سورية

عملية إدلب تبدأ باتفاق مع «النصرة».. وواشنطن تدعم أنقرة

| الوطن – وكالات

لم تكد المدرعات التركية تخترق الحدود السورية حتى ظهر السبب الفعلي للحركة التركية وهو الاقتراب أكثر فأكثر من مناطق سيطرة ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة عفرين شمال غرب حلب.
ومن نافل القول إن أنقرة اغتبطت لمشهد قواتها الغازية وهي تشتبك مع مسلحي «جبهة النصرة» الإرهابية التي تتخذ من «هيئة تحرير الشام» واجهة لها حاليا، لما توفره لها مشهدية الاشتباك مع كيان إرهابي من مشروعية دولية، وأيضاً من تعميد بالدم لغزوها للأرض السورية.
مع ذلك لم تكد وطأة الاشتباكات ما بين القوات الغازية ومسلحي «النصرة»، تتعالى، حتى توقفت وسلم هؤلاء الأتراك مواقعهم حول عفرين!!
وبعد إطلاق العملية التركية في إدلب، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده شرعت في تطبيق مخرجات الجولة السادسة من محادثات أستانا، بخصوص إعلان محافظة إدلب منطقة لتخفيف التوتر، وقال: إن ««ميليشيا» الجيش الحر، وبدعم من الجيش التركي، تتقدم في إدلب بهدوء وفق ما خطط له».
وكان أردوغان واضحاً في الهدف الفعلي من عملية إدلب، حيث قال: «نحن مضطرون لعرقلة الحزام الإرهابي المراد إنشاؤه من أقصى شرق سورية إلى البحر الأبيض المتوسط، فلا يمكننا السماح بتنفيذ هذا المشروع، ولو تحقق ذلك فإننا سنواجه أحداثُا مماثلة لتلك التي حصلت في كوباني «عين العرب»» في إشارة إلى دعم «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة لميليشيا «حماية الشعب» لطرد تنظيم داعش من مدينة عين العرب في شمال شرق محافظة حلب، والتي انطلقوا منها لاحقاً إلى منطقة منبج.
وأكد أردوغان، أن الحكومة التركية لن تسمح أبداً بمحاصرة تركيا في مواجهة التهديدات القادمة من العراق وسورية.
وقبل يومين، أعلن أردوغان عن عزم ميليشيا «الجيش الحر» المدعومة من بلاده، تنفيذ عملية في محافظة إدلب بإسناد جوي من الطيران الروسي، وبري من الجيش التركي المتمركز داخل الحدود التركية.
من جانبه أعلن رئيس الوزراء بن علي يلدريم، أن الهدف التركي يتمثل في «ضمان الأمن في إدلب»، مبيناً أن أنقرة تعمل على تحقيق هذا الهدف بالتعاون مع روسيا.
من جانبه، شدد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو على أن انتشار القوات التركية في إدلب يهدف إلى «وقف الاشتباكات تماماً والتمهيد للمرحلة السياسية في سورية»، لافتاً إلى أن قوات رقابة روسية وإيرانية ستنتشر في المحافظة أيضاً.
ومن واشنطن، أكدت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» دعمها للعملية التركية في إدلب، وذلك على لسان المتحدث باسمها لشؤون الشرق الأوسط إريك باهون وذلك بحسب وكالة «الأناضول» التركية.
وأعتبر باهون، أن موقف بلاده من «النصرة»، لم يتغير، ورأى أن الأخيرة «امتداد القاعدة في سورية، ومدرجة على قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية».
من جانبها قالت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» إن «دخول القوات التركية إلى مناطق في محافظة إدلب السورية يندرج ضمن اتفاق تفعيل منطقة تخفيف التوتر الرابعة، ومن المرجح أن تشهد المنطقة صراعاً مسلحاً بين القوات التركية والوحدات المرافقة لها من الجيش الحر من جهة ضد مقاتلي تنظيم جبهة النصرة من جهة أخرى». وأوضحت أن التنظيم المتشدد نقل جزءاً كبيراً من مسلحيه بغرض مواجهة التدخل البري التركي. وفي وقت سابق، أفاد شهود عيان بالقرب من الحدود السورية التركية، لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن مسلحي «تحرير الشام» تبادلوا إطلاق النار مع قوات من الجيش التركي بالقرب من الحدود.
وأوضح شهود عيان أن القوات التركية، عادت بمجرد بدأ إطلاق النار، لتبدأ قصف المنطقة، وفتح الطريق أمام «الجيش الحر».
وذكرت مواقع معارضة، أن اجتماعاً تلا الاشتباكات ما بين وفد من القوات التركية وممثلين عن «تحرير الشام»، أفضى إلى الاتفاق صباح أمس على انتشار الأتراك في نقطة اسمها «الكراسي» قرب «أطمة».
ووردت معلومات لمصادر إعلامية معارضة تحدثت عن أن الاتفاق جرى على تسليم القوات التركية نقاط تماس مع القوات الكردية في عفرين، بعد أن تدخل القوات والآليات التركية إلى هذه المنطقة الواقعة في الريف الغربي لحلب.
وأوضح المصادر أن الآليات التركية توجهت نحو منطقة دارة عزة تحت حماية مسلحي «تحرير الشام».
وعلقت المصادر، بأن القوات التركية لها عدو وحيد في سورية، وهو «القوات الكردية، وليس لها عدو آخر لا تنظيم داعش ولا تحرير الشام ولا أي جهة أخرى».
وأضافت «بات جلياً أن ما جرى بين تحرير الشام والقوات التركية من اشتباك، كان في منطقة محددة.. ونعتقد أن الأمور إذا استمرت على ما هي عليه الآن، فإنه لاحقاً سيكون هناك توافق بين تحرير الشام والقوات التركية للانتشار في إدلب، دون انتزاع سلاح تحرير الشام، أو يكون هناك تغيير «تحرير الشام» لاسمها تحت مسمى فصيل معتدل أو غير ذلك، لعدم إرباك تركيا وإحراجها أمام روسيا والمجتمع الدولي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن