رياضة

حكمة الاختصاص..

| مالك حمود

إنها لمشكلة في هذه الحياة أن نقوم بإسقاط ما نقرؤه من حكم وأقوال على واقعنا الرياضي حيث نصطدم بالكثير من المفارقات ومن تلك المقولات:
(التاريخ يعلم الإنسان الدروس.. ويجعله أكثر وعياً وأقدر على اتخاذ الخطوات المناسبة).
ترى ما حجم ومدى الفائدة التي جمعتها رياضتنا وأهلها من دروس الماضي وما أكثرها؟
صحيح أن الماضي بات تاريخاً، لكن دروسه باقية ومفيدة حتى لو تغيرت الأحوال وتبدلت الأجيال، ولذلك فوجئنا بحنين نادي النصر إلى كرة القدم والرغبة باعتمادها واحدة من الألعاب الرسمية بالنادي!
لا ندري الأسباب التي دفعت ذلك النادي النشيط والمجتهد لهذه الخطوة المفاجئة، حتى لو كانت بالنسبة للبعض مصدر تفاؤل وحماس كبيرين، ولاسيما أنها تأتي بعد غياب عشرات السنين، صحيح أن نادي النصر كانت له مشاركته في دوري الدرجة الأولى وصولاً إلى أواخر الثمانينيات، حيث شهدت اللعبة هجرة للعديد من لاعبيها ما أدى لهبوطها إلى الدرجة الأدنى وغيابها وتلاشيها، ولأنه النادي المجتهد الذي لا يعرف العيش بعيداً عن الأضواء، فقد كانت كرة السلة هي منفذه البديل، ومعها كان القرار الأمثل بدعمها ودفعها إلى الواجهة والأضواء، لتغدو منافسة بين الأقوياء، حتى لو كان اعتمادها الواسع على لاعبين وافدين من خارج النادي، ليغدو نادي النصر قطبا مهماً في معادلة كرة السلة ضمن مجموعة الفيحاء، على حين كان الأمل بالعمل على بقية الفئات العمرية لسلة النادي لرفد الفريق الأول بالمواهب والخامات، لكن الصدمة الأولى كانت ببيع بعض المواهب الناشئة لأندية العاصمة!
والصدمة الثانية تأتي بالعمل مؤخراً على اعتماد كرة القدم بين ألعاب النادي، فمن حق النادي توسيع مروحة ألعابه وتنويعها ولاسيما الجماهيرية منها، ولكن يبقى السؤال: ماذا استفاد النادي من درس الماضي وأسباب انهيار كرة القدم فيه؟! وما المقومات الجديدة للعودة؟ وهل النادي قادر على تحمل نفقات كرة القدم، إلى جانب كرة السلة، وهل يمتلك ملعباً تدريبياً على الأقل؟ وهل هو قادر على تحمل مصاريفها التي تزيد أضعافاً عن مصاريف كرة السلة؟ أم إنها ستكون على حساب لعبة أخرى؟ وإذا ما كان قادراً على احتضان كرتي القدم والسلة وغيرها من الألعاب فمرحى له، وبانتظار ما تخبئه الأيام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن