سورية

السعودية تضغط لتوحيد المعارضة قبل محادثات جنيف المقبلة

| وكالات

لم يك الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود يعود إلى بلاده من زيارة روسيا، حتى أكدت الدبلوماسية السعودية أمس أن إعادة إطلاق عملية جنيف، بحاجة إلى وجود معارضة موحدة، من أجل تنفيذ القرار الدولي 2254.
اللافت أن السعودية كانت تصر على ضرورة، أن تكون «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، هي الممثلة حصراً في الوفد المعارض إلى محادثات جنيف، على الرغم من أن القرار 2254 ينص على أن تتمثل في الوفد كل من منصات الرياض، موسكو والقاهرة. وقلبت الرياض موقفها الآن، إلى الموافقة على ما كان منطوق القرار الدولي ينادي به.
ووصل سلمان إلى السعودية أمس، من زيارة إلى روسيا وصفتها وسائل إعلام سعودية وروسية بـ«التاريخية»، ويبدو أن الطرفين توافقا على تبادل الدعم فيما بينهما، سواء بخصوص عملية أستانا، وجهود الرياض في توحيد منصات المعارضة، وبعد الزيارة مضت الدبلوماسية السعودية في تنفيذ تفاهمات موسكو.
وعبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عن أمل بلاده في أن يتم تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية قبل بدء الجولة الجديدة من محادثات جنيف، والتي اقترح المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا تنظيمها قبل نهاية شهر تشرين الأول الجاري، لكن تواردت أنباء عن تأجيلها.
ورداً على سؤال خلال مقابلة مع وكالة «تاس» الروسية للأنباء، فيما إذا كان من الممكن إنجاز تشكيل الوفد الموحد للمعارضة السورية، قال الجبير: «نأمل في ذلك». واستطرد أن «السؤال ينحصر حالياً في ضرورة تشغيل العملية السياسية إذا أراد المجتمع الدولي تنفيذ قرار 2254».
وأضاف: إن جعل «العملية السياسية فعالة يتطلب وجود المعارضة موحدة»، كاشفاً أن هذا ما تريده السعودية وروسيا ومصر والولايات المتحدة، واللافت أنه لم يتحدث عن تركيا أو قطر.
وكانت السعودية قد دعت لاجتماع منصات المعارضة السورية من أجل التوصل إلى تشكيلة جديدة للوفد المعارض وأجندة التفاوض، وبدا حينها أن الرياض قد عدلت موقفها ما ترك صدمة بالغة لدى قيادات «العليا للمفاوضات».
وذكر الجبير أن السعودية تمكنت منذ سنتين من توحيد بعض مجموعات من المعارضة، الأمر الذي أدى إلى تشكيل «العليا للمفاوضات» عارضة.
وأضاف: «بعد عامين، نضطر لعمل ذلك من جديد، لتوسيع مشاركة المعارضة وضمان مشاركة وفد كبير في المفاوضات».
كما أكد أن جهود الرياض لا تتناقض في هذا الأمر مع جهود موسكو التي هي أيضاً تجري مشاورات مع مختلف المجموعات المعارضة بشأن آفاق التوحد.
وقال: «لا توجد هناك أية خلافات. وفي حقيقة الأمر، تقدم روسيا دعما كبيراً لجهودنا الهادفة إلى توحيد المعارضة، مثل الأميركيين وممثلي الدول الأوروبية»، معبراً عن ثقته في أن يشكل الوفد الموحد خطوة إيجابية في طريق تحريك العملية السياسية.
من جهة أخرى، أكد الجبير، أن بلاده عازمة على التعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب، وأن الرياض لن تسمح لأحد بتمويل التطرف، وترويج إيديولوجية الكراهية.
وشدد على أن عدداً من المسلحين من روسيا والسعودية يقاتلون في صفوف تنظيم داعش، وهم يمثلون تهديدا للدولتين وللبلدان الأخرى، وأشار إلى أن الرياض لديها اهتمام جدي بالتعاون مع موسكو في مجال مكافحة الإرهاب.
وأضاف: على الدول كلها التمسك بمبدأ عدم تمويل الإرهاب والتطرف وبمبدأ عدم ترويج الكراهية، إضافة إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن