رياضة

اللقاء الحاسم مع أستراليا بعيون خبراء كرتنا … الفوز يحتاج تركيزاً وليس معجزة

| نورس النجار

تكتسب مباراة منتخبنا الوطني مع أستراليا في إياب تصفيات الملحق الآسيوي غداً أهمية خاصة، لكونها مباراة تأهيلية لا حلول وسط فيها، ولأن منتخبنا مقبل على امتحان جديد هو الأصعب له منذ انطلاق التصفيات قبل عامين لذلك رفع لاعبونا شعار (حياة أو موت) على المباراة، وهم مصممون على أداء مباراة كبيرة تنتهي بفرح كبير يعم سورية من أقصاها إلى أقصاها.
بعيداً عن مكان الحدث التقت «الوطن» مجموعة من خبراء كرتنا ليتحدثوا عن مباراة الإياب، الآمال كبيرة، والثقة كبيرة أيضاً، والتفاؤل هذا صاحبه العديد من الملاحظات الفنية التي نأمل أن تصل إلى كادرنا وأن يتجنبها منتخبنا، فهي بلا شك ملاحظات محب.
ومعكم التفاصيل كاملة..

التركيز وحسن التعامل
الكابتن مهند الفقير مدرب منتخبنا الوطني الأسبق يقول: الفوز على أستراليا لا يحتاج إلى معجزة، ولكن يحتاج إلى تركيز وحسن التعامل مع مجريات المباراة، وأهم عناوين الفوز تتجلى بالنقاط التالية:
أولاً: يجب أن نلعب بتوازن حيث لا نندفع إلى الهجوم بكثافة كبيرة، وبالمقابل علينا ألا نبالغ بالدفاع الكثيف دون التفكير بالهجوم.
ثانياً: المحافظة على نظافة الشباك أمر مهم جداً لأنها تمدنا بالأمل والحافز حتى الدقائق الأخيرة من المباراة فلاعبونا قادرون على التسجيل بأي لحظة ومن نصف فرصة.
ثالثاً: لدينا نقص مؤثر بالمدافعين وهذا حتماً يؤدي إلى التفكير بكيفية دفاع لاعبي خط الوسط، حتى لا يتحمل المدافعون الجدد ضغط الهجوم الأسترالي وحدهم.
رابعاً: الاعتماد على الهجوم المرتد السريع قد يكون الحل المنطقي في الشوط الأول، أما أسلوب الشوط الثاني فهو متعلق بنتيجة الشوط الأول.
ربما ينبغي علينا المحافظة على الأسلوب نفسه إن كنّا متقدمين أو يجب علينا المغامرة المعتدلة من أجل التسجيل في حال كان التعادل السلبي ما زال قائماً، أو ربما اضطررنا إلى الاندفاع للهجوم والضغط على الأستراليين بمنطقتهم وهذا سيكون بالنصف الثاني من الشوط الثاني أو في حال تأخرنا لا سمح اللـه.
أخيراً: لاعبونا يملكون كل الإمكانيات اللازمة لمواجهة الأستراليين والتفوق عليهم ولدي ثقة كبيرة بأنهم يستطيعون ذلك.
التنظيم والغياب
الكابتن رأفت محمد مدرب منتخب الشباب ركزّ في حديثه عن مباراة الإياب على موضوع الغياب المؤثر في صفوف منتخبنا وعلى موضوع الخلل الدفاعي الذي قد ينجم عن هذه الغيابات.
وقال: المباراة صعبة جداً، ويجب الاستفادة من الحالات الإيجابية التي ظهرت في مباراة الذهاب والبناء عليها، والحالات هذه تتلخص بالروح المعنوية العالية والثقة وعدم الخوف، والهجوم المرعب القادر على التسجيل في أي وقت من أوقات المباراة.
أما الحالات السلبية فكانت الخلل بتمركز لاعبي الوسط واقترابهم من لاعبي الدفاع، وهنا التنظيم الدفاعي مهم جداً، لأنه كلفنا هدفاً في مباراة الذهاب وكاد يكلفنا أكثر، لذلك فإن معالجة الوضع الدفاعي بالتنظيم وحسن الانتشار سيجعل منتخبنا أكثر قوة وفعالية.
صعوبة المباراة تكمن في غياب خمسة لاعبين مؤثرين وهم يشكلون نصف الفريق، الأمنيات أن يستطيع المدرب ترميم هذا النقص، وأن يؤدي البدلاء الدور الفعال المنوط بهم، وكلنا مع المنتخب ندعو له ونتمنى له الفوز والتأهل إلى المرحلة القادمة.

أوراق مكشوفة
الكابتن أحمد الشعار مدرب منتخبنا الأسبق ونادي الوحدة حالياً اعترف أن المباراة صعبة على الفريقين وخصوصاً أن مباراة الذهاب كشفت أوراقهما ويأتي بعدها عامل المفاجأة الذي قد يصنعه أحد المنتخبين.
منتخبنا ظهر بمستوى ممتاز وخصوصاً في الشوط الثاني، الأخطاء التي وقع بها منتخبنا وخصوصاً في الجانب الدفاعي، سيعمل عليها المنتخب الأسترالي لحسم المباراة مبكراً.
من هنا نجد أن على منتخبنا التركيز الكامل على خطي الدفاع والوسط والاعتماد على المرتدات التي ستكون بمصلحتنا وذلك لفارق اللياقة التي تصب في مصلحة منتخبنا.
الفوز ليس بعيداً، لكن حساباته معقدة، والأهم الابتعاد عن الأخطاء، فأي خطأ قد يكلفنا الكثير في المباراة.
نتمنى لمنتخبنا التوفيق والعودة من أستراليا فائزاً ومتأهلاً إلى الملحق النهائي.

فرصة العمر
الخبير التحكيمي الحكم الدولي قيس العبد اللـه يقول: خطفتم الأضواء، وعليكم أن تدخلوا فرحة على قلوب كل السوريين في كل مكان، لا تعترضوا على الحكم، فقد خسرنا جهود المهاجم عمر خريبين في المباراة الحاسمة لنيله إنذارين بلا مبرر وخاصة الإنذار أمام أستراليا باعتراضاته غير المبررة.
لذلك نأمل من لاعبينا الاستفادة من هذا الدرس، وعلى لاعبنا أن يفكر كثيراً قبل أن يرتكب الخطأ وخصوصاً إن كان يحمل إنذاراً وهذا ما فعله أيضاً خالد مبيض بخطأ لا مبرر له ارتكبه في نصف الملعب لا داعي له وكان في الدقائق الأولى.
الاتحاد الآسيوي أحسن باختيار الحكم الأول في القارة الأوزبكي رافشان ارماتوف والمفترض أن هذا ينهي أي جدل حول التحكيم، فالحكم المذكور يتمتع بكفاءة عالية فنياً وأخلاقياً، وهو ذو شخصية قوية وعادلة ولديه خبرة كبيرة.
على منتخبنا أن يركز على اللعب الجماعي وعلى الأداء، وأن يبتعد عن ارتكاب الأخطاء المجانية التي تؤدي إلى نيله البطاقات المجانية، وعليهم أن يتعاونوا مع الحكم ويشعروه بأنهم واثقون به ثقة عمياء وهذا سيضعه أمام مسؤولياته ليكون حريصاً على إنصاف منتخبنا.
نثق بمنتخبنا وننتظر منه الفوز، ونأمل ذلك، فالمباراة 90 دقيقة ولن يضيعوا أي ثانية فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن