ثقافة وفن

«النصر ساعة صبر» رسالة أمل وبشرى بالنصر … د. مازن حميدي: نمتلك جيشاً بطلاً ومقداماً.. وملامح النصر تلوح في الأفق .. ديمة عقاد: نصر سورية اقترب.. وعلينا الصبر حتى نحتفل به

| وائل العدس- تصوير طارق السعدوني

برعاية نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع العماد فهد جاسم الفريج، وبمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لحرب تشرين التحريرية، أقامت جمعية «تموز» العرض المسرحي الغنائي «النصر ساعة صبر» على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون يومي الجمعة والسبت، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية وأبناء الشهداء والضباط والفنانين والإعلاميين.
العمل المسرحي موجه لدعم أسر الشهداء، ويتحدث عن بطولات الجيش العربي السوري في معارك البطولة، وصمود أبناء الوطن بجميع فئاته، وخاصة الأمهات اللواتي قدمن أغلى ما يملكن في سبيل الوطن.
كما يتحدث عن قيمة الصبر والصمود في خضم المآسي الكبرى التي نتعرض لها، وهو رسالة أمل وبشرى بالنصر إلى الجندي العربي السوري الذي قدم روحه فداء لقضيته، قضية قدسية الأرض وضرورة الحفاظ عليها.
وجاء العرض بمنزلة المزج بين عدد من الفنون البصرية من التمثيل والغناء والرقص وشاشة العرض السينمائية محاكياً تجارب فن الأداء المعروفة عالمياً بفن «البيرفورمانس».

وتناول العرض صوراً من كفاح جيشنا الباسل وصمود السوريين معه خلال الحرب الإرهابية من لوحة «أم أحمد» والدة الجندي، إلى لوحة الجنود الذين يدافعون عن قلعة حلب ولوحة تحرير مدينة حلب ولوحة الطيار ومساعده الشهيدين ووالدتيهما، حيث مزج المخرج في الحوار بين العرض المسرحي على الخشبة وبين مادة فيلمية جاهزة تعرض على الشاشة كما في لوحة القلعة عندما يتبادل الجنود الحوار مع النجم أيمن زيدان في مشهد مسجل وهو يقف على درج قلعة حلب.
وحرص المخرج على أن يتمم الرقص التعبيري فكرة العرض كما في لوحة الجنود وهم يتصدون للإرهابيين الذين ارتدوا ثياباً سوداء كناية عن إجرامهم وفكرهم الأسود الظلامي.
واستثمر المخرج الغناء عبر المغني الشاب بلال الجندي الذي أدى إلى جانب غنائه دور جندي، فكانت كلمات الأغاني مستوحاة من عنوان العرض ومن عبارات يرددها الممثلون ليكون ختام النصر ساعة صبر مزيجاً من كلمة «انتصروا» التي يرددها جموع الممثلين المشاركين في العرض وصوت المطربين شهد وعبود برمدا.
العمل من تأليف محمود عبد الكريم، وإخراج مأمون الخطيب، وموسيقا طاهر مامللي، وبطولة سلمى المصري ولينا حوارنة ورنا جمول وميريانا المعلولي ومالك محمد وإبراهيم عيسى ويامن سليمان ومؤيد الخراط وكرم الشعراني ولجين إسماعيل وبلال الجندي، بمشاركة نجمي الغناء شهد وعبود برمدا، إضافة إلى ظهور خاص للنجم أيمن زيدان، ومشاركة فرقة آرام للرقص.

رسالة فنية ثقافية
خلال كلمة ألقاها قبيل افتتاح العرض، قال رئيس جمعية تموز الدكتور مازن حميدي: نحتفل اليوم بمناسبة عزيزة على قلوب كل السوريين، هي حرب تشرين التحريرية، هذه الحرب التي سمعنا من آبائنا عن بطولات الجيش والتضحيات التي قدمها، واليوم نعود لنعيش مرحلة جديدة يسطرها الجيش أيضاً الذي نحكي عن بطولاته للعام السابع على التوالي، ومهما تحدثنا عنه لا نفهِ حقه، والفرق بين حرب تشرين وحربنا اليوم، أن عام 73 حاربنا دولة وراءها مئة دولة، أما اليوم فنحارب مئة دولة وراءها هذه الدولة، لكنهم لم يعرفوا أن أبناء وأحفاد الأبطال في الحرب الأولى هم أنفسهم يحاربون في الحرب الجديدة، ولن يسمحوا لأي حقير أن يدنس هذه الأرض الطاهرة.
وأضاف: أتشكر المعارضة لأنها أثبتت أنها أتفه معارضة عرفتها الأرض، لأن أي معارضة تهاجم رموزها فهي ساقطة، وهي منذ بداية الحرب هاجمت العلم والجيش والقائد، فالعلم بات يعني لنا أكثر، والجيش نعشق الأرض التي يمشي عليها، والسيد الرئيس وقف في وجه العالم ولم يدعنا ننحني، وسنبقى سائرين خلفه مهما صار.
وتابع: صحيح أننا في حربنا نحقق الانتصارات المتتالية، لكنها شهدت أيضاً ارتقاء أعظم من في الدنيا وأنبل بني البشر على يد أتفه من في الدنيا وأسفل بني البشر، ونحن صامدون وسننتصر، ونحتفل اليوم بانطلاق العمل الخيري لجمعية «تموز» لهذا العام، وقد سمينا العرض «النصر ساعة صبر» لأن له معاني كثيرة، وخاصة أن ملامح النصر تلوح في الأفق، وإن شاء اللـه قريباً فسنحتفل مع جيشنا وقائدنا وقياداتنا العسكرية، والأمنية بتحقيق أكبر نصر عرفه العالم.
وكشف أنه خلال هذا العام، وزعنا تبرعات عينية مباشرة بقيمة 338 مليوناً وصلت إلى 5348 عائلة، وقد زرنا كل المحافظات، وإن شاء اللـه قريباً سنزور دير الزور والرقة وإدلب لأن لدينا ثقة أن أبطال الجيش سيعيدون باقي المحافظات إلى حضن الوطن، أؤكد أن رسالتنا ليس مادية فقط، وإنما فنية ثقافية.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أكد أن العام لديهم يبدأ في 6 تشرين الأول، يوم الاحتفال بالنصر على العدو، هذا اليوم يعني للسوريين الكثير، لما قدمه ويقدمه الجيش العربي السوري من تضحيات، ومنه نستمد نبضنا وقوتنا، وعرضنا المسرحي هو بداية عملنا الخيري لموسم 2017/2018.
وقال: يحكي عملنا عن قيم الشهادة، لنثبت للعالم أننا نمتلك جيشاً بطلاً ومقداماً، وشعباً حاضناً له وداعماً لتضحياته وانتصاراته.
وشدد على أن رسالة الجمعية تصل بالأفعال وليس بالأقوال، مشيراً إلى أن الجمعية ستطلق مشاريع تنموية تؤمن دخلاً ثابتاً لأسر الشهداء.

النصر اقترب
أما نائب رئيس الجمعية السيدة ديمة عقاد فقالت خلال مؤتمر صحفي: «من وحي كلمة سيد الوطن «ستبقى موسيقانا أقوى من رصاصهم وثقافتنا أقوى من إرهابهم»، وإيمانناً بهذه الرسالة، حضّرنا لهذا العرض الفني في ذكرى حرب تشرين التحريرية، ليكون عملاً فنياً ثقافياً هادفاً يعود ريعه إلى أسر الشهداء، لنكرس من خلاله رسالة الشهادة وقدسيتها.
وأضافت: نعلن اليوم إطلاق العمل المسرحي الفني «النصر ساعة صبر» في ذكرى حرب تشرين التحريرية لأبطال الماضي، أبطال الحق أحفاد النجاح.
ورأت أن رسالة المسرحية تكمن بأن نصر سورية اقترب، وفي ساعاته الأخيرة، لكن ربما تكون الساعة الأصعب وعلينا الصبر حتى نحتفل به.
ونوهت أن تبرعات العام الماضي وصلت إلى 338 مليون ليرة سورية، موجهة شكرها للداعمين والمساهمين والمتبرعين، وشددت أن الجمعية ستطلق مشاريع تنموية تؤمن الاستدامة للجمعية.
وكشفت أننا بدأننا كجمعية العمل بمشاريع صغيرة متناهية الصنع، ولكن بسبب تزايد عدد الشهداء للأسف اضطررنا أن نأخذ منحى ثانياً بتأمين المساعدات الإسعافية والسلل الغذائية والدعم المادي المباشر، وحسب الإمكانات اللوجستية توزعنا بمناطق جغرافية متعددة، والدولة لم تقصر في تأمين الخدمات لأسر الشهداء، ولكن نحن كجمعية خيرية ومجتمع أهلي واجبنا أن نساعد ونسهم في هذه الأمور.

عمل صعب
ألمح مخرج العرض مأمون الخطيب أن نصر حلب بشارة خير لنصر سورية، لذلك ركزنا عليها، وقال: وافقت على المشاركة في هذا النوع من العمل رغم صعوبته دعماً لتوجه جمعية تموز التي تعنى بأسر الشهداء وتدعم عن طريق رسالة مقدسة لنا وهي الفن.

واجب وطني
وأكد الموسيقار طاهر مامللي أن دعم أسر الشهداء واجب، وهذا ما يحتم علينا كفنانين أن نقدم رسالتنا على أكمل وجه، وعلى الفنان واجب إنساني ووطني، مضيفاً: لدينا رسالة مباشرة من هذا العرض تتعلق بدعم أسر الشهداء.

دور كبير
أما سلمى المصري فعبرت عن سعادتها للمشاركة في هذا العمل، مؤكدة أن للفنان دوراً كبيراً في هذه المرحلة من خلال مشاركته بدعم الجمعيات الخيرية ورفع معنويات أمهات الشهداء، لنقدم شيئاً بسيطاً نستطيع من خلاله زرع بسمة صغيرة على وجوههن.

وفاءً للدم
وقالت رنا جمول لـ«الوطن»: تكمن أهمية العرض بأنه مقدم لرجال الجيش العربي السوري، أطهر من في الأرض وأنبل بني البشر، وأفتخر أنني شاركت في هذا العرض لأن جمعية تموز تعمل بشرف، وتقدم كل ما تستطيع لأسر الشهداء، وفاءً منهم للدم.

شيء بسيط
ورأت لينا حوارنة أنه بمجرد أنني شاركت في فعالية لها علاقة بالجيش العربي السوري فهو نصر بحد ذاته، وهو شيء بسيط مقارنة بما يقدمه بالدفاع عن الوطن، هذا الجيش رافع راياتنا ولولاه لما كنا استمررنا بالحياة، وهم أغلى ما في الحياة وأنبل بني البشر.

الرسالة قائمة
وأوضح يامن سليمان أنه في رقبتنا دين تجاه الشهداء، لأنهم ارتقوا لنعيش ونستمر ولتبقى رسالة الحياة قائمة، وعلينا أن نكون أوفياء لهم.
رسالة للجيش

وأشارت ميريانا المعلولي إلى أن العرض رسالة مني إلى رجال الجيش العربي السوري، حامي العرض والأرض، الذين قدموا دماءهم وشبابهم وأرواحهم لنبقى على قيد الحياة، وأتمنى أن يقبلوها مني.
ويعني العرض الكثير لي لأنني لم أستطع أن أكون إلى جانبهم في الميدان، لكنني معهم معنوياً وأرتدي البزة العسكرية خلال المسرحية، وهذا ما يمنحني الفخر.

لوحات إنسانية
وكشف مالك محمد أن العمل عبارة عن مجموعة لوحات إنسانية تمس الجنود المدافعين عن الوطن، ورؤيتهم بالحالة العاطفية وبلحظة حاسمة في المعركة، وأنا مؤمن أن كل إنسان مقاتل ومقاوم في مكانه.

قلباً وقالباً
وقال مؤيد الخراط: إن مشاركتي في هذا العرض تعني لي الكثير، وخاصة أنه يقدم في ذكرى حرب تشرين التحريرية، لأستطيع من خلال عملي أن أقدم شيئاً ولو صغيراً للجيش العربي السوري، ونحن مع جنودنا الأبطال قلباً وقالباً ويداً واحدة، وإن شاء اللـه فالنصر لنا دائماً.

أكبر من الكلمات
بدوره تحدث كرم الشعراني عن مشاركته فقال: أفتخر بمشاركة في العرض، ولو أن ما قدمناه لا يساوي شيئاً أمام ما يقدمه جنودنا من حرب تشرين التحريرية وحتى أيامنا الحالية، وهم أكبر من أن نختصرهم ببضع كلمات.

انتصار حقيقي
وأوضح عبود برمدا: سعيد جداً بهذه المشاركة، ووجودي ضمن كوكبة النجوم شرف كبير، وهي ثاني تجربة أقف فيها على مسرح الأوبرا، وأعتبر هذا العرض انتصاراً حقيقياً، وخاصة أن الريع عائد إلى أسر الشهداء.
أما شقيقته شهد برمدا فقالت: جميل جداً أن نشارك في هذا العرض، ونحن بحاجة دوماً لفعاليات تقدم الدعم المادي والمعنوي للمتضررين من الحرب، وأولهم أسر الشهداء.

جمعية تموز
جمعية غير ربحية تأسست عام 2012 بالقرار رقم 935 الصادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وتعنى بدعم أسر الشهداء بما يضمن لهم سبل الحياة الكريمة، كما تعمل على تعزيز مشاركة المجتمع المدني والقطاع الأعلي في دعم أسر الشهداء في سبيل بناء مجتمع سوري قوي متماسك، وتعزيز دور أبنائهم في بناء الوطن وحمايته واستمرار الحياة والإنجاز والإبداع تحدياً للحرب وآثارها.
وتؤكد الجمعية احترام مكانة الشهيد ودوره الأساسي في بناء الوطن وتقديم الرعاية الاقتصادية والاجتماعية لأكبر عدد من أسر الشهداء في كل أرجاء الوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن