رياضة

حذارِ من الغرور

| محمود قرقورا

كثيراً ما نردد العبارة التالية في معرض حديثنا عن كرة القدم: الغرور يهدم في ساعة ما يبنى في أعوام، والغرور سم زعاف في رحاب قطعة الجلد المدورة.
وفي حالة منتخبنا الكروي الأول على المعنيين التذكر بأن الغرور يهدم في مباراة اليوم المصيرية ما بنيناه في تسع عشرة مباراة خضناها في الطريق إلى روسيا 2018.
الحفاظ على المعنويات عالية مطلب ضروري عند القائمين على المنتخب، بل هم مطالبون بذلك حتى عندما نواجه البرازيل القوة الكروية الأعلى شأناً في العالم أو ألمانيا أو إيطاليا.
ولكن التفاؤل بمباراة اليوم يبدو مفرطاً وكأننا ألغينا أي دور لمنتخب أستراليا بطل آسيا الذي سبق له التأهل لكأس العالم أربع مرات ويلعب بأرضه وأمام ثمانين ألف متفرج يشدّون أزره.
وهذا التفاؤل ينسحب على كل جماهيرنا على اختلاف الميول والأهواء والثقافة الكروية.
إنه لشيء إيجابي التحرر من ثقافة الخوف التي كثيراً ما أصابتنا بمقتل أياً كانت هوية الخصم وعراقته وتاريخه، ولكن كلما احترمنا الخصم الأسترالي كانت حظوظنا أوفر بالتأهل.
لا شك أن منتخبنا أكثر منتخبات القارة الصفراء تطوراً خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وخصمنا في انحدار ملحوظ من حيث المستوى الفني والشكل العام وإلا كان قد حسم أمر التأهل من الدور الفائت، لكننا ما زلنا نتأخر بخمسة وعشرين مركزاً عنه في تصنيف الفيفا رغم أنه لا يمر بأحسن حالاته.
ولا شك أن روح العزيمة والإصرار التي تحلّى بها لاعبونا باتت دروساً وعبراً لكل المتابعين، لكننا نواجه اليوم منتخباً لم يخسر بأرضه خلال التصفيات المونديالية 2010 و2014.
نعتقد جازمين أن منتخب سورية الحالي هو الأفضل بين كل أجيال الكرة السورية على مدار سبعة عقود، وهذا الرأي ليس من بناة أفكارنا بقدر ما هو حقيقة أثبتتها نتائج المباريات بمواجهة حيتان القارة.
وذروة إثبات ذلك التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وهذا حلم كل المنتخبات المغمورة في عالم المستديرة المدورة، ومطلوب من نسورنا اليوم اللعب حتى صافرة النهاية وهذه ميزة اكتسبناها.
وعلى لاعبينا التذكر بأن أفضلية الكنغارو عقب تعادل الذهاب بهدف لمثله يدحضها تسجيل هدف.
والتاريخ يقول: سبق لأستراليا التعادل مع إيران في طهران 1/1 خلال ملحق تصفيات 1998 ولكن منتخب إيران انتزع بطاقة التأهل بتعادله 2/2 في ملبورن فهل نستلهم تلك التجربة؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن