريض في مجال التغذية.
وأضاف حسن: على حين النوع الثاني هم خريجو العلوم الصحية اختصاص تغذية وهي لا ترقى إلى علوم الطب، مؤكداً أن هؤلاء يجب أن يعملوا تحت إشراف أطباء ولا يجوز لهم فتح عيادات.
وبيّن حسن أن وزارة الصحة هي المسؤولة عن منح التراخيص لمن يمارس المهنة ومعظم الذين فتحوا مراكز لهم هي مرخصة، مشدداً على ضرورة مراقبتهم من الوزارة.
وأكد حسن أن معظمهم يصفون أدوية للأشخاص الذين يراجعونهم وهم لم يدرسوا أي شيء عن علوم الأدوية أو التشريح وهذا أمر خطر جداً يجب معالجته، لافتاً إلى أن أخطاءهم كثيرة وهنا يأتي دور وزارتي التموين والصحة في مراقبتهم.
وأشار حسن إلى أن عدد الأطباء المختصين في التغذية قليل جداً وذلك لعدم وجود اختصاص في كليات الطب بينما، مؤكداً أن هناك كلية علوم صحية في جامعة البعث تدرس هذا المجال إلا أن هؤلاء لا يتخرجون أطباء بل يجب أن يمارسوا عملهم تحت إشراف طبيب.
وأضاف حسن: إن الأطباء المختصين درسوا اختصاصهم خارج البلاد، داعياً إلى إحداث اختصاص في كليات الطب للحد من ظاهرة انتشار الذين يدعون أنهم مختصون في هذا المجال.
وأكد حسن أن النقابة تحاسب كل طبيب يفتح عيادة له في مجال التغذية وهو غير مختص على حين الذين غير مسجلين في النقابة وهم ليسوا أطباء فإن وزارة الصحة هي المسؤولة عن محاسبتهم.
من جهتها أكدت المختصة في مجال التغذية ريم النوري أن هناك الكثير من غير المختصين في مجال التغذية يمارسون هذا العمل حتى إن بعضهم أسماؤهم مشهورة يحملون شهادات في الآداب ومنهم من خريجي الكيمياء ليس لها علاقة بالطب، مضيفة: للأسف هناك الكثير من المواطنين يراجعونهم.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قالت النوري: إن بعضهم وهم مشهورون يصفون أدوية وهي تكون مؤذية للمراجع، معتبرة أن اختصاص التغذية ليس فقط وضع برنامج تنحيف بل القضية أبعد من ذلك بكثير.
وأوضحت النوري أن دور مختص التغذية لا يقتصر على أن يكون له عيادة استشارية فقط بل دوره أيضاً في المشافي باعتبار أن دوره مكمل لعمل الطبيب، مشيرة إلى أن بعض الحالات المرضية تحتاج إلى العلاج الغذائي أكثر من الدوائي وهنا يأتي دور اختصاصي التغذية في علاجه.
ورأت النوري أن عدم وجود نقابة أو مكتب لتنظيم المهنة ساهم إلى حد كبير في دخول الكثير من الأشخاص غير المختصين وليس لهم علاقة حتى بالشهادات التي يحملونها، لافتة إلى أن جميع الذين فتحوا عيادات هي غير مرخصة لعدم وجود آلية واضحة في تنظيم المهنة.
وأوضحت النوري أن اختصاصي التغذية ليس طبيباً لكنه يدرس أربع سنوات في الكلية المختصة في مجال التغذية، مشيرة إلى أن هذا الاختصاص موجود في كل دول العالم.
وأضافت النوري: إن اختصاصي التغذية يعرف واجباته وحدوده لأنه مختص ومن ثم هو يدرك أنه ليس لديه صلاحية أنه يصف أدوية لأنه ليس طبيباً، مؤكدة أنها من المستحيل أن تصف أي دواء لأي مراجع.
ورأت النوري أنه لا تتوافر الثقافة الكافية لدى المواطنين لمراجعة أخصائيين في التغذية وهذا ما يؤدي إلى ضرر العديد من الأشخاص الذين يراجعون أشخاصاً غير مختصين، مضيفة: راجعتني فتاة وصف لها شخص أدوية للغدة للتنحيف ونتيجة الدواء حققت مرادها بتنحيف وزنها إلا أنها خسرت غدتها طوال حياتها.
ودعت النوري إلى تطوير دارسة العلوم الصحية وخصوصاً أن هناك إحدى الجامعات الخاصة فتحت كلية في هذا المجال وخرجت عدة دفعات وبالتالي فإن فتح اختصاصات جديدة أمر يطور هذا المجال بشكل كبير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن